احتدم مؤخرا الجدل الدائر بشأن السجائر الإلكترونية (وهي سجائر إلكترونية تعمل بالبطارية وتوفر النيكوتين في شكل محلول مبخر يستنشقه المستخدمون، وهي تحاكي عملية التدخين)، ومدى كونها تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وقد اتخذ الجدل منحى جديدا بعد نشر نتائج دراسة حول استخدام هذا النوع من السجائر خلصت إلى أن من يستخدمون السجائر الإلكترونية ومن يدخنون سجائر التبغ هم أكثر اعتمادا على النيكوتين، وأن فرصهم في الإقلاع عن التدخين متساوية، وربما هي أقل لمن يستخدمون السجائر الإلكترونية. وكانت الدراسة قد نشرت على الإنترنت في مجلة "السرطان"، وهي مجلة طبية دورية تصدرها الجمعية الأميركية للسرطان، وجاء فيها: "إن نتائج الدراسة تشكك في إمكانية أن تساعد السجائر الإلكترونية مرضى السرطان في الإقلاع عن التدخين، وأن الدراسة شملت حوالي 1074 مدخنا مريضا بالسرطان، وخلصت إلى أن هذه السجائر تزيد من إمكانية الإصابة بسرطان الرئة والمخ والعنق. تقرير منظمة الصحة العالمية وقد نشرت بعض المواقع الإلكترونية تقرير منظمة الصحة العالمية حول هذا الموضوع والذي صدر في أكتوبر 2014، وهو تقرير مفصل حول السجائر الإليكترونية وتركيبها والمواد المستخدمة بها. وكشف التقرير عن أنه بغض النظر عن تفاوت نسب النيكوتين والمواد الضارة بين السجائر العادية والإليكترونية، إلا أن الخطر في الحقيقة لا يزال واحدا. مخاطر التدخين الإلكتروني أوردت منظمة الصحة العالمية آثارا قريبة الأجل تنتج عن تدخين السيجارة الإلكترونية منها: تهيج العين والجهاز التنفسي بسبب التعرض لمادة تعرف باسم "جلايكول البروبيلين". كما حذر التقرير أيضا من مشاكل صحية وخيمة قصيرة الأجل غير أنها نادرة للغاية. كما تشير البيانات المعتمدة على تقييم المركبات الكيميائية الموجودة في السوائل التي تستخدمها السجائر الإلكترونية والرذاذ الذي تولده إلى ما يلي: 1- السمية الخلوية المحتملة في بعض المحاليل التي تثير القلق بالنسبة للسيدات الحوامل اللاتي يستخدمن هذه السجائر أو يتعرضن للرذاذ غير المباشر الناتج عنها. 2- يحتوي الرذاذ عادة على بعض المركبات المسرطنة وسائر المواد السمية الموجودة في دخان التبغ بمقادير تقل بدرجة أو درجتين في المتوسط عن المقادير الموجودة السجائر، إلا أنها أعلى من المقادير التي يحتوي عليها جهاز لاستنشاق النيكوتين. وقد تبين أن بعض الأصناف تحتوي على بعض هذه العوامل المسرطنة مثل الفورمالديهايد . 3-حجم الجسيمات المولدة باستخدام السجائر الإليكترونية يماثل مدى حجم الجسيمات التي تولدها السجائر التقليدية، بوجود معظم الجسيمات في المدى الفائق الدقة (الذي يتراوح بين 100 و200 نانومتر) مقارنة بالحجم الأكبر الموجود في دخان السجائر، ولكن مستوى الجسيمات التي تولدها النظم الإلكترونية هو أدنى من المستوى الذي تولده. دعاية كاذبة وتثبت البيانات المتوفرة والأبحاث أن الرذاذ الذي تولده السجائر الإليكترونية ليس مجرد "بخار الماء" على النحو المزعوم في الغالب في برامج الدعاية وحملات التسويق هذه المنتجات. فاستخدام السجائر الإليكترونية يعرض المراهقين والأجنة للنيكوتين، ولتهديدات خطيرة تعرض غير المدخنين والأشخاص المقربين منهم للخطر. ويؤكد التقرير أن هناك احتمالا كبيرا أن يؤدي استخدام السجائر الإليكترونية في المتوسط إلى التعرض للمواد السمية بمستويات أدنى مما هي عليه باستخدام المنتجات القابلة للاحتراق في السجائر العادية، ولكن يبقى خطرها موجودا ولا يقل كثيرا عن السجائر العادية. أحكام مشددة وجاء في موقع الجزيرة نت: أنه منذ فترة قريبة طالبت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها بفرض أحكام مشددة على استخدام السجائر الإلكترونية، وفرض حظر على استخدامها في الأماكن المغلقة، وعلى الدعاية لها، وبيعها لمن هم دون سن البلوغ. وعقب هذه الدعوة من منظمة الصحة العالمية استجابت لذلك بعض الحكومات كحكومة الهند حيث جاء في ذات الموقع تصريحات لمسئول كبير في وزارة الصحة الهندية أن وزارة نيودلهي تبحث مسألة حظر السجائر الإلكترونية بسبب المخاطر التي يمكن أن تسببها للصحة العامة، وفقا لما أعلنه المسؤول. وقال المسؤول أيضا : إن السجائر الإلكترونية تعد "وسيلة للدخول من باب خلفي، لا تحتوي على التبغ لكنها تحتوي على النيكوتين". وأضاف: "أوصت لجان الخبراء بوضع ضوابط لاستخدامها أو حظرها. ولا يمكن للهند تنظيم استخدامها بسهولة"، ولكن الحكومة سوف تبحث فرض الحظر خلال الشهر المقبل أو الشهرين المقبلين". حكم التدخين: وقد أفتى السادة العلماء الكرام ومراكز الإفتاء المختلفة بحرمة التدخين بأنواعه، السجائر والنارجيلة أو الشيشة، وذلك لما لها من آثار سلبية وأضرار صحية لم يعد في تحققها شك، بعد تأكيد العلم الحديث وإثبات الدراسات والأبحاث المتواترة، ولأنها من الخبائث التي حرمها الله على أهل الإيمان. وقد أفتى بحرمة ذلك علماء كرام كالشيخ العلامة ابن عثيمين والشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز والشيخ العلامة يوسف القرضاوي وغيرهم كثير رحم الله الجميع، وعافانا والمسلمين من كل مكروه وسوء، ومن كل ما يستوجب غضب الله جل في علاه.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.