تتسرب مواد كيميائية اصطناعية عديدة إلى طعامنا من خلال عملية التغليف والتخزين، ويحتمل أن يسبب ذلك ضرراً صحياً على المدى الطويل، بحسب دراسة علمية نشرت في مجلة "علم الأوبئة وصحة المجتمع". وعلى الرغم أن هذه المواد الكيميائية تدخل إلى حياتنا ونتلامس معها بشكل يومي من خلال الأطعمة المعلّبة والمصنّعة، إلا أن التعرض المنخفض لهذه المواد لا يحمي من أضرارها، حيث يتراكم تأثيرها مع الزمن، خاصة أننا في بعض الأحيان نتناول نفس الأطعمة طوال حياتنا. بحسب الدراسة عادة ما تكون مواد التغليف الملامسة للأغذية مصنوعة من البلاستيك، أو تحتوي على مواد اصطناعية تتلامس مباشرة مع الأطعمة من خلال طلاء الصفائح أو أغطية العبوات الزجاجية، وتسمى المادة البلاستيكية المتسخدمة في ذلك (FCMs). تقول الدراسة: “المعروف عن هذه المادة (FCMs) قليل، وليس معروفاً أثر التعرض المزمن لها، لكن هناك 3 أشياء تثير القلق بخصوص التعرض لهذه المادة". السبب الأول للقلق، بحسب الدراسة، "أن مادة فورمالديهايد المستخدمة في تصنيع بلاستيك (FCMs) معروف أنها تسبب السرطان، لكنها مستخدمة بشكل قانوني ضمن مكونات بلاستيك حفظ الأطعمة، وتدخل ضمن البلاستيك المستخدم في حفظ زجاجات المياه الغازية البلاستيكية التي تحتوي مستويات منخفضة من مادة فورمالديهايد عادة”. السبب الثاني "أن بعض المواد التي تسبب الخلل الهرموني توجد أيضاً في بلاستيك (FCMs) مثل ثنائي الفينول وثلاثي بوتيل القصدير والفثالات والتريكلوسان”. أما السبب الثالث للقلق، بحسب الدراسة، "فهو استخدام عدد كبير من المواد الكيميائية في تصنيع بلاستيك (FCMs)، ويبلغ العدد 4000 مادة كيميائية. تشير الدراسة أيضاً إلى أنه توجد فروق كبيرة في مستويات التعرض لهذه المادة البلاستيكية بين الأفراد والمجموعات السكانية المختلفة. ودعت الدراسة في نتائجها إلى إجراء مزيد من الأبحاث على تأثير مادة (FCMs) لمعرفة مدى وجود صلة بين التعرض طويل الأمد لها وبين الأمراض المزمنة التي تسبب حوالي 16 بالمائة من الوفيات في الدول المتقدمة، وتحدث هذه الوفيات تحت سن ال60.