يُعدّ كارلو أنشيلوتي قبل كل شيء مدرّباً ناجحاً، فقد حقق ألقاباً مهمة مع أكبر الفرق؛ إي سي ميلان وتشيلسي وباريس سان جيرمان وريال مدريد. وعلى رأس الجهاز الفني للفريق الملكي، حقق لاعب وسط الميدان السابق الذي خاض كأس العالم 1990، اللقب العاشر للنادي الإسباني في دوري أبطال أوروبا بعد طول انتظار، وكذلك كأس العالم للأندية التي تم تنظيمها في المغرب عام 2014. { أنشيلوتي، كثر الحديث عنك وعن طريقة عملك… لكن نريد أن نسألك، من هو كارلو أنشيلوتي؟ أنا مدرب يحبّ عمله كثيراً، ويستمتع به، ويحاول دائماً التقرّب من لاعبيه وأن تكون له علاقة جيدة بهم، ويسعى أن يحقق معهم الأهداف التي يرسمها النادي. { في ظل الاحترافية الكبيرة التي تعرفها كرة القدم حالياً، هل يصبح الاستمتاع مع اللاعبين أمراً سهلاً أم صعباً؟ ليس بالأمر الصّعب. على امتداد مسيرتي التدريبية لطالما اشتغلت مع لاعبين على مستوى عال من الاحترافية والجدّية، وهو ما يجعل الأمر سهلاً، خصوصاً في ريال مدريد، حيث وجدت مجموعة من اللاعبين الجادّين والمتعطشين للفوز، وبقدرة كبيرة على العمل الجماعي. كما أنهم يحافظون على علاقة كبيرة في ما بينهم، وهو ما يجعل العمل أكثر يسراً. { ما هو الجانب الأكثر أهمية بالنسبة لأنشيلوتي؟ هل هو الجانب الذهني أم التكتيكي أم التقني؟ أعتقد أن الجانب الذهني هو الأكثر أهمية في كرة القدم حالياً. فمن المهم جداً أن يكون جميع اللاعبين متحفزين، بمن فيهم الذين لا يلعبون بشكل أساسي. ثم هنالك الجانب التكتيكي، وضرورة بناء فريق يسعى إلى اللعب بشكل جماعي. وفي الأخير يجب أن نقنع اللاعبين بضرورة وضع طاقاتهم ومهاراتهم في خدمة الفريق. { سبق وأن درّبت فرق إي سي ميلان وتشيلسي وباريس سان جيرمان، والآن تدرّب فريق ريال مدريد، بما يشهده من ضغط شديد لتحقيق الألقاب. ما هو أصعب شيء تواجهه عند مواجهتك هذه التحديات؟ أظن أن أهم شيء بالنسبة إلى المدرّب هو أن يبني علاقة جيدة مع لاعبيه. فرغم أن المدرب يحمل فكرة محدّدة للعب، فإن اللاعبين هم الذين يحملون عبء تطبيقها على أرضية الملعب. وإذا ما كانت العلاقة جيدة، فإن اللاعب يستوعب الفكرة بشكل أفضل، وذاك أصعب ما في الأمر. ومن جهة أخرى، هناك مسألة الضغط من أجل تحقيق الألقاب في ريال مدريد، وفي باريس سان جيرمان… لكن الحقيقة أن لكل فريق هدف؛ سواء كان الحفاظ على مكانته في الدّرجة التي يلعب فيها أو الفوز بدوري أبطال أوروبا، ولهذا أظن أن المدرّبين يواجهون نفس التحديات رغم اختلاف الأحوال. { ما هو الموقف الحاسم في موسم 2014 الناجح؟ ولماذا؟ أعتقد أنها المباراة التي خضناها ضد برشلونة في نهائي كأس الملك بمدينة فالنسيا، والتي كانت لحظة لا تنسى، رغم أن أسعد لحظة كانت دون شك في نهائي دوري أبطال أوروبا في لشبونة، حيث حملنا اللقب العاشر لخزائن ريال مدريد بعد طول انتظار. { في تلك المباراة فزتم على أتلتيكو مدريد الذي يقوده دييغو سيميوني، وكان مرشحاً هو الآخر للظفر بجائزة «فيفا» لأفضل مدرب. ماذا يمكن أن تقول عن المدرب الأرجنتيني؟ لقد بصم على موسم رائع، رغم أن الفريق لم يكن يتوفر على إمكانيات كبيرة جداً، إلا أنه بقدرته وعزيمته وشخصيته استطاع تحقيق لقب الدوري الإسباني. ومن حسن الحظ أنه لم يفز بلقب دوري الأبطال أيضاً (يضحك). لكن سيميوني طبع شخصيته القوية على الفريق، وهو ما مكنه من الوصول إلى المباراة النهائية. { منحكم اللقب الأوربي فرصة المشاركة في كأس العالم للأندية «فيفا» بالمغرب. كيف كان شعورك عند التتويج باللقب؟ بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا، جاء الفوز بكأس العالم للأندية مثل مسك للختام، فهي مسابقة يشارك فيها أبطال القارّات. ويمكن أن أقول إنه كان تتويجاً لموسم رائع، وقد رغبنا كثيراً في الفوز باللقب. { لقيت مبادرتك بمصافحة جميع لاعبي سان لورينزو بعد نهاية المباراة صدى كبيراً في الأرجنتين. لماذا يُسلط الضوء بهذا الشكل على موقف مثل هذا؟ لا أدري. أظن أنه على الأقل في هذه الفئة من المدرّبين هناك احترام متبادل بشكل كبير. قد تكون لنا أحياناً آراء مختلفة، خصوصاً خلال المباراة، حيث يكون هناك ضغط كبير وعصبية وربما سوء فهم أيضاً، لكن على العموم هناك احترام كبير، وقد جاءت تلك المبادرة في هذا الإطار. { لننتقل إلى موضوع آخر. كيف يمكنك أن تصف كريستيانو رونالدو؟ ربّما سيتفاجأ الكثيرون بشخصيته الحقيقية. فقد قلت مراراً وتكراراً إنه لاعب جدّي واحترافي إلى أبعد الحدود. لديه موهبة فريدة، لكنه يصقلها ويطورها بجدية قلّ نظيرها. { قلت في يوم من الأيام إن زين الدين زيدان هو أكثر اللاعبين إمتاعاً. كيف يمكن أن تصنّف كريستيانو؟ هل قلت ذلكَ؟! (يضحك) زيدان كان أكثر لاعب أستمتع بمتابعته في التدريبات، لكن رونالدو هو أكثر لاعب يمتعني في المباريات. إنه يسجّل الأهداف في جميع المباريات تقريباً! { قبل الختام لا بدّ من طرح هذا السؤال: هل سنرى يوماً ما أنشيلوتي مدرّباً لكتيبة الأزوري؟ أتمنى ذلك…(يفكر). يمتلك المنتخب الإيطالي تاريخاً حافلاً؛ فنحن نلعب نهائي كأس العالم مرّة كل 12 عاماً. إذ فعلناها أعوام 1970 و1982 و1990 و2006. وسيكون النهائي المقبل في 2018، وأعتقد أن أنطونيو كونتي سيكون مدرباً للمنتخب آنذاك. ثم هنالك مسألة أخرى، فرغم أننا نصل إلى النهائي مرّة كل اثني عشرة سنة، إلا أننا نفوز باللقب مرة كلّ 24 سنة. كذلك كان الأمر في 1982 وفي 2006، وبالتالي فإن المنتخب الإيطالي سيفوز باللقب العالمي في سنة 2030، حينها سأكون في ال71 من العمر… أظن أنه ما يزال أمامي شيء من الوقت. عن «فيفا.كوم»