32 - جيوب المقاومة جيوب المقاومة توحي ببقايا قوات هنا وهناك تتوفر على العتاد ، مستعدة للدفاع عن مصالحها كلما توجست محاسبة أو هجوما على مصالحها وبالتالي تسلك كل السبل و تنشئ كل العراقيل للحفاظ على امتيازاتها وضمان كينونتها خوفا من الإفلاس والضياع ومستعدة للتحالف مع الكل من أجل حماية رساميلها .هي مراكز مقاومة للإصلاح، فئة استفادت ومازالت تستفيد من الأوضاع الراهنة. إذ تعتبر كل إصلاح حقيقي مضر بمصالحها. و هي مستعدة لمحاربة كل إصلاح وحلول إن تضررت مصالحها باستخدام كل الطرق. 33 - الوافد الجديد ليس حزب الأصالة والمعاصرة بمنأى عن الحزب الإداري أو الأغلبي ، لقد اغترف من نفس الضرع ، ونما فجأة، فابتلع أحزابا صغيرة وأربك حسابات الأحزاب التاريخية والكبيرة ، ودرءا لكل خطر محدق تشكلت تحالفات غير طبيعية لمجابهة نوايا مشروع هذا الحزب الوافد والذي اتضح من منهجية وطرق استقطاباته وتسارع وتدافع كل الجهات عبر جميع مناحي البلاد لإنجاح مشروع الوافد الجديد النهم دون هوادة. فخيل للمتتبع أن المغرب متجه إلى فرض نظام الحزب الوحيد . ، وإن هذا الوضع في بلد المغرب حيث يوجد حزب أغلبي يريد الهيمنة على الحياة السياسية، يشبه إلى حد بعيد الوضع في أي دولة أخرى تعتمد الحزب الوحيد والأوحد، حيث تغيب التعددية الحزبية و تكون مقيدة أو صورية ومشوهة. ووسط هذا الغموض والالتباس أصدر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في بيان تاريخي 21 أكتوبر 2007 أطلق من خلاله اسم الوافد الجديد على حزب الأصالة والمعاصرة انتقد من خلاله (دون ذكر أي اسم)هذا الوافد. فرشق البيان، مهندسي «الوافد الجديد» باتهامات ب»السعي لجعله بديلا عن كافة الأحزاب السياسية الحقيقية، ويؤسس «الحزب الأغلبي» المعتمد على الزبونية السياسية وعلى قرصنة المنتخبين الجماعيين وتشجيع الترحال البرلماني، وتمييع الحياة السياسية والتحكم فيها بأدوات الدولة و بعلاقات شخصية-خاصة، لا علاقة لها بالعمل السياسي النظيف». حين أكد البيان على: «وجود خيط ناظم ومترابط بين النتائج التي أسفر عنها اقتراع 7 شتنبر 2007 وهندسة الحكومة - 15 أكتوبر 2007- وعملية تدبير الشأن النيابي الذي عرف وافدا جديدا - دون تعريف- يوحي بالعودة إلى أجواء مرحلة كنا نعتقد إن التوافق قد حصل من اجل تجاوزها». 34 - أرض الله واسعة ما يعتمل به داخل الاتحاد الاشتراكي من تقاطبات واستهدافات متبادلة بلغت مستوى ما عاد يقبل به المنطق السياسي السليم، ولا تستفيد منه إلا القوى التي لها مصلحة في تفجير الحزب وإضعافه . نعم للاختلاف لكن داخل الوحدة ، للحيلولة دون ركوب مخاطر الانشقاق والانسياق وراء مقولة « أرض الله واسعة» والتجربة أكدت أن الانشقاق غالبا ما يؤدي إلى أحزاب صغيرة هشة كما وكيفا حيث تزول أو تعود إلى الخيمة الأولى ومعلوم أن صاحب هذه المقولة في المشهد السياسي بالمغرب هو الفقيد عبد الرحيم بوعبيد حين وجهها إلى مجموعة أحمد بنجلون و عبد الرحمان بنعمرو (رفاق الشهداء) ومرة ثانية أخرجها عبد الرحمان اليوسفي في وجه محمد الساسي ردا على انتقاداته اللاذعة. 