استرجع عبد الحميد جماهري, عضو المكتب السياسي ذكرياته في فجيج حيث قال :» بداية اسمح لنفسي بغير قليل من الرومانسية ان اعترف أنه حينما اجد نفسي في فجيج يستبد بي ربيع طويل من العاطفة, وتنمو حدائق من الضوء, لأنني بالفعل أملك عنها صورة جد شخصية ..فجيج هي واحة الأحاسيس الذاتية المرتبطة بما علق في ذاكرتي من علاقات شخصية, من لقاءات وذكريات ومن أسماء نورانية ...أسماء كبرى كنت اسمع بها وقدر لي في مسار عمري النضالي أن التقيتها والتقيت عائلاتها «جاء ذلك في الملتقى الأول للشبيبة الاتحادية دورة المرحوم احمد العباسي, والذي اختير لها شعار «الشباب ورهان التنمية «ومن بين الأسماء الكبيرة, يقول جماهري, محمد عابد الجابري الذي هو تراث ودليل انساني وفكري وثقافي على عظمة هذه الأرض الطيبة.. كما أذكر مناضلين عبروا في الزمن السياسي كعبد الكريم وزان الذي مازلنا نبحث عن ظروف اختفائه, واحد المقاومين الذي توفي في اليوم الذي كنت سأزوره لتسجيل سيرة احداث 1973 وهو القايد ساعا. وتذكر جماهري العلاقة التي كانت تجمعه مع المرحوم العباسي في جريدة الاتحاد الاشتراكي حيث قال «سي احمد الذي احتفظ بمجموعة من الصفات, صفة اضافية كان يشبه «الرادار« في التقاط الاشياء التي تكون عاصفة من خلال قراءته لحوار او مقال او تصريح شخصية اتحادية ما .. وكانت مقدمة لعاصفة ما ..والبوح لي ان ما يجري الآن شبيه بما عاشه في الجزائر وسوريا أوالعراق, وكان سي احمد رجل السر وكان اذا ائتمنته على سر، تقتلع اظافره ولا تقتلع السر، فهو الرجل الطاهر النقي الذي عاش بيننا, كنا نشعر به سلطة اخلاقية وأدبية ومهنية كان الجميع في هيئة التحرير يقبل ملاحظاته. وحيى عضو المكتب السياسي عبد الحميد جماهري الشباب المغربي بصفة عامة والشباب الاتحادي بصفة خاصة على حمله الفكر التقدمي وقال في هذا الصدد:» من بشرونا بنهاية الحركة الاتحادية وبنهاية الحركة التقدمية واليسارية وبشرونا بالموجة العالية للحركة الاصولية والوصولية، نقول لهم ان الفكر الاتحادي بخير وان الشعب المغربي يلد شابات وشباب قادرين على حمل الفكرة التقدمية .وتوجه عبد الحميد جماهري الى الشعب الجزائري الشقيق بنداء قال فيه: «اغتنم الفرصة لشبابنا واخواننا في الجزائر من اجل بناء المغرب الكبير, مغرب الديمقراطية والشعوب ومغرب الحقوق وان نتجاوز «نصف قرن من سوء الفهم «ونتجاوز التركة الصعبة التي ورثناها ..فالعالم اليوم لايحتمل الدول الضعيفة والدول المنعزلة ... وثمن عضو المكتب السياسي الدور الذي يقوم به الشباب في ثورات اليوم في مصر وتونس وسوريا واليمن وليبيا، هذا الشباب الذي كان يقدم للعالم على انه رهينة وفريسة وجيش احتياطي لتيارات الاصولية او التيارات العدمية والدولتية والبوليسية ,أصبح شباب متعلم منفتح يملك كل مفاتيح العلم, يمتلك كل قيم العدالة والديمقراطية والحرية والمساواة, قادر على العطاء متشبع بالقيم السلمية, له درجة عالية من النضج في التحليل السياسي في معرفة موازين القوى ..شباب قادر على الثورة وحمايتها واعطائها الشكل اللائق بدون سقوط في تصورات جاهزة ..