في آخر دراسة لمعهد الأبحاث الطبية بالعاصمة التشيكية براغ, تم الكشف عن خمسة أنواع من المواد الكيميائية التي نستعملها بشكل يومي وتدخل إلى الجسم بشكل روتيني مسببة أمراضا خطيرة منها السرطان والضعف الجنسي والتغير السلوكي غير الطبيعي للجسم عبر الخلل بالجهاز المناعي. وبحسب الدراسة التي شاركت فيها مختبرات رئيسية في التشيك ومختصون وخبراء دوليون – وتناولتها مجموعة من القنوات التلفزية بالتحليل – ، فإن بعض الأجسام التي تم فحصها تبين أنه يوجد فيها أكثر من 50 ملوثا كيميائيا، دون أن يعي حاملو هذه الملوثات أنهم معرضون في أي لحظة للإصابة بالأمراض القاتلة. وأكدت الدراسة أنه من الصعب على الواحد منا تجنب تلك المواد التي يتم استهلاكها بشكل يومي، وهي تدخل في طبيعة أغلب المواد المصنعة مثل المواد الغذائية والملابس والأثاث ومستحضرات التجميل والأطباق، بالإضافة إلى مبيدات الحشرات التي تستخدم بالمنازل والحقول الزراعية حيث يوجد على الأقل نوع أو أكثر من تلك المواد الكيميائية في كل بيت. الدراسة صنفت هذه المواد الكيميائية ضمن المواد الأكثر خطورة على الصحة. وخلصت الدراسة إلى أن الفحوص عبر الأجهزة الحديثة تحدد بدقة نسبة وأنواع الملوثات الكيميائية التي تبقى بالجسم، «وقد تم رصد أنواع جديدة منها تلك التي جاءت بالدراسة وبنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة لدى نسبة تصل 91% ممن خضعوا للفحوص قبل وأثناء العلاج بالمستشفيات» وإضافة إلى تلك المواد السامة أشارت إلى مادة «دي دي تي» التي منع استعمالها عام 1973 بعد ثبوت خطرها على حياة الإنسان وتسببها في بعض السرطانات، حيث تعمل تلك المواد الكيميائية على تخريب الخلايا وتضر بشكل رئيسي بالجهاز المناعي مما يسبب لاحقا ضعف الجسم وسهولة تغلغل الأمراض فيه والإصابة بالسرطان الذي يعالج اليوم بإخضاع المريض لجلسات يتم عبرها التخفيف بشكل كبير من الملوثات الكيميائية في جسمه قبل الدخول في المراحل والخطوات الرئيسية بطريقة العلاج المقدم للمريض. و نعرض بعض المعطيات عن هذه المواد الكيميائية وعن مجالات استعمالها : مادة «بي بي أ» هذه المادة مقاومة للحرارة وغير قابلة للكسر تدخل للجسم عن طريق استخدام العلب البلاستيكية والزجاجات التي يتم وضع حليب الأطفال فيها وكذلك استخدام المعدات الكهربائية وحشوات الأضراس. ووجدت مادة «بي بي أ» في 93% من الناس الذين تطوعوا للفحوص وظهرت في البول، وتتسبب هذه المادة حتى بالكميات الضئيلة في الإصابة بسرطان الثدي والبروستات ومرض السكري والربو واضطرابات النمو وتؤثر سلبا على الجنين عبر تناول الأم لهذه المادة. وحسب الدراسة فإن بعض الدول مثل كندا احتجت على الشركات التي تقوم باستخدامها وأجبرتها على تدوين هذه المادة الكيميائية على غلاف منتجاتها من أجل التحذير منها. وللحد من دخولها في الجسم تنصح الدراسة بتجنب «غلي» العلب البلاستيكية والزجاجات أو صب الماء المغلي فيها ويجب تفضيل الخضراوات والمواد الطازجة والمجمدة على المعلبات لاحتوائها على مواد حافظة تكون هذه المادة الكيميائية ضمن محتوى العلبة كما يجب التخلص من الأواني البلاستيكية التي تم استخدامها لمدة طويلة، ونتيجة تنظيفها المستمر تعرضت لخدوش في قعرها ينتج عنه زيادة من نسبة تسرب تلك المادة للجسم. مادة فتالاتي وتستخدم في علب الشامبوان و بخاخات الشعر والصابون وطلاء الأظافر والعطور ومستحضرات التجميل والأنابيب الطبية. مادة «بي أف أو أ» تستخدم في الأواني التي لا يلتصق بها الطعام وكذلك في صنع الملابس التي لا تتأثر بالنار والأثاث المنزلي مثل السجاد وغيره وهي مؤثرة بشكل فعال عندما تنبعث منها الغازات السامة بعد تعرضها لدرجات عالية من الحرارة. مادة فورمالديهايد وهي عديمة اللون ولها رائحة كريهة، وتشكل خطورة على أصحاب الحرف مثل النجارين حيث يستخدمونها في إلصاق ألواح الخشب وضغطها، وكذلك توضع في الأسمدة وتدخل إلى الجسم عن طرق الرئتين وجهاز الهضم. مادة «بي بي دي ي» تستخدم في إخماد الحرائق، وتدخل في صناعة الأجهزة الإلكترونية وأجهزة التلفاز وعزل الأسلاك وتنتشر في الغبار الملوث وتدخل عن طريق الأكل والتنفس إلى الجسم. ومن أجل التخفيف من أثرها يفضل تنظيف البيوت بشكل دوري من الغبار والانتباه للمنتجات التي تستخدم بكثرة هذه المادة.