تقع مدينة وادي لو شمال المغرب متميزة بشريط ساحلي ، تعتبر من أهم المدن الشاطئية السياحية بشمال المغرب لما تتوفر عليه من مناظر ساحرة وخلابة، تزاوجت بين الجبال الصخرية والغابات الفيحاء والشواطئ الرملية الذهبية، فامتزجت الألوان لتعطي منظرا ساحرا يسر الناظرين. إن الزائر لمدينة وادي لو يجد نفسه قد شرع في رحلة تجعله يختار الجبال والوديان أو الرمال والبحار، فالقاصد لهذه المدينة أول ما يستقبل به نسائم الهواء العليل الذي يمنحك النشوة والانتعاش فتلمس من خلاله روعة المناخ المعتدل للبحر الأبيض المتوسط . الصناعة التقليدية الودلاوية تتميز وطنيا أكيد أننا عندما ندخل هذه المدينة نتذكر صناعة الفخار باعتبارها المصدر الأول لأواني الفخار بمنطقة فران علي، حيث أن المدينة حصلت مؤخرا على شهادة العلامة الجماعية للتصديق والجودة الخاصة بالفخار والتي تقوم على أساس ضمان سلامة المستهلك وجودة ومنشأ المنتوج والمهارة الحرفية للمرأة الصانعة القروية الممنوحة من طرف وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وبهذا التميز التقليدي الذي تتميز به هذه المدينة فإنها تعرف بناء قرية الصناع التقليديين التي يكلف بناؤها غلافا ماليا يقدر بنحو 8 ملايين درهم، والتي من شأنها أن تساهم في هيكلة الحرف التقليدية المحلية وتحسين ظروف عمل الصناع التقليديين وتكوين الصناع الحرفيين بالمنطقة وتأطيرهم، وتحسين دخل مهنيي الصناعة التقليدية، وتجدر الإشارة هنا إلى أن عملية التصديق ووضع العلامة الجماعية على منتوج «فخار واد لاو» ساهمت فيها نساء حرفيات صانعات تنتمي لمجموعة من المداشر بالمنطقة والتي ساهمت في تعزيز الحاذبية الاقتصادية والسياحية للمنطقة، ومختبرات متعددة والتي تم تسجيلها بالمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية . الكورنيش المتميز بالمناظر الطبيعية وخضرة الجبال وزرقة البحر وعند تجولك بالمدينة تجد الكورنيش المتميز بالمناظر الطبيعية الخلابة بين خضرة الجبال وزرقة البحر وهو ما يغري الزائر الذي يكتشف هذه المدينة لأول مرة ، فعلى مدار السنة شتاء أو صيفا تبقى هذه المدينة الجذابة تحافظ على جمالها مما جعلها الوجهة المفضلة للعديد من السياح المغاربة والأجانب لسر وسحر جمال المدينة التي تعتبر لوحة طبيعية خلابة حيث تتعانق فيها الجبال التي تزينها الغابات مع البحر فشكلت بذلك مصدر إلهام بالنسبة للعديد من الفنانين في مختلف المجالات، إنها وادي لو الساحرة، جوهرة الشمال التي تبقى مصنفة من بين أجمل الشواطئ المغربية، والتي تعد منذ عشر سنوات خلت الوجهة المفضلة للعديد من الزوار الذين يجدون فيها المكان المثالي لاكتشاف المزيد من أسرار الطبيعة . مشاريع كبرى ساهمت في تمدن مدينة وادي لو وفي تصريح لرئيس بلدية وادي لو محمد الملاحي «منذ مجيئنا كإتحاد اشتراكي الى رئاسة بلدية وادي لو سنة 2003 أثناء الانتداب الأول، ثم الانتداب الثاني سنة 2009 وجدناها قرية بئيسة وعزمنا على تحويلها الى مدينة بمواصفات متشابهة مع تلك التي في تصورنا. ورأينا أن السبيل لتحقيق ذلك