الشباب هو صاحب القرار في القرن الجديد وسيقود التنمية وبناء الدولة الوطنية والديمقراطية . وتطرق جماهري إلى خطاب الملك في الدورة البرلمانية وقال «كان خطاب الملك في الدورة البرلمانية مطمئنا فيما يتعلق بإعادة التذكير والتركيز فيما ورد في خطاب 9 مارس وعلى المضامين الاساسية للدستور الذي وافقنا عليه وتعبأنا من أجله، والخطاب كان واضحا في تنزيل الدستور وتفعيله على ارض الواقع, واعتبر ان جوهر التنزيل من صلب الانتخابات التي نعتبرها ارادة واضحة في السير نحو مغرب ما بعد 1 يوليوز. المغاربة اليوم يعتبرون الانتخابات مناسبة لطمأنة الشعوب الصديقة، التغيير ممكن بواسطة صناديق الاقتراع وان التغيير ممكن بطريقة سلمية، وممكن محاربة الفساد والاستبداد بدون اللجوء الى كلاشنكوف والدبابات والدم والاقتتال، نريد ان يطمئن المغاربة على الخيار الذي اختاروه وقد كان الاتحاد الاشتراكي سباقا في اختيار استراتيجية النضال الديمقراطي منذ 1975. يجب ان نعترف وبوضوح أن هناك مؤشرات غير سلبية, منها الارادة السامية للملك وتواجد القوى الديمقراطية واليسارية، والحرص والوعي على تنزيل الدستور للتطبيق.. هناك في المقابل مؤشرات جد سلبية وهذه حقيقة، هناك اليوم تأسيس جبهة، وان كنا نعترف لجميع الاحزاب ان تؤسس ما تريد من كيانات، فلابد من طرح اسئلة مآلات ورهانات هذه الجبهات ، التي تريد ان توهم الرأي العام بأن ماتقوم به هو تنزيل الدستور. وعدد جماهري مجموعة من المؤشرات غير المطمئنة من بينها المؤشر الاول سلبي للاسف, هذه الاحزاب ليس لها تاريخ في الدفاع عن الاصلاحات الدستورية، وكانت تعتبر الاصلاحات من الكماليات وتعتبرها مزايدة على المؤسسة الملكية، الى حدود فبراير. وقبل الحراك العربي كانت تعتبر ان اقصى ما تطالب به هذه الاحزاب هو الجهوية الموسعة، والتي تعتبرها الحل السحري . بعد خطاب 9 مارس الجرئ والشجاع الذي كشف بالفعل عن اصلاحات متوافق عنها، يحاولون ان يفرغوه من محتواه بالسياسة، اليوم تستعمل السياسة لتعطيل الدستور، وهناك من يحاول ان يعود بنا الى ما قبل 9 مارس والى ما قبل 20 فبراير وما قبل الحراك العربي، نقول إن الأحزاب الديمقراطية والتي لها تاريخ هي التي ستدافع عن الدستور وتنزيله، كنا الوحيدين الذي دافعنا عن الاصلاحات رغم مواقعنا. فالاتحاد الاشتراكي لم يضعف ولم يقلص من سقف المطالب، فنحن مع القوى الديمقراطية نطمئن المغاربة والرأي العام الاجنبي. فهناك تاريخ مع الدستور, فمع الفديك تم صنع جبهة قيل انها ستدافع عن الدستور، وكانت مهمتها محاربة الاحزاب الديمقراطية والتي كانت تناضل من اجل سلامة السياسة والسلم الاجتماعي .كانت ورقة الدستور من اجل قتل السياسة، اليوم هناك ورقة السياسة من اجل تعطيل الدستور. المؤشر الثاني السلبي حول مناقشة القوانين الانتخابية والترسانة.. قانون مجلس النواب او قانون الاحزاب والقوانين المصاحبة، هناك مستوى جد متدني وهناك من سعى الى نقاش تقني وتفريغ النقاش السياسي من محتواه. المؤشر الثالث غير المطمئن هو أن التصويت على الدستور بنعم هو «كارت بلانش « لكي يبتز الدولة والرأي العام المغربي، البعض تجاسر وعاد إلى الممارسات القديمة، وكأنه يريد ان يركع هذا البلد لنزواته وفساده ولمصالحه الشخصية. نحن في لحظة جد صعبة ، فإما ان نكون كما نريد وتريده الإرادة الملكية، مغرب مؤسسات حقيقية وانتخابات حقيقية ومحاربة معلنة للفساد وللمفسدين ولشراء الذمم، واما اننا سنخطئ الموعد وندخل المجهول. وإننا كحزب سنقبل نتائج سيادة الشعب ، يمكن ان نربح او نخسر وهذه هي الديمقراطية, لكن لايمكن ان نغامر ببلدنا. نقول للشباب المغربي ان كل عزوف هو اضافة وبقعة للفاسدين في هذا البلد وندعو الشعب المغربي للذهاب الى صناديق الاقتراع، حيث وقع في السابق انفصام مابين القرار الانتخابي والقرار السياسي وهذا ما جعل المواطنين يعزفون عن الذهاب الى التصويت ونحن نقول اذا قدر الله واستطاعت بعض الاحزاب وبعض الشخوص، نحن لا نعمم، ان تسطو على البرلمان, قد تصنع غدنا الادارة كما كانت من قبل,الادارة تصنع الاحزاب وهذا مؤشر خطير . نحن نقول هذا بصدق, فالاتحاد استعملت في حقه الطرود الملغومة، المشانق، الرصاص، المحاكم، السجون، المنافي، التشريد، التفقير, المتابعة، التتريكالاتحاد مؤمن بإصلاحيته الواقعية النظيفة وليس واقعية الانبطاح . لايمكن ان «نضصر السلاكط «على هذا الشعب ..