35 - المسلسل الديمقراطي إن هدف العمل الحزبي تكتيل وتوعية فئات واسعة من حيث التنظيم وإمكانياته وأشكال النضال كواجهة الديمقراطية السياسية منها و الاجتماعية. فلا معنى للديمقراطية السياسية بدون ديمقراطية اجتماعية، فالشكل الأول تسلك طريق الدستور والبرلمان وحريات التعبير والتجمع وتأسيس الهيئات والأحزاب و ... أي يقوم على الانتخابات مما يتيح الاتصال المباشر مع فئات الشعب وبالتالي تبليغ رسالة الحزب وبرنامجه بغية تعميق وعي الشعب. وفي إطار الديمقراطية السياسية وجب تمرير وطرح المضمون الاجتماعي للديمقراطية عبر ممثلين في المجالس المنتخبة محليا ومهنيا ووطنيا وذلك بتبسيط وإنزال قضايا الديمقراطية الاجتماعية أي الشكل الثاني باعتبارها ديمقراطية العيش أي العدالة الاجتماعية من تكافؤ في الفرص إلى تساو في الحقوق والواجبات ، في الإطار التنظيمي للديمقراطية السياسية نفسها وبالتالي التمرين على الديمقراطية ولتحقيق ذلك لزاما لمسلسل أي لعمليات نضالية واعية هادفة لان مسلسل النضال من أجل الديمقراطية من الممكن جدا أن يؤدي إلى البناء الديمقراطي الاشتراكي، خصوصا إذا كان مع الجماهير وفي صفوفها . جماهير العمال و الفلاحين والصناع المهنيين والتجار الصغار وكافة فئات الطبقة الكادحة. ومن أجل بلوغ الهدف وبإيجاز،اكتست الانتخابات الجماعية و التشريعية (خاصة 1976و1977) أهمية خاصة بالنسبة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لأنها بوابة نضالية من أجل الاحتكاك المباشر والكثيف والواسع مع المواطنات والمواطنين بمختلف مشاربهم سواء في الحواضر أو البوادي من أجل تبليغ رسالته وهذا المسار أطلق عليه المناضلون تسمية «المسلسل الديمقراطي»بشروطه عبر عملية دمقرطة وتحديث متواصلة في أفق اكتمال مؤسسات الدولة الحديثة والوصول إلى النضج المجتمعي. 36 - الملكية البرلمانية ويندرج داخل الاختبار الديمقراطي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حرصه الثابت والمستمر على ضرورة توفر المغرب على دستور ديمقراطي، ينظم نظام الحكم بالبلاد،و ينقلها إلى نظام عصري متطور متفتح على مقتضيات ومستلزمات العصر الحديث و متجذر في الارتباط بمقوماتنا الحضارية والدينية والوطنية والقومية. و في نفس الوقت لا يخفى عن الاتحاد أن الدستور إن كان ضروريا فهو وسيلة وأداة لابد منها من أجل توضيح قواعد تسيير الحكم بالبلاد. و لكن مع ذلك تبقى الممارسة والتطبيق أهم العوامل في إنجاح الاختيار والمسار الديمقراطي. ومن خلال تتبع التطور التاريخي للاتحاد نجد المسألة الدستورية ضمن اهتماماته الأساسية بجانب باقي الاهتمامات الأخرى في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومنذ المؤتمر الوطني الاستثنائي للاتحاد في يناير 1975، ومطلب مراجعة دستور 10 مارس 1972 وارد في جميع مواقف الحزب الأساسية في كل مؤتمراته: هكذا، طالب البيان السياسي للمؤتمر الوطني الثالث في دجنبر 1978 بمراجعة الدستور الحالي مراجعة شاملة، وإقرار «ملكية برلمانية دستورية ديمقراطية» حيث يؤكد : 1 - مراجعة الدستور الحالي مراجعة شاملة تستهدف تحويل نظام الحكم في بلادنا من ملكية رئاسية مخزنية تستظل بظلها الطبقات المستغلة والفئات الانتفاعية الانتهازية للكسب والإثراء والتهرب من المراقبة الصارمة والمحاسبة الدقيقة من طرف السلطات المختصة التشريعية منها والقضائية والتنفيذية وتحويلها إلى ملكية برلمانية دستورية ديمقراطية تتحمل فيها الحكومة وكافة أجهزة التسيير والتنفيذ مسؤوليتها كاملة أمام ممثلي الشعب الحقيقيين ويتولى فيها الملك رئاسة الدولة كحكم فوق الأحزاب والطبقات. البيان السياسي العام ،ص252 من كتاب مواقف مبدئية وقرارات ظرفية . المؤتمر