استجابة لنداء «التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء وتدني الخدمات» بخنيفرة، شارك عدد متميز من الفعاليات المحلية والمواطنين والمواطنات في الوقفة الاحتجاجية المنظمة، مساء يوم الاثنين 24 يوليوز 2017، أمام مبنى المكتب الإقليمي للماء الصالح للشرب بخنيفرة، احتجاجا على ملوحة الماء وغلاء فواتير الكهرباء والماء، وقد شهدت الوقفة إنزالا أمنيا مكثفا للقوات العمومية على مساحة واسعة من الشارع، مع إغلاق الأزقة المتفرعة منه تحسبا لأي طارئ أو أي مشاركة مكثفة للمحتجين. وعلى مدى زمن الوقفة، لم تتوقف حناجر المشاركين فيها عن ترديد مجموعة من الشعارات المنددة برداءة وملوحة الماء الشروب وغلاء الفواتير، وبمظاهر الفساد والنهب والاستبداد وغلاء المعيشة، والحكرة والتهميش والإقصاء، واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان واستهداف ما تبقى من مكتسبات الجماهير الشعبية، وتردي الخدمات العمومية، في حين رفع عدد من المحتجين يافطات حاملة لعبارات قوية موجهة للجهات والسلطات المسؤولة، قبل أن تختتم الوقفة بكلمة التنسيقية المحلية، التي أبرزت نهج هذه التنسيقية الثابت والدائم، دفاعا عن قضايا الجماهير الشعبية بالإقليم، من أجل «تنمية حقيقية تستجيب لتطلعات وانتظارات عموم المواطنات والمواطنين»، كما أوضحت دواعي الوقفة التي تأتي على إثر الارتفاع الفاحش والصاروخي لفواتير الماء والكهرباء، وكذا تدني جودة المياه وتأثيراتها السلبية المباشرة على الصحة العامة لعموم ساكنة المدينة. ولم يفت التنسيقية، في كلمتها، التعبير عن قلقها الشديد مما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم، جراء الإقصاء والتهميش والسياسات العمومية المتبعة، معلنة للرأي العام المحلي والوطني عن إدانتها ل «الزيادات المهولة في فواتير الماء والكهرباء»، ومطالبتها الجهات المختصة ب «مراجعتها بما يتناسب والاستهلاك الحقيقي لعموم الزبناء، مع ضرورة مراجعة الذعائر المفروضة عليهم نتيجة التأخر في الأداء»، وذلك ك «نتيجة للاكتظاظ بنقط الأداء والتقطع الدائم للشبكة»، كما طالبت من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والسلطات العمومية بالمدينة، ب «اتخاذ التدابير اللازمة والإستعجالية لمراجعة جودة المياه التي باتت نسبة الملوحة بها عالية، وتأثيراتها الصحية السلبية تتعاظم رغم الشكايات والاحتجاجات المتكررة»، رغم ما يزخر به الإقليم من ثروات مائية هائلة وفرشة مائية غنية. ومن جهة أخرى، اغتنمت التنسيقية فرصة الوقفة للتعبير عن «تضامنها مع احتجاجات ساكنة وتجار شارع محمد الخامس، ومطالبتها بتسريع وتيرة الأشغال الجارية بهذا الشارع»، وكذلك مع «نساء ورجال التعليم المقصيين من الحركة الانتقالية»، في حين جددت موقفها الداعم والمتضامن مع «الحراك السلمي بالريف، ومطالبتها بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين ورفع العسكرة عن مدينة الحسيمة»، كما لم يفت التنسيقية التعبير عن «تنديدها بالإنتهاكات الصارخة للاحتلال الصهيوني بحق المسجد الأقصى وبالصمت العربي الرسمي»، ومطالبتها جميع حكومات وشعوب بتحمل مسؤولياتها التاريخية دفاعا عن فلسطين وعاصمتها القدس. وعلى هامش الوقفة، أعرب العديد من المتظاهرين عن سخطهم الشديد حيال ما يتعلق بملوحة ورداءة الماء الشروب بإقليم كخنيفرة يزخر بثروة مائية هائلة جدا ويستلقي على أكبر خزان مائي غني بمصادره المائية المتعددة ذات القيمة الكبيرة، بالنظر لأنهاره ووديانه الشهيرة، وتعدد بحيراته وموارده المائية العذبة، بينما شدد الجميع على أنه من حق مواطني هذا الإقليم المائي الإفصاح عن احتجاجاته المشروعة دفاعا عن حقه في ماء صالح للشرب بمعايير صحية مقبولة ومأمونة بما هو منصوص عليه عالميا.