انتشر خلال الفترة الأخيرة استعمال السجارة الإلكترونية في العديد من البلدان بما فيها المغرب، بين الجنسين ووسط فئات اجتماعية مختلفة، وكان إقبال الكثيرين على ذلك النوع من السجائر اعتقادهم بأنها ستخلصهم من الإدمان على السجارة العادية وبأن مفعولها أقل بكثير من السجائر العادية، غير أن دراسة أمريكية جديدة كشفت عن معطيات تخالف كل تلك التصورات. فحسب الدراسة المنشورة في مجلة "نيو انغلند جورنال اوف ميدسين"، فإن الاستنشاق العميق للسجائر الإلكترونية ينطوي على خطر الإصابة بمرض السرطان أكثر بخمسة أضعاف إلى 15 ضعفا من تدخين السجائر العادية، ذلك أن بخار السجائر الإلكترونية عالي الحرارة والمشبع بالنيكوتين يمكن أن يشكل مادة فورمالديهايد التي تجعله خطرا على الصحة. وكتب معدو الدراسة وهم باحثون في جامعة بورتلاند الأميركية "لقد لاحظنا أن مادة فورمالديهايد يمكن أن تتكون خلال عملية تشكل بخار السيجارة الإلكترونية". واستخدم الباحثون جهازا "يستنشق" بخار السجائر الإلكترونية لتحديد كيفية تشكل هذه المادة المسببة للسرطان من سائل مركب من النيكوتين ومواد معطرة ومادة بروبيلين-غليكول والغليسيرين. ولم يسجل العلماء تشكلا للمادة المسرطنة حين كان البخار يسخن على تيار كهربائي بقوة 3.3 فولت، ولكن على مستوى 5 فولت صارت تركز مادة فورمالديهايد في البخار أعلى منه في دخان السجائر العادية. وعلى ذلك، فإن مدخن السيجارة الإلكترونية الذي يستهلك ثلاثة ميلليلترات من السائل المتبخر يستنشق 14 ميليغراما من المادة المسرطنة.أما مدخن السيجارة العادية بوتيرة علبة يوميا، فلا يستنشق أكثر من ثلاثة ميليغرامات من هذه المادة. ويؤدي استنشاق 14 ميليغراما، أو ما يقارب ذلك، من هذه المادة إلى مضاعفة خطر الإصابة بالسرطان بين خمس مرات و15 مرة.