أين اختفت مبادئ حقوق الإنسان في قضية بوعلام صنصال.. لماذا التزمت هذه المنظمات الصمت؟    صناعات تحويلية: ارتفاع الرقم الاستدلال للأثمان عند الإنتاج بنسبة 0,2 في المائة خلال شهر أكتوبر (مندوبية)    طقس الجمعة: أجواء حارة نسبيا بعدد من الجهات    أسماء مغربية تتألق في "يوروبا ليغ"    ندوة تمويل المساواة: تخطيط وميزانية سياسات المساواة رافعة لفعالية "المساواة"    مدبرون يستعرضون تحديات البيضاء    "لبؤات الأطلس" يهزمن البوتسوانيات    بيان مشترك: المغرب وغرينادا عازمان على تعميق تعاونهما الثنائي    وزير العدل يتباحث بالقاهرة مع عدد من نظرائه العرب    أمن طنجة يوقف شخصين احدهما قاصر بحي المصلى في حالة تلبس بحبازة المخدرات    الشرطة الإسبانية تفكك شبكة لنقل المخدرات بطائرات بدون طيار بين إسبانيا والمغرب (فيديو)    بوعلام صنصال على حافة الموت.. ورطة النظام الجزائري واتهامات البرلمان الأوروبي للكابرانات وتهديد بفرض عقوبات        مجلس جماعة الدار البيضاء يصادق في دورة استثنائية على مشاريع لتعزيز العرض السياحي وتطوير المسار التنموي    المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم يتراجع في التصنيف الدولي    استثمار استراتيجي لاتصالات المغرب لدعم التحول الرقمي بموريتانيا    شاب يقتل والدته ويعتدي على شقيقيه في جريمة مروعة بطنجة    جوائز التميز الحكومي العربي .. محمد امهيدية افضل والي جهة على الصعيد العربي    الأمير مولاي رشيد يكتب عن مهرجان مراكش ويشيد بالمخرجة الشابة أسماء المدير    المنتخب الوطني المغربي للباراتايكواندو يحرز ثلاث ميداليات ذهبية في منافسات بطولة العالم بالبحرين    كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم : نهضة بركان يدشن طريق البحث عن اللقب الثالث بفوز على لواندا الأنغولي    بعد دفاع "الشرعي" عن نتنياهو.. مجموعته تتراجع وتوضح "خطنا التحريري ملكي"        كرة القدم.. الدولي الفرنسي كامافينغا ينضم إلى قائمة المصابين في صفوف ريال مدريد    صحيفة "إلموندو" الإسبانية تشيد بالدار البيضاء، الحاضرة الدينامية    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض    بنك المغرب يستعد لإطلاق سوق ثانوية للديون المتعثرة ب100 مليار درهم    اتحاد طنجة يفرض عقوبة على الحارس ريان أزواغ    بايتاس: "الحماية الاجتماعية" أولوية حكومية .. و"نقاشات الإضراب" طبيعية    نوم في المراحيض واعتداءات جنسية.. تقرير ينبه إلى أن الاكتظاظ في السجون المغربية يحول حياة السجناء إلى جحيم    البرلمان الأسترالي يقر حظر الشبكات الاجتماعية للأشخاص دون 16 عاما    أخنوش يجري مباحثات مع الوزير الأول بجمهورية غينيا    انتهاء التحكيم الدولي في قضية "سامير" يجدد المطالب لأخنوش باستئناف التكرير ووقف التهرب من المسؤولية    أزيد من 12 ألف شخص حضروا "فيزا فور ميوزيك"    الأكاديمية العليا للترجمة تناقش «رهَاناتُ التَّرجَمَة في التَّحْليل النَّفْسي»    تحديد تاريخ جلسة انتخاب رئيس لبنان    بوتين: الهجوم يرد على صواريخ أمريكا    تلوث الهواء الناتج عن الحرائق يتسبب في 1.5 مليون وفاة سنوياً حول