دون سابق إنذار أو إعلام، فوجئت ساكنة العديد من المدن بفواتير الماء والكهرباء ، وهي محملة بمبالغ مهولة، ما أثار موجة من الغضب والسخط في نفوس المواطنات والمواطنين، وجعل الشوارع والأزقة تشتعل بالاحتجاجات التي وصلت في الكثير منها إلى مواجهات مع القوات العمومية و«تدخلات أمنية عنيفة»، كما هو الحال بالراشيدية وصفرو. ولا تزال الأوضاع مرشحة أكثر لمزيد من التوسع في رقعة الاحتجاجات أمام انتقال عدوى الاحتجاجات إلى مدن أخرى أعلنت عن قرارها بالخروج للشارع في الساعات القليلة المقبلة، بالأحرى المدن التي تدل كل المؤشرات فيها عن نزول السكان بأشكال عفوية إلى الشارع في أية لحظة، علما بتزامن «الكارثة»، كما وصفها الكثيرون، مع مسلسل عطلة الصيف وشهر رمضان والدخول المدرسي وعيد الأضحى، علاوة على الأزمة الخانقة المتزامنة مع احتباس الأمطار الخريفية. ولم تمر الاحتجاجات ببعض المدن دون التنديد برئيس الحكومة الذي مهد لهذه «الكارثة» بدفاعه، خلال الصيف الماضي، عن الزيادات في أسعار الماء والكهرباء لأجل إنقاذ الوضعية المالية للمكتب الوطني للكهرباء، وتعهد بأن هذه الزيادات لن تطال الفئات الفقيرة، ما كان مجرد خطاب للاستهلاك والتحايل، وهذه نماذج فقط من المدن التي نزلت للشارع في ما بات يعرف ب «انتفاضة الماء والكهرباء»... البهاليل أوضحت مصادر في البهاليل، ضواحي صفرو، أن القوات الأمنية حاصرت مسيرة احتجاجية كانت متجهة إلى عمالة الإقليم للتعبير عن سخط السكان حيال غلاء فواتير الماء والكهرباء، ورغم الحصار ظلت الاحتجاجات قائمة على أعلى درجة من الغضب، ما حمل بعض مسؤولي عمالة الإقليم ومكتبي الماء والكهرباء إلى الانتقال نحو ساحة المحتجين لفتح حوار معهم لم يفلح في وضع حد نهائي للتوتر الخامد تحت رماد الأوضاع، في حال ما لم تتم ترجمة التطمينات والوعود إلى حيز الواقع. فاس من أحياء بنسودة بفاس خرج العشرات من السكان في مسيرات عفوية باتجاه وكالة الماء التابعة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، ومرورا بمقري المكتب الوطني للكهرباء، للاحتجاج على «النفخ» المهول في أرقام الفواتير، ما أجبر المسؤولون بالمكتبين المعنيين على استقبال المحتجين ووعدهم بمراجعة الفوترة، وكانت بعض القوات الأمنية من فرق التدخل السريع قد حاولت تطويق المحتجين دون تعنيف. مريرت في ذات الإطار، عاشت مدينة مريرت بإقليم خنيفرة غليانا شعبيا لأكثر من يوم، احتجاجا على الارتفاع الرهيب الذي عرفته فواتير الماء والكهرباء، وقد نزل السكان بمختلف شرائحهم الاجتماعية إلى الشارع في مسيرات حاشدة جابت معظم الأحياء الشعبية والشوارع الرئيسية بالمدينة، رافعة شعارات وهتافات شديدة اللهجة ضد سياسة التجويع والتفقير الممنهجة، في حين فكر البعض في التقدم بدعاوى قضائية ضد المكتب الوطني للماء الصالح للشرب. سبع عيون لم تتخلف ساكنة مدينة سبع عيون بدورها عن تنظيم وقفة احتجاجية بغاية التنديد بالزيادة المهولة واللامشروعة في فواتير الماء والكهرباء، والتي أربكت الجميع بهذه المدينة وهددت القدرة الشرائية للمواطنين باهتزاز غير مسبوق. سيدي يحيى الغرب احتج سكان مدينة سيدي يحيى الغرب، في مسيرة شعبية حاشدة جابت عدة شوارع المدينة عبروا فيها عن غضبهم إزاء الارتفاع المهول لفواتير الماء التي جاءت محملة بمبالغ خيالية، المفاجأة الكارثية التي اعتبرها المحتجون ضربا لقدرتهم الاجتماعية في ظل هزالة الإمكانيات الاقتصادية والمادية والاجتماعية للساكنة، وقد توقف المحتجون بمسيرتهم أمام إدارة المكتب الوطني للكهرباء ومقر باشوية المدينة والمجلس البلدي لتنتهي بشارع محمد الخامس عندما شلت حركة السير بالطريق الرئيسية لعدة ساعات. الريش في السياق ذاته، خرج سكان الريش في مسيرة احتجاجية انطلقت شرارتها من حي تاحميدانت لتمتد نحو باقي الأحياء، إلى أن تحولت إلى مظاهرة حاشدة تعالت فيها أصوات المواطنين ضد المبالغ المروعة التي حملتها فاتورات الماء والكهرباء، وقد توقف المحتجون أمام مقري إدراتي المكتبين الوطنيين للماء والكهرباء للتعبير عن استنكارهم، قبل تجمع المحتجين بساحة محمد الخامس لمواصلة الاحتجاج والتهديد بالامتناع عن أداء الفواتير. خنيفرة قررت عدة جمعيات محلية بخنيفرة دعوة سكان المدينة إلى وقفة شعبية أمام مقر عمالة الإقليم، بعد زوال يوم الجمعة 24 أكتوبر 2014، للتعبير عن الغضب العارم الذي تعرفه المدينة جراء الارتفاع المبالغ فيه في فاتورات الماء الصالح للشرب، علما بأن المدينة عاشت غليانا شعبيا كل مؤشراته تنذر بدخول هذه المدينة في تظاهرات احتجاجية على غلاء فواتير الماء، والتنديد بالمبالغ الملتهبة التي فاجأت الجميع، بشكل غير مسبوق. ميدلت بميدلت، دعت كل من النقابة الوطنية للتجار والمهنيين والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عموم ساكنة وفعاليات ميدلت إلى المشاركة المكثفة في المعركة الاحتجاجية المقرر خوضها أمام المركز الثقافي، يوم الأحد 27 أكتوبر 2014، تنديدا بغلاء فواتير الماء والكهرباء، وورد في بلاغ الإطارين الداعيين للاحتجاج، « أن المعركة تأتي أيضا بسبب «التردي الذي تعرفه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على مستوى المدينة»، ورفضا لضرب القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين وانتهاك حقهم في العيش الكريم». تاهلة تشهد مدينة تاهلة بإقليم تازة، منذ يوم الاثنين الماضي ، وقفات احتجاجية على الارتفاع المهول لفواتير الماء و الكهرباء، أسفرت عن مسيرة سلمية جابت أهم شوارع المدينة منددة بسياسة الحكومة الحالية المتمثلة في غلاء المعيشة والنفخ في فواتير الماء و الكهرباء. هذا وواصل المتضررون من غلاء الفواتير، الذين كانوا مساندين من طرف الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، أمس الأربعاء 22 أكتوبر 2014 ، احتجاجاتهم بهذا الخصوص.