هو وضع استراتيجية متكاملة تتماشى مع ما عاهدنا به الناخبين، ووضعنا على عاتقنا الثقة التي حظى بها حزبنا من طرف الساكنة التي رأت فينا البديل للتغيير وإخراج هذا الفضاء الجميل من بين أيادي من جعلوه فضاء مهمشا وعشوائيا بكل المقاييس». وأضاف الملاحي «فعلا استطعنا بروح الأمل التي تجمعنا بساكنة المدينة أن نجعل من وادي لو مسلسلا للإنجازات وفتح الأوراش واستكمالها بثقة مجموعة من المستثمرين والسائحين وكل الشركاء التواقين الى جعل وادي لو جوهرة للمتوسط في المستقبل، لقد كان رهاننا هو التغيير رغم الإمكانيات المحدودة و شبه المنعدمة بحكم أن ميزانية البلدية 2004 لم تكن تتجاوز 4 مليون درهم واليوم أوصلنا هذه الميزانية الى 4 ملايير، وهذا راجع الى البحث المتواصل عن تحسين المداخل من خلال الشراكات التي قمنا بها مع مجموعة من المؤسسات العمومية والخاصة وكذلك انفتاحنا على الخارج، فكان هناك نوع من التكامل في العمل جعلنا نفتح أفقا مغايرا نعالج فيه التراكمات السلبية التي طالت وادي لو قبل مجيئنا للتدبير المحلي»، ويضيف محمد الملاحي أيضا «ولا ننسى أن نذكر هنا أن وادي لو حظيت بزيارة ملكية سنة 2008 وكذلك 2012 والتي أعطت دفعة قوية لهذه المدينة و جعلتها صفا الى جنب المدن الجميلة في جنوب المتوسط ، وأنتم اليوم ترون اكتظاظ المدينة بالمصطفين والزوار والمعجبين، نتيجة جهدنا ونتيجة الطبيعة الخلابة التي منحها الله لها، ففي وادي لو البحر والجبل والوادي والسهل مما زاد جمالها وجعلها قبلة لكل هؤلاء». وأكد النائب البرلماني محمد الملاحي «إن رهاننا الكبير هو إيجاد بنية تحتية لهذه المدينة وبواسطة ذلك نستطيع جلب المزيد من المستثمرين ولذا حاولنا التأسيس لهذا العمل من أجل أن نحظى بثقة المستثمر وهذا هو الأفق الذي لاشك أننا سنصله في القريب، لأن بوادر ذلك تطفو اليوم من خلال الزيارات الاستطلاعية للمعنيين الذين أبدو رغبتهم لمشاركتنا في جعل وادي لو تأخذ مسارها الطبيعي نحو مستقبل زاهر». ومن جملة ما تحقق في هذه المدينة التي تحولت من قرية إلى مدينة بكل المقاييس، والتي عرفت أواخر شهر غشت 2008 الشرارة الحقيقية لإشعال محرك التنمية والذي انعكس على كل المستويات والأصعدة،و تصاعدت درجة الاهتمام بالمنطقة من خلال وضع أسس برنامج استثماري عمومي رصدت له مختلف دوائر الدولة اعتمادات غير مسبوقة همت مشاريع وبنيات كانت تشكل خصاصا بنيويا بالمدينة، وتحملت الدولة المشروع التنموي لوادي لو وتكريس العناية الملكية لساكنتها و رعايته لشؤونها من خلال رمزية زيارته الثانية لوادي لو. و بالتالي تمكن المجلس البلدي برئاسة محمد الملاحي من ربح جزء من رهانه الذي استهله بإمكانياته المتواضعة المتاحة لتوظيفه و انسجامه و تواصله و فهمه لخصوصية المرحلة و تفاعله مع سياسة السلطات الاقليمية و الجهوية قاده إلى قطف ثمار التزامه لتنمية وادي لو و جعلها قاعدة و خلفية بالريف الغربي لتسهيل الجهود المبذولة لإعادة الاعتبار لكل المنطقة و الرفع من جاذبيتها . إن مرحلة سنة 2004 شهدت استكمال البرنامج المندمج لحوض