العالم    دراسة: جرعات نصف سنوية من عقار ليناكابافير تقلل خطر الإصابة بالإيدز    الفن يزين شوارع الدار البيضاء في الدورة التاسعة من "كازا موجا"    إسرائيل تستأنف قرار توقيف نتانياهو وغالانت    كليفلاند كلينك أبوظبي يحصد لقب أفضل مستشفى للأبحاث في دولة الإمارات للعام الثاني على التوالي    الذكاء الاصطناعي أصبح يزاحم الصحفيين    أكثر من 130 قتيلا في اشتباكات بسوريا    تقرير ‬حديث ‬لصندوق ‬النقد ‬الدولي ‬يقدم ‬صورة ‬واضحة ‬عن ‬الدين ‬العمومي ‬للمغرب    الرئيس الفلسطيني يصدر إعلانا دستوريا لتحديد آلية انتقال السلطة في حال شغور منصبه    أسعار اللحوم تفوق القدرة الشرائية للمواطن رغم دعمها من طرف الحكومة    أهمية التطعيم ضد الأنفلونزا أثناء الحمل    توقعات أحوال الطقس لليوم الخميس    ملخص الأيام الأولى للتراث والبيئة للجديدة    مبادرة تستحضر عطاءات محمد زنيبر في عوالم الأدب والتاريخ والسياسة    نقص حاد في دواء السل بمدينة طنجة يثير قلق المرضى والأطر الصحية    حوار مع جني : لقاء !        لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شناف لم تمت، شناف ما زلت حيا بيننا
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 20 - 12 - 2011

هموم النضال واحدة في رأيك لأنك كنت دائما تحث على الرصد والتتبع والتباري البديع كإبداع الريشة في قبضة اليد فوق صفحة بيضاء.
كنت تعتبر النضال هوسا جميلا جعلك تحب الاندفاع والمكابدة والصبر والصدق والوفاء.
أكدت في حياتك اليومية أن النضال كذلك أناة ونشوة ونشاط وإبداع وإيمان راسخ بنبل الهدف والعطاء السخي بدون حساب.
كرهت الانحراف والزعامة والبيروقراطية، واعتبرت الضحية الأولى لهذه الآفات هو النضال نفسه.
فأحببت الإنصات للقواعد، لآرائها وانتقاداتها، لأنك كنت مؤمنا بإشراكها في القرار لتعكس تطلعاتها.
النضال عالم واسع وصعب ومعقد احتضنك واحتضنته حيث فتحت نافذة خاصة بك أطللت منها على ما يتراءى أمامك.
فمارست طقوس المناضل البسيط الممزوجة بحس إنساني رفيع يجمع بين احترام الخصوم والتصور الإيجابي لكل ما يهم المجتمع، ويخدمه في احترام إرادته الحرة وتلبية مطالبه.
أتقنت فهم وإدراك الآخر وتمكنت بسهولة من التواصل، وخلق الجسور مع أجيال من وطننا بل من أمم مختلفة حيث فرضت وجودك على قوانين النضال الشريفة.
لقد طبقت استراتيجية مكنتك من تخليق المشاعر الإيجابية، أثناء عمليات التفاوض، للتغلب على المشاعر السلبية الموجهة من قبل الآخر.
فبقدر ما احترمت وجهة النظر المضادة، كنت تملك ما يكفل لك احترام الآخر لوجهة نظرك وآخذها بعين الاعتبار.
لم يكن عشقك للهم الجميل منغلقا على ذاتك يتحكم فيه المعطى السلبي، بل كان دعوة مفتوحة للعمل الجماعي لأنك آمنت بكون النضال حرية في حد ذاته يعلمنا معنى خدمة الصالح العام بتجرد عن كل ما هو ذاتي صرف.
كنت تتمتع بهامش أكبر من الحرية الفكرية والمرونة النفسية لمجادلة القضايا الحيوية، والدفاع عن المطالب الملحة وتميل للتعايش والتنوع والاختلاف على قاعدة نبذ التحيزات، حيث استطعت تحويل هذه العناصر إلى مكونات بنائية كفيلة بالتفاهم على سحنة اجتماعية مظلتها الديمقراطية.