يجب محاربة الفساد حقيقة ويجب ان يقوموا بمجهود. وفي كلمة الأخ الحسين الحسني, عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية,قال أنه لا يمكن ذكر مدينة فكيك دون ذكر اسم المرحوم محمد عابد الجابري وذكر الجهة الشرقية دون استحضار اسم شهيدنا عمر بنجلون، لذلك فإننا نعتبر هذا الملتقى لحظة متميزة تدعونا لاستلهام فكر محمد عابد الجابري وفكر عمر بنجلون واستلهام ما قدمه الرجلان من تضحيات جسام في سبيل تطوير وتوضيح الخط المذهبي والهوية السياسية والاديولوجية لحزبنا. ولهذا لم يكن اعتباطا أو من صدف التاريخ أن تكون لحظة تأسيس الشبيبة الاتحادية هي لحظة استمرار للفكر الاشتراكي التقدمي الذي انتهجه شهيدنا عمر بنجلون، كما أن للفترة دلالتها أيضا وهي كونها تأتي في ظرفية سياسية حساسة تعيشها بلادنا بعد المصادقة على الدستور الجديد وإعلان تنظيم انتخابات برلمانية قبل أوانها في 25 نونبر من هذه السنة، والتي تتطلب منا نحن كشباب الالتفاف حول حزبنا ليكون محوريا في معركة التغيير وتفعيل مقتضيات الدستور الجديد الذي أقره شعبنا يوم فاتح يوليوز الاخير،فعوض مهاجمة حركة 20 فبراير كما فعل البعض، اعتبرنا نحن مطالب هاته الأخيرة مشروعة وتجسد الاستمرارية في المسار النضالي لحزبنا منذ نشأته إلى اليوم، فمطلب الملكية البرلمانية، والمطالبة بدولة الحق والقانون وبالحرية والكرامة ومحاربة الفساد والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وفصل السلط، كانت ومازالت وستظل في صلب اهتمامات الاتحاد وأساس معركته النضالية وأساس تواجده، لقد استشهد عرساننا الأربعة أبناء هاته الجهة العزيزة من مدينة وجدة , الإخوة الشهيد التوفيق الزمري والشهيد عبد الصمد الطيبي والشهيد محمد مخفي والشهيد محمد أمين الطالبي رحمة الله عليهم جميعا. كما أؤكد لكم بأن الاتحاد الاشتراكي في حاجة ماسة إلى شبيبته والشبيبة بحاجة إلى حزبنا، وكل ما استطاع الحزب أن يقوم به في كل المحطات الانتخابية طيلة السبعينات والثمانينات والتسعينات وحتى العشرية الحالية فهو بفضل قدرة الشبيبة الاتحادية على التعبئة وعلى رفع الشعارات وعلى شرح برامج الحزب محليا، اقليميا جهويا ووطنيا. لذلك لابد من جعل المحطة محطة الأمل، محطة متجهة نحو المستقبل ومحطة تجاوز كل المشاكل التي نعيشها اليوم منفتحين على بعضنا البعض, موحدين إرادتنا في التغيير لتصبح الشبيبة الاتحادية ملكا للشباب وللاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . وفي كلمة الكتابة الاقليمية لفكيك, قال احمد السهول يجب تأهيل الشباب ليلعب الدور المنوط به في الحياة السياسية والجمعوية, إن على المستوى التنظيمي او الاعداد لتحمل المسؤوليات المختلفة معا، للتشبع بروح المواطنة والفاعلية في المحيط والمجتمع، ونريد لهذا الشباب ان يعبر عن ارائه بكل موضوعية حتى تؤخذ بعين الاعتبار، نريد من هذا الشباب ان يقول كلمة الفصل في ما يريده من المستقبل القريب والبعيد. وألقى اسحاق امعضور كلمة باسم الشبيبة الاتحادية لفرع فجيج, اعتبر فيها علاقة الشباب بالتنمية علاقة بنيوية، فتحقيق التنمية تستوجب انخراطا مكثفا للشباب في فضاءات النقاش والحوار قصد صياغة وبناء خطاب ديمقراطي تنموي متماسك يضمن تعبئة شاملة في أوساط الشباب وتصريف ديناميته في خدمة مسلسل التنمية ومحاولة ترجمة هذا الخطاب على أرض الواقع. وقد سير اللقاء مصطفى اللالي.