الوطني الثالث 1978 ط الثانية ابريل 1984 2 - وبعد 30 سنة، جيل بكامله ،يذكر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمطلب إقرار الملكية البرلمانية وذلك من خلال المؤتمر الثامن للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المنعقد في شوطه الثاني بالصخيرات أيام 7-8-9 نونبر 2008 وبعد مناقشته للأوراق المقدمة للجنته السياسية وحوار مستفيض حول القضايا الأساسية المعروضة على المؤتمر فإنه عبر في مادته الرابعة: رابعا: «وبناءا عليه فإن المؤتمر الوطني الثامن يعتبر أن تجاوز اختناقات المشهد السياسي تقتضي القيام بإصلاح دستوري ومؤسسي كمدخل ضروري لتجاوز المعيقات التي تواجه مسار الانتقال الديمقراطي وذلك بالتوجه نحو إقرار ملكية برلمانية يحقق في إطارها مبدأ فصل وتوازن السلط، بما يحفظ للمؤسسات كلها أدوارها ومكانتها ويدقق صلاحياتها ويؤهلها للاضطلاع بمهامها في هيكلة الحقل السياسي وتأهيله» . وتأتي حركة 20 فبراير 2011 إلى جانب كل القوى الديمقراطية لترفع شعار: الملكية البرلمانية كمطلب رئيسي. 37 - الحكم الذاتي يعرف الحكم الذاتي كآلية لتنظيم بعض المناطق أو الجهات، إداريا من خلال إحداث مؤسسات سياسية خاصة تحت سلطة الوصاية التي تحتفظ بها الدولة المركزية ( 1978، Dalloz)،أما حسب معجم »لاروس« فالحكم الذاتي لإقليم معين أو لمجموعة معينة يعني تدبير هذه الأخيرة لشؤونها بشكل مستقل وذلك باحتكامها لقوانين خاصة بها، داخل مجال تنظيمي اكبر، تعهد فيه سلطة التوجيه للسلطات المركزية حسب أنظمة خاصة .( ص 1990.134 Larousse. ). وتصور الحزب للتسيير الذاتي يتسم بالمرونة المتجلية في إطار مستقبلي شامل لتطور الدولة المغربية نحو لامركزية متقدمة كعنوان للديمقراطية بهدف التنمية الشاملة والمحلية والمرونة المتمثلة في اللامركزية والتدبير الذاتي للشؤون المحلية وفق الخصوصيات والإمكانات والموارد بهدف بلوغ جهوية موسعة. والاتحاد الاشتراكي في العرض الذي قدمه الكاتب الأول للحزب الفقيد السي عبد الرحيم بوعبيد في أشغال اللجنة المركزية المنعقدة يوم الأحد 4 ابريل 1976 ببني ملال في النقطة الثالثة المتعلقة ب: قضية الصحراء المغربية ،في الصفحة 15 من نشرة خاصة بالاتحاديين ، لجنة التوجيه والنشر جاء فيها :» وبطبيعة الحال يجب علينا أن نعطي لإخواننا الصحراويين صورة عن المغرب غير الصورة التي يعرفونها اليوم ، الصورة التي ستجعلهم يطمئنون على مستقبلهم ، إن على إخواننا في الصحراء أن يندمجوا في الشعب المغربي وفي كفاحاته، نعم ليس من السهل التغلب على الرواسب التي خلفتها ثمانون سنة من الفراق ولكن لامناص من هذا الطريق . ففي هذا الإطار نرى انه يجب التفكير منذ الآن في نوع من اللامركزية الواسعة التي يجب إقامتها في الصحراء تمكن الصحراويين من الاقتناع بأنهم يمارسون بكل اطمئنان صنع مستقبلهم كجزء لا يتجزأ من الشعب المغربي. إننا إذا فعلنا ذلك سنجعل حدا نهائيا للدعايات المغرضة التي تشوه نوايا الشعب المغربي. إن إقامة نظام لامركزي وديمقراطي في الصحراء شيء أساسي وضروري، لأن الوضع الجغرافي والاقتصادي والبشري يفرض ذلك». وفي الصفحة 27 من نفس نشرة خاصة بالاتحاديين (4 ابريل 1976) تحت : 1 - موقفنا المتميز في قضية الصحراء في الفقرة 2- وهنا ، وفي هذه الفترة بالذات ، كشفنا الغطاء عن حلقة أخرى من الحلقات التي تربط بين التحرير والديمقراطية ، فنادينا في اجتماع اللجنة المركزية بضرورة التفكير منذ الآن في إقامة نظام لامركزي ديمقراطي واسع في أقاليمنا الصحراوية ، نظام يستجيب لخصوصية المنطقة التاريخية والجغرافية والبشرية ويمكن مواطنينا في الصحراء من المساهمة مساهمة أوسع وأعمق في تسيير إقليمهم إداريا واقتصاديا واجتماعيا. إننا لا نتنكر للتاريخ والواقع الذي يفرض نفسه. لقد كانت الصحراء(الساقية الحمراء ووادي الذهب)جزءا لا يتجزأ من المغرب، ولكنه كان في ذات الوقت جزءا متميزا بما تفرضه الطبيعة الجغرافية وطبيعة المواصلات وأسلوب العيش... الخ .ولذلك نرى من الضروري بلورة هذا الواقع التاريخي بأسلوب حديث، على أساس من اللامركزية الواسعة التي تمكن من تجاوز ما تراكم من أسباب الفراق الذي فرضته ثمانون سنة من الاستعمار على هذه المنطقة. بعد الخطاب الملكي حول مبادرة مقترح الحكم الذاتي 6 نونبر 2005 ، فإن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية استجابة لقرار جلالة الملك باستشارة الأحزاب السياسية ، تقدم بمذكرة يرى من خلالها تبني تصور للتسيير الذاتي المتسم بالشمولية من منظور مستقبلي شامل يروم لامركزية متقدمة والمرونة المتمثلة في قبول التدرج في اللامركزية والتدبير الذاتي للشؤون المحلية. تسيير يوفق بين متطلبات الحفاظ على الانسجام المؤسسي والسياسي للمملكة ، وبين الضرورات الدولية المرتبطة بإشكال الحل السياسي للنزاع في الصحراء المغربية في أفق تصور واقعي نحو جهوية موسعة. وكل تسيير ذاتي في الصحراء كما جاء وباقتضاب شديد في الصفحة 4 في المذكرة ضرورة مراعاة الخصوصية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لهذه المنطقة ويجب أن نفهم على انه: - 1- نظام جهوي خاص ومتقدم بصيغتين: - أ :جهوية موسعة يحتفظ فيها البرلمان المغربي بكل صلاحياته التشريعية. - ب- جهوية سياسية تخول فيها للجهة سلطة تشريعية في مجالات محددة. - 2- الحق في التدبير الحر والمستقل والديمقراطي يراعي التوازنات القبلية. - 3- عدم المس بالسيادة الخارجية للدولة المغربية ولا سيادتها الداخلية على الأرض والأشخاص ولا بوحدتها الترابية والوطنية. - 4- عدم المس بحرية الأفراد في التنقل والاستقرار والعمل أو حرية مرور المنقولات والأموال بين مناطق المغرب. - 5- ضرورة مراعاة مبدأ المساواة الاقتصادية والاجتماعية ومبدأ التضامن بين باقي مناطق المغرب. 38 - الحقيقة أولا إنها معركة الحقيقة و الحقيقة أولا. لأن الحقيقة ظلت مغيبة عن الجماهير بفعل انعدام الشفافية والنهج السلطوي في تدبير الشؤون العامة. ولأن الكذب على الجماهير هو الأداة الأولى للاستغلال والتفقير والتجهيل والتهميش ولأن تزويد الجماهير بالحقيقة هو أداة التحرر و الانعتاق والتعبئة. ولأن الديمقراطية الحقيقية لا يمكن أن تكون إلا ديمقراطية الحقيقة والتي وحدها تعطي للجماهير إمكانية المراقبة والمحاسبة. و لأن الذين يخافون من الحقيقة لا يمكن أن يكونوا إلا خصوما عنيدين لكل إصلاح سياسي حقيقي ولكل ديمقراطية حقيقية. و لأن الذين يخافون من الحقيقة يريدون التهرب من المحاسبة على مسؤوليتهم في الانهيارات التي عرفتها البلاد .و لأن الذي يدافع عن الحقيقة إنما يدافع عن الجماهير من أجل تعبئتها في عملية البناء وتصحيح الحاضر وصنع المستقبل. ففي انتخابات 16 أكتوبر 1992(الانتخابات الجماعية) رفع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية شعار: الحقيقة أولا ،بلونها الحجري واليد المفتوحة التي تدل على : كفى Basta صاحبتها شعارات عديدة منها حقوق الإنسان ممارسة وليس شعارا للاستهلاك ، من التدبير السلطوي إلى التدبير الديمقراطي، ومن أجل مكافحة التزوير .والديمقراطية المحلية أساس دولة الحق والقانون. 39 - المفهوم الجديد للحكم في آخر فقرة من النص الكامل لجواب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية على رسالة 23 شتنبر 1972 الصادرة عن اللجنة الإدارية للحزب ممهورة باسم عبد الرحيم بوعبيد في 14 أكتوبر 1972 بعد استعراض وجهة نظر الحزب حول وضعية البلاد يشير: «وعلى أساس هذا المفهوم الجديد للحكم فإن حزبنا مستعد لتحمل مسؤولياته لخدمة المصلحة العامة للبلاد». 40 - التناوب عرف هذا المفهوم ولا يزال تداولا واسعا بين جميع الفاعلين السياسيين بيد أن هذا المفهوم لبس لبوسا مختلفا بين الفاعلين فمرة يستعمل : التناوب التعاقدي- التوافقي أي تناوب على أساس التوافق بين الأطراف السياسية الفاعلة وأخرى التناوب الديمقراطي الذي حسب السياق يتم بواسطة صناديق الاقتراع ولماما تم توظيف التناوب الممنوح أي الإرادي على أساس أن هذا المنح يعد حلا وسهل التحقيق (متاهات التناوب للدكتورة رقية مصدق ط 1 ،1996 مطبعة النجاح الجديدةالدارالبيضاء) ويمكن اعتبار الأرضية المؤسسية للمؤتمر الوطني الثامن المنعقد أيام 13-14-15 يونيو 2008 ببوزنيقة حسم فيما يخص هذا المفهوم الشائك حين حدد في فقرة 2- تجربة التناوب التوافقي ورهان الانتقال الديمقراطي ص 17 تتمة 18 من كتاب :المؤتمر الوطني 8 حزب متجدد لمغرب جديد:» تثير تجربة التناوب عدة أسئلة منها ما هو متعلق بالمصطلح ذاته و.....فيما يخص المصطلح، إذا ما استثنينا كلمة التناوب التي هي مستوحاة من التداول على الحكم بين الأحزاب في الأنظمة الديمقراطية بناء على حصولها على الأغلبية البرلمانية، فإن كلمة توافق لها دلالتها، التي تعني في الشروط التي تم فيها ، فقط التوافق الذي حصل بين المؤسسة الملكية في شخص المغفور له الحسن الثاني والاتحاد الاشتراكي في شخص كاتبه الأول الأخ عبد الرحمان اليوسفي، وإنما أيضا مراعاة أن الانتقال الديمقراطي يقتضي التوافق السياسي كمرحلة لبلوغ النضج الديمقراطي الذي تحول فيه سلطة تدبير الشأن العام إلى الحكومة النابعة من صناديق الاقتراع». 41 - الحزب الأغلبي والحكومة الملتحية كما اشرنا فيما يتعلق بالأحزاب الإدارية ،دأب المخزن في شخص الحزب السري على توفير ظروف المخاض وتسهيل طرق الولادة وتمكين الوافد والراغب فيه كل متطلبات الحياة، بدءا بسياق تشكيل هياكله وتمكينه من لعب دور العرائس بمراكز قرار معينة مع التحكم في المشهد السياسي من قبل متبنيه سالكا ومستغلا الإدارة وأموال الشعب ولنا في تجربة الفديك : جبهة الدفاع عن المؤسسة الدستورية ،والعديد من الأحزاب الإدارية التي خلقت لتتبوأ الصدارة وصولا إلى الوافد الجديد وبلوغا إلى الحزب الأغلبي الآن الذي يقود الحكومة الملتحية الذي يخال له بتصرفاته الدالة على ذلك أن له الأغلبية المطلقة فاختلطت عليه الأدوار فتذبذب بين ممارسة دور الأغلبية أو المعارضة. 42 - الزبونية و في هذا الإطار جاءت مساهمة الفقيد د محمد جسوس، الذي ربط دائما بين البحث العلمي و النضال السياسي في محاولة فهم طبيعة النظام و المجتمع في المغرب ، مساهمة حاسمة في العديد من الأحيان في توجيه الفكر السياسي المغربي، من خلال استعماله للنظريات حول الزبونية ، و اقتباس تسمية «الباتريمونيالية الجديدة» هذه المفردة :الزبونية الأكثر استعمالا كحكم قيمة مصحوبة بالمحسوبية والرشوة والفساد وهي ممارسة قديمة وفق أشكال متعددة، كما أنها علاقة اجتماعية تتأس على تبادل المصالح ، رمزية ومادية، تتضمن علاقات بين قطبين السيد والزبون أي تنبني على التبعية بين مالك لوسائل الإنتاج وزبون تابع مجرد من الرأسمال الرمزي والمادي. و لم يكن مفهوم «الزبونية» منتشرا، قبل أن يدرسه الأستاذ محمد جسوس موضحا ذلك أن الزبونية عبارة عن شبكات مصلحية، مختلفة عن الأنظمة التقليدية، تربط وجهاء بزبائن، و المركز بالمحيط، و ترتكز على تبادل المصالح و الولاءات. وكما أورد د عبد الرحيم العطري في كتابه سوسيولوجيا الأعيان ، آليات إنتاج الوجاهة السياسية ص 107 ط 2 تعريفا مقتضبا أن الحديث عن الزبونية هو حديث عن بناء و تجذير ، أي بناء العلاقة مع الأخر ، و تجذير الاعتراف بالوجود والفعل ، فمن خلال الزوج « سيد/ تابع أو بالأحرى « عين / زبون» يتم تأسيس علاقة اجتماعية بمضامين ثقافية وسياسية تسهم في إنشاء و تسويغ وضعيات أخرى تسمح بالاعتراف والتعريف. الاعتراف بالقوى الرمزية والنادية التي يمتلكها ويستعملها العين ، والتعريف بحدود الانتماء و التراتب الاجتماعي الذي يختزله الزوج المؤسس « عين زبون». 43 - البورجوازية الطفيلية والهجينة «البورجوازية هي طبقة أصحاب رؤوس الأموال والحرف والتي تمتلك القدرة على الإنتاج والسيطرة على المجتمع ومؤسسات الدولة للحفاظ على امتيازاتها ومكانتها « كارل ماركس والبورجوازية المغربية ليست إفرازا لصراع معين بل بورجوازية تمت صناعتها بتمكينها من امتيازات متعددة تدر أرباحا هائلة كرخص النقل والمقالع والتهريب بتجلياته واستغلال النفوذ السلطوي. ولكن في بلدنا المغرب ، فمع مسلسل المغربة تم تعويض أشخاص بأشخاص والحفاظ على نفس البنيات ونفس العقلية والأسلوب الذي جرت قبل الحماية ممارسة السلطة في هذه البلاد، مما فتح تسرب عناصر انتهازية وبلغت مراكز توجيهية و تقريرية وتنفيذية وبالتالي نشوء طبقة بورجوازية بيروقراطية وطفيلية وهجينة وضعت يدها بالتدرج على خيرات الدولة مستعملة سلطة الدولة لاستغلال الدولة والشعب وخدمة الرأسمال وفق التقسيم العالمي للعمل. وهذه الفئة تقف دائما و بالمطلق ضد الإصلاحات ، لأنها أساساً تشكل جيوبا للمقاومة، ووجودها رهن باستمرار الفوضوية ، لان من شأن هذه الإصلاحات أن تحد من دورها وتجردها من الامتيازات الممنوحة لها. فهي لقيطة ومتخلفة لا يمكن أن تقوم بدورها التاريخي الذي يوكل للبورجوازية الوطنية والديمقراطية والحاضنة لاحترام إرادة الشعب من اجل المساهمة في التقدم والتطور والرفاهية. ولقد تم تداول هذه العبارات بشكل كثيف بتقرير : النقد الذاتي « الاختيار الثوري» المهدي بن بركة ومن بين إحدى مقتضيات الاشتراكية العلمية هي: - أسسا اقتصادية لا تترك أي مظهر من مظاهر سيطرة الاستعمار ولا لسيطرة حليفيه الإقطاع والبرجوازية الكبرى الطفيلية. 44 - الأزمة المجتمعية لأكثر من خمس سنوات الزمن بين المؤتمرين الرابع والخامس ، ظلت ولا تزال « وثيقة الأزمة المجتمعية والبناء الديمقراطي»مرجعا أساسيا لمناضلات ومناضلي الحزب والى الآن . لسنا هنا بصدد سرد مظاهر الأزمة المجتمعية بقدر ما حاولنا التذكير بها نظرا لما أولاها من أهمية قصوى فرضها الإرث التاريخي التقويم الهيكلي آنذاك ومن خلال إطلالة خاطفة على الوثيقة يبين الحزب أن مهمة تشخيص الأزمة عمل سياسي أساسي يقوم بربط جدلي بين محددات الأزمة والوسائل المتوفرة وعملية التجاوز. و أوضح ذلك من منظورين الأول: الاقتصار على المحددات الاقتصادية لتفسير المعوقات التي تحول دون تطور المجتمع المنشود.و الثاني: قضية السلطة السياسية.وكما أبرز الفقيد د محمد جسوس أن ما أسماه الأزمتولوجية مرده عدم قدرة التاريخ وعدم القدرة على التفتح على المستقبل وعلى إبراز مشروع ثقافي وحضاري مستقبلي. ولقد أوضحت الوثيقة أن الأزمة عامة وعميقة تكمن في شموليتها وارتباطها بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المواكبة لتطور المجتمع المغربي ، وإذ تكشف الوثيقة تعدد مواطن الأزمة: - التحولات الحاصلة في البنيات الاجتماعية والاقتصادية و الديمغرافية - التحولات الطارئة على التشكيلة الديمقراطية - التحولات في أشكال التعبير الاجتماعي والسياسي والثقافي. كل هذه التحولات تأثرت بعوامل تاريخية ( الإرث الاستعماري وتعامل الفئات الحاكمة مع هذا الإرث ) مما أحدث اختناقا وإفقاد المجتمع التوازن والحيوية وتعرض المؤسسات الاجتماعية لعملية تعقيم وتفكيك لوظائفها في التأطير والتوجيه في القيم والسلوك للأفراد والجماعات. وكما عرف الفقيد د محمد جسوس أن الأزمتولوجيا ظاهرة ثقافية واجتماعية تحتضن نظرة جامدة « ستاتيكية» للتاريخ وتفرخ مختلف أشكال الوصولية والانتهازية والنفاق الاجتماعي والانهزامية و القزمية الفكرية والهروبية والثقافة الخبزية والعدمية واللامبالاة. ( من أزمة الثقافة إلى ثقافة الأزمة جريدة الاتحاد الاشتراكي ص 4 عدد 224). ولم يفت الحزب من خلال هذه الوثيقة وضع سمات البديل بعد رصد أسباب أزمة المجتمع التي يمكن اختزالها في أولاها نمط التنمية و الاستهلاك الناتج عن التحولات البنيوية والتي تبلورت على شكل أزمة نموذج مجتمعي وثانيها التحولات الوظيفية وعلاقة الدولة بالمجتمع. ولقد قدمت هذه الورقة كمجهود فكري إلى مؤتمري المؤتمر الرابع 1984 قصد التصديق غير أن الرأي رسا على إعادة طرحها للنقاش على القواعد الحزبية عبر ربوع الوطن لكن العملية أرجئت إلى حين... 45 - يوم الوفاء إن المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المنعقد بالدارالبيضاء من 10 إلى 12 يناير 1975 ومما جاء في التقرير الإيديولوجي :»وفاء منه لروح شهدائنا الأبرار الذين سقطوا في ميدان الشرف من أجل تحرير البلاد وعلى رأسهم أخينا المهدي بنبركة «. وإن الوفاء لشهدائنا وقادتنا ومناضلينا واجب أخلاقي. ولأننا نعتبر أن حزبنا حزب الوفاء، لابد لنا من صون ذاكرتنا في اتجاه المستقبل. حتى لا تنسى أجبال اليوم وأجيال الغد كل ما قدمه الاتحاد من أجل الدفاع عن كرامة المواطن المغربي. إن العمل السياسي الهادف يبقى دائما مرتبطا بالذاكرة. من أجل استخلاص الدروس والعبر، وحتى يعلم الجميع أن المكتسبات التي حققناها والمغرب الذي نعيش فيه اليوم ليس هبة من السماء. لذلك وجب التفكير في الوسائل الضرورية الضامنة لاستمرار الذاكرة حية. وتفعيلا لقرار اللجنة الإدارية الوطنية للحزب في دورتها المنعقدة يومي 20 و 21 أبريل 2013 والمتعلق باتخاذ يوم 29 أكتوبر من كل سنة « يوم الوفاء» لكل شهداء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفعلا تم تفعيل هذا القرار من لدن الكاتب الأول ذ إدريس لشكر في 29 أكتوبر 2013 حيث أكد في مداخلته:» إننا اليوم ونحن نخلد الذكرى الثامنة والأربعين لاختطاف واغتيال فقيدنا العزيز، وزعيمنا الملهم الشهيد المهدي بن بركة، لابد وأن نستشعر جسامة المسؤولية في أن نكون أوفياء لذكرى جميع شهدائنا من خلال ذكرى الشهيد المهدي بن بركة، لأن الوفاء الحقيقي هو الوفاء التام لذاكرتنا التاريخية الشاملة، بما يعنيه ذلك من واجب استحضار رمزية وكفاحية جميع الشهداء الاتحاديين الذين سقوا بدمائهم الطاهرة أرض مغرب الحرية والكرامة(إن هيئة الإنصاف والمصالحة كانت ثمرة من ثمار نضالنا وصمودنا). ولقد استقر عزمنا على أن نجعل من ذكرى الشهيد المهدي ذكرى لكل الشهداء، وأن نجعل من اليوم الذي نخلد فيه ذكرى اختطافه يوما للوفاء لجميع شهدائنا بدون استثناء. فلابد أن نستعيد اليوم بمنتهى الوفاء ذكرى كل المقاومين البسطاء، وذكرى كل المناضلين الشرفاء، في خلايا الحركة الاتحادية بروافدها العمالية و الفلاحية والطلابية، وفي أوسع قواعدها الشعبية الجماهيرية، أولئك الشهداء الذين نستمد منهم اليوم نحن أبناؤهم وأحفادهم، أروع الدروس الأخلاقية والعبر النضالية، أولئك الشهداء الذين جسد كل واحد منهم في تجربة نضاله، وفي لحظة مصرعه، ملحمة من ملاحم الكفاح الاتحادي المنبثق من صلب حركة التحرير الشعبية والممتد عميقا في إستراتيجية النضال الديمقراطي «كما أكد أن شعار الوفاء من أجل المستقبل هو اختيار سياسي ونضالي هدفنا من اختياره إلى تأكيد أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفي لكل القيم والمبادئ التي ناضل من أجلها شهداءه ومناضليه ومستمر في النضال ومستعد لتقديم التضحيات الغالية لو اقتضت الضرورة ذلك استجابة لنداء الوطن والجماهير الشعبية..وختم مداخلته احتفاء بهذا اليوم بالقول: «وتبقى غايتنا الأسمى هي التوجه بخطوات ثابتة نحو المستقبل لما فيه الخير لبلادنا ولشعبنا، لكننا نريد أن نتجه نحو المستقبل بوعي تاريخي وذاكرة متصالحة ووفاء لشهدائنا». 46 - التفاؤل مبرر النضال الذي يجمع بين هؤلاء (المجتمعون، المؤتمرون )، ليس مجرد اندفاع عاطفي، ولا مجرد وفاء لماضي قريب أو بعيد. إن الذي يجمع بينهم هو النضال الملموس الذي لا يتحقق بالكلام والشعارات، وإنما بالتعبئة مع قبول كل التضحيات التي يقتضيها النضال الفعلي الملموس. و بطبيعة الحال النضال وفق واقعية ثورية تعتمد على تحليل الواقع الحي والملموس من أجل تغييره لصالح الشعوب. وجاء في الصفحة 30 من التقرير الإيديولوجي 1975 في كلمة الشهيد عمر بنجلون :»إن الفكر التقدمي منطلقه ومنتهاه التفاؤل ، وإلا فلن يبقى مبرر للنضال. ولن يبقى كذلك مبرر للنضال إذا ادعينا احتكار الحقيقة. لذلك فلزوما أن نعتبر مجهودنا هذا بداية في التوضيح، وأن تبقى عقيدتنا منفتحة وقابلة للتغير والاستفادة من الدروس والتجارب». وفي الأخير يبقى علينا أن نؤكد على أن التحليل العلمي والمقاييس الموضوعية ليست وحدها الحافز للنضال ولقبول تضحيات النضال هناك الجانب الذاتي، الجانب الإنساني، جانب الوفاء والتشبع بالأخلاق الثورية، جانب الأخوة وعدم التخلي عن الإخوان مهما كانت الظروف، إنه الجانب الذاتي. ولكنه الظاهرة التي يعتز بها ويختص بها الاتحاديون الأوفياء الأحياء منهم والشهداء، الحاضرون منهم والغائبون الاتحاديون الحاملون للتراث الحقيقي، تراث حركة التحرير الشعبية ببلادنا. ص 31 التقرير الإيديولوجي 1975