كان لك شعور تفاؤلي استثنائي يخترق الذات من الداخل ليتجلى قويا على مستوى الخارج، فيراه إخوانك.
نضالك كتاب مفتوح على اللانهائي لا يحده وزن أو إيقاع.
وزنه هو ذلك الإشعاع الذي أعطيته لنقابتك التي جعلتها مرتبطة أشد الارتباط بهموم القواعد من أجل مجتمع ديمقراطي، أساسه تثمين الفرد عبر التربية السليمة والتقليص من الفوارق.
إيقاعه هو تلك الضحكات الساخرة التي كنت تطلقها في عز المحن بشكل تلقائي.
كنت تحب الحياة الجميلة لأنك كنت تعتمد الإيقاع الدلالي المكثف بالرؤى، وتعيد صياغة الأشكال التعبيرية لهذه الحياة وفق رؤية أكثر جمالية مهما كانت المتاعب والمصاعب.
أشعرتنا من خلال نبرتك غير المحبطة والمشجعة دائما أن النضال طريق طويل وشاق لا يعيش إلا وهو يعاني من نقصانه، والاكتمال النهائي يعني موته.
تبنيت أسلوب نضال اختلافي وتجاوزي في ذات الآن.
اختلافي بمعنى أنه لا يشبه إلا ذاته حيث ساهمت في التأسيس لرؤى جديدة وتجديدية على الدوام.
تجاوزي لأنه لا يقف عند محطة من المحطات بل كرست الاستمرارية التي لا أحد يمنعها من السير بعيدا.
لكن كنت تؤكد أن النضال رؤى مختلفة تجدد دماءه يوما بعد يوم انبثاقة إبداعية قادرة على الإتيان بتصور مغاير، تصور يتجلى انطلاقا من التحولات المشهدية التي يعرفها عالم اليوم.
إن بساطتك وتواضعك وعفتك عناصر منحت نضالاتك الشاقة روعة الإضاءة التي جعلتنا نعانق النضال بك ومن خلالك.
إن نضالاتك ليست هي الماضي والحاضر فحسب، بل هي أيضا المستقبل المفعم بخصالك الحميدة لأن نضالاتك هي الأزمنة الثلاثة، وقد تجسدت في زمن واحد كلي عميق.
لقد امتطيت صهوة الزمن اللانهائي وقد اخترقت نفوسنا الإنسانية لنتخلص من الأنانية والنرجسية، ونعشق الحياة في بساطتها وخيرها وجمالها.
لذلك لم تمت بل مازلت حيا بيننا.
(*)عضو المكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل
وقد افتتح اللقاء بكلمة كاتب فرع الشبيبة الاتحادية حسام هاب ، الذي قدم سياق تنظيم هذا النشاط التأطيري ، والمرتبط بتخليد الشبيبة الاتحادية بعين الشق لذكرى اغتيال القائد الاتحادي الشهيد عمر بن جلون ، إضافة إلى رغبة مكتب فرع الشبيبة الاتحادية في الانفتاح على الأطر الشابة في المنطقة، وفتح نقاش سياسي معهم حول القرار الذي اتخذه المجلس الوطني للحزب مؤخرا، والمتعلق بتموقعه في صف المعارضة، وذلك لفهم سياقاته وتأثيره على الحياة السياسية ببلادنا. بعد ذلك تناولت الكلمة زينب تاميم الداري عضوة مكتب فرع الشبيبة الاتحادية التي قدمت نبذة عن حياة الشهيد عمر بن جلون ومساره السياسي والنضالي بحزب القوات الشعبية .