وادي لو بشراكة مع وكالة إنعاش الأقاليم الشمالية وهي مشاريع إصلاح المدار السقوي و إعداد دراسة عن المطرح الجماعي المراقب للنفايات. وتفعيل مركز الشباب و تشغيله بعدما أنجز بشراكة مع الحكومة المحلية لجزر الباليار، وإبرام و تفعيل بروتوكول دعم وتحسين الشروط البيئية بشاطئ وادي لو من تنظيف وحماية الشاطئ مما جعل المدينة تحصل على اللواء الأزرق، وخلق نوادي بيئية وإعداد دراسة عن التطهير السائل ومحطة تصفية المياه العادمة. وإعادة هيكلة وتشييد شوارع عدة بالمدينة، إضافة إلى ذلك إصلاح مؤسسات التعليم الأولي و بناء حضانات بشراكة مع الحكومة المحلية للأندلس و الجمعية التطوانية للمبادرات المهنية و الاجتماعية، وإحداث ثانوية تاهيلية، أما من الناحية الصحة فحضيت وادي لو ببناء مركز صحي جديد بشراكة مع الحكومة المحلية لكاتالونيا باسبانيا، و مقر بريد المغرب واتصالات المغرب ومقر الباشوية. وتنفيذا للشطر الأول من برنامج التنمية الحضرية والذي شمل تهيئة عدة شوارع ، والذي احتوى إعادة هيكلة عدة أحياء وانجاز أشغال إصلاح الطرق و الأرصفة و مد شبكة التطهير السائل وربط البنايات و تجديد شبكة الإنارة العمومية، وتزويد مؤسسات التعليم الأولي والإعدادية والثانوية بحواسيب بشراكة مع جمعية روديي الفرنسية ما يقارب المائة حاسوب ومعدات أخرى. وتوفير مكتبة رقمية عبارة عن حجرات معدنية مجهزة بوسائل التكنولوجيا الجديدة والمعلومياتية بشراكة مع جامعة مالقة واليونسكو، و بناء دار الفتاة وهو مشروع أنجزته مؤسسة محمد الخامس للتضامن، واستئناف أشغال بناء نقطة تفريغ السمك المجهزة. ومراجعة تصميم التهيئة ووضع ميثاق للعمران من طرف الوكالة الحضرية لتطوان. وتأهيل المكتب البلدي لحفظ الصحة بدعم من المديرية العامة للجماعات المحلية. أما المرحلة الثانية من الإصلاح فقد واكبت الزيارة الملكية السامية غشت 2012، فقد أعطى صاحب الجلالة نصره الله أمره بانطلاق أشغال المشاريع الممثلة في بناء مسجد الأعظم بتمويل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وبناء مجمع الصناعة التقليدية بشراكة بين البلدية ووزارة الصناعة التقليدية. وبناء مركب سوسيو رياضي للقرب المندمج بشراكة بين المجلس البلدي و وزارة الشباب والرياضة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. و محطة تصفية المياه العادمة من طرف شركة أمانديس . وتهيئة مطرح جماعي مراقب لمعالجة النفايات بشراكة بين المجلس البلدي و وزارة الطاقة و المعادن. أما المشاريع الإستراتيجية التي يعتبرها المجلس جبهة أخرى للإصلاح بوادي لو نذكر منها: بناء مركب اجتماعي وهو مشروع في طور الانجاز من طرف مديرية التعاون الوطني. ومستشفى. ومحكمة. وقباضة مع الإشارة أن الوكالات البنكية تمثل فروع ثلاثة ابناك بالجماعة و هو ما يؤشر على وفرة سيولة مالية للخواص، مع إعادة النظر في استغلال الملك العمومي الجماعي باعتباره موردا متينا لمالية الجماعة. وتسوية المشكل الناجم عن التنمية الحضرية المرتبط بالتعويض عن نزع العقار اللازم لذلك تسوية ترضي كل طرف. وتسهيل ