احتفى فرع الاتحاد الاشتراكي ببلفاع بشهداء الحركة الاتحادية وشهداء الشعب المغربي عامة، تخليدا ليوم الوفاء للشهداء بفضاء الطفل والمرأة و الشباب بمركز بلفاع يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2013، هذا اللقاء المفتوح أطره الاخ البشير خنفر عضو اللجنة الإدارية للحزب، وعضو كتابته الجهوية ، حول "الذاكرة الاتحادية" . في بداية هذا اليوم "يوم الوفاء للشهداء" الذي اقرته اللجنة الادارية للحزب للاحتفاء به كل يوم 29 أكتوبر من كل سنة والذي يصادف ذكرى اختطاف واغتيال عريس الشهداء،الشهيد المهدي بن بركة، يوم 29 اكتوبر 1965، رحب الحسن شلاغم الكاتب الاقليمي وعضو المكتب المحلي للحزب بالحاضرين ومناضلي ومناضلات ومناصري ومناصرات الحزب الذين ابوا الا مشاركة الفرع لاحياء هذا اليوم. وبعد ذلك، اعطى الكلمة للاخ الحسين ازوكاغ عضو اللجنة الادارية للحزب وعضو المكتب المحلي، الذي ذكر بقرار الحزب لاحياء يوم الوفاء لكل شهداء الحركة الاتحادية ومن خلالهم كل شهداء الشعب المغربي، وابرز في كلمته السياق التاريخي لاغتيال الشهيد المهدي بن بركة ، ورمزية الاحتفاء بالشهيد وضرورة التعريف بالزخم الادبي و الفكري الذي خلفه الشهيد للحركة الاتحادية و اليسارية عموما وخصوصا وثيقته التوجيهية المعنونة ب"الاختيار الثوري"، الذي قدم بعض مضامينها حول النقد الذاتي ومهام المرحلة حينها وبصماته في حركة التحرر العالمية بكل من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاثينية في مقاومة الاستعمار ومجابهة الاستعمار الجديد و النضال من أجل التحرير و الاشتراكية و الديمقراطية. كما وقف عند حدث اغتيال الشهيد عمر بن جلون المناضل النقابي والمثقف العضوي الذي ساهم الى جانب مناضلي الاتحاد الاشتراكي خلال مؤتمره الاستثنائي لسنة 1975 في بلورة خيار استراتيجية النضال الديمقراطي، قبل ان تمتد اليه الايادي القذرة وتجار الدين واغتياله خدمة لأجندة مأجورة للدولة لإخراس صوت الاتحاد، صوت القوات الشعبية. وهي نفس وجوه تجار الدين في الحكومة الحالية التي تستكثر على الشعب المغربي مواصلة جهود الكشف عن حقيقة اغتيال الشهيد المهدي بن بركة ومصيره، واعتبارها من طرف وزير العدل، ان القضية من هذا الحجم لا تدخل في سلم أولوياته، كما ذكر بالورش الحقوقي التي تم فتحه في عهد عبد الرحمان اليوسفي،بتشيكل هيئة الانصاف و المصالحة، حيث شكلت هذه التجربة نموذجا للعدالة الانتقالية يمكن الاقتداء به في البلدان التي شهدت انتهاكات جسمية لحقوق الانسان، كماعرفت التوصيات "الوجيهة" المنبثقة عن هذه الهيئة طريقها نحو الدسترة في دستور 2011. كما يبذل المسمى الشوباني ، المؤتمن على تدوين كرنولوجية تعاقب رؤساء البرلمان على المؤسسة التشريعية، طمس حقيقة ترآس عريس الشهداء لاول برلمان مغربي بعد الاستقلال الذي سمي حينها بالمجلس الوطني الاستشاري وهي محاولة تنم أن قامة الشهيد مازالت ترتعد لها فرائص هؤلاء الجبناء و الجلادين و القتلة وهو مالن يتأتى لهم مادام الشهيد راسخ في ذاكرة المناضلين و المناضلات وفي المخيال الجماعي للمغاربة الأحرار. وفي مستهل عرضه، استعرض الاخ البشير خنفر، الملاحم البطولية للشهيد المهدي،وباقي شهداء الحركة الاتحادية و الشعب المغربي، بحيث عبر ان الاحتفاء بيوم الوفاء هو استحضار لهؤلاء المختطفين ومجهولي المصير من أمثال سليل عائلة المانوزي، المناضل الحسين المنوزي ومحمد بنونة وكل المختطفين في مراكز الاعتقال بتكونيت و اكدز وبكوميسارية درب مولاي الشريف و الكوربيس وكوميسارية المعارف دار المقري و الذين وافتهم المنية بالمنافي المحكومين غيابيا بالإعدام و المؤبد وكذا كل الشهداء الذي اعدموا في محاكمات الانتفاضات المجيدة ل 23 مارس 1965 ودجنبر 1990 ومحاكمات 1973 و1974 وعلى رأسهم الشهيد عمر بن جلون. وأردف الاخ البشير أننا في هذا اليوم نستحضر ذاكرة النضال الاتحادي وذاكرة الشهادة الاتحادية، وأننا كحزب سياسي اشتراكي ديمقراطي حداثي إلى تحمل مسؤوليتنا التاريخية والتي لاتتردد في إعلاننا لأوسع قواعدنا والمتعاطفين معنا، ولعموم الشعب المغربي، وقواه الحية، ان الذاكرة الاتحادية، لايمكن اختزالها في الرموز مهما كانت مضيئة او في القادة مهما كانوا أفدادا، ولايمكن ان تكون ذاكرة انتقائية او ذاكرة اقصائية ولايمكن ان تكون ذاكرة تستوي على التمييز بين أساليب الفعل النضالي، وعلى التمييز بين درجات الوعي السياسي او الوضوح الايديولوجي. كما ذكر الاخ، انه عندما دعمنا مبادرة قرار تنصيب هيئة الإنصاف و المصالحة،انبرت قوى الظلام و الرجعية الذين كانت لهم اليد الطولى في اغتيال شهيدنا عمر بن جلون، على تشكيكها في مسارها وتوزيع فتاوي "احقية النظام" في اغتيال شهدائنا عدة مرات بنفس درجة إفتائهم في قفة الخضر... وفي ختام عرضه أكد الاخ البشير، ان استجلاء الحقيقة كاملة بخصوص ظروف اختطاف واغتيال الشهيد بن بركة، مهمة كل الاتحاديين و الحقوقيين و المناضلين. وعليه، وانطلاقا من إحساس الاتحاد بمسؤولية صون الذاكرة الاتحادية فقد تقرر تشكيل لجنة علمية مستقلة من خيرة، الباحثين والمؤرخين والتي ستوضع رهن إشارتهم كل ماتتوفر عليه خزانة الاتحاد من شهادات شفوية ومستندات حزبية وثائق مكتوبة و تقارير ومحاضر ومراسلات، وكل ما من شأنه ان يفيد في إعادة كتابة تاريخ الحركة الاتحادية بموضوعية وشفافية تفيد الباحثين والفاعلين السياسيين وكافة الأجيال المقبلة.