وفي بداية عرضه قدم محمد ناصح عضو المجلس الوطني للحزب ذكرياته مع الشهيد عمر بن جلون، الذي اعتبره مناضلا اتحاديا صلبا، لعب دورا مهما في التاريخ النضالي للحركة الاتحادية ، حيث خبر السجون والمعتقلات دفاعا عن مغرب الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية إلى أن تم اغتياله يوم 18 دجنبر 1975 على يد أعضاء الشبيبة الاسلامية . لينتقل بعد ذلك ناصح إلى تقديم قراءة تاريخية لمسار حزب القوات الشعبية في المعارضة منذ تأسيسه سنة 1959 وأبرز محطات صراعه مع النظام المخزني، خاصة محطة الدستور الممنوح سنة 1962 ، وانتخابات 1963 ، والاعتقالات والمؤامرات التي حيكت ضد الاتحاد الوطني للقوات الشعبية باعتباره القوة السياسية الوحيدة المعارضة للنظام الفردي آنذاك ، وبعد ذلك عرج على الحديث عن مرحلة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومحطة المؤتمر الاستثنائي سنة 1975 الذي تبنى استراتيجية النضال الديمقراطي من خلال المشاركة في الانتخابات والنضال من داخل المؤسسات من أجل دستور ديمقراطي والتواجد في المجتمع من أجل بناء مجتمع ديمقراطي ، متحرر ، شتراكي تسوده العدالة الاجتماعية، حيث استمر هذا النضال الاتحادي إلى حدود سنة 1996 عندما صوت الاتحاد الاشتراكي تصويتا سياسيا على الدستور ، مما مهد الطريق أمام تشكيل حكومة التناوب التوافقي برئاسة المجاهد عبد الرحمن اليوسفي سنة 1998 لإنقاذ المغرب من السكتة القلبية ، حيث أنقذ الاتحاد الاشتراكي المغرب من أزمته لكنه خسر علاقته بالمجتمع ، الشيء الذي أثر على نتائجه الانتخابية التي بدأت في التراجع منذ سنة 2007 .
وركز محمد ناصح خلال الجزء الثاني من عرضه على مرحلة الربيع العربي الذي ساهم في ظهور حركة 20 فبراير التي رفعت شعار إسقاط الاستبداد والفساد، حيث اعتبر أن مطالب حركة 20 فبراير كانت في مجملها مطالب الحركة التقدمية والاتحادية ، خاصة مطلب الملكية البرلمانية الذي تبناه المؤتمر الثالث للحزب سنة 1978 و المؤتمر الثامن سنة 2008 ، إضافة إلى مذكرة الاصلاحات الدستورية التي قدمها الحزب للملك سنة 2009 ، حيث توج كل ذلك باستفتاء 1 يوليوز 2011 على الدستور الجديد ، ليؤكد ناصح أن انتخابات يوم 25 نونبر كانت إشارة واضحة أن الشعب اختار حزب العدالة والتنمية لقيادة الحكومة الجديدة ، ووضع الحزب في صف المعارضة بعدما كان على الحزب العودة إليها سنة 2002 عند الخروج عن المنهجية الديمقراطية ، و سنة 2007 عندما احتل الحزب المرتبة الخامسة في الانتخابات التشريعية ، ليختم عرضه بالدعوة إلى إعادة بناء الحزب من جديد ليقوم بدوره في الحقل السياسي لأنه هو المؤهل تاريخيا وسياسيا ليقود معارضة بناءة بخطاب سياسي هادف بعيدا عن الخطاب الشعبوي .
وفي نهاية اللقاء، فتح النقاش ما بين الشباب الاتحادي و محمد ناصح ، والذي تمحور حول مجموعة من الاستفسارات والأسئلة المتعلقة بمستجدات المشهد السياسي والحزبي الراهن، وخاصة صعود حزب العدالة والتنمية للحكومة لتسيير الشأن الحكومي، وآفاق التجربة التي سيخوضها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المعارضة، والتأكيد على ضرورة عودة الحزب إلى الجماهير الشعبية و المجتمع والامتداد فيه من جديد عن طريق الجمعيات والنقابة والقطاعات الحزبية و التواجد بالساحة التلاميذية والطلابية ، الشيء الذي يبرز المكانة التي مازالت تحتلها الحركة الاتحادية لدى فئات واسعة من المجتمع، مما يحتم ضرورة إعادة بناء الأداة الحزبية السياسية والتنظيمية من أجل اتحاد اشتراكي جديد، حامل لمشعل الدفاع عن المشروع الحداثي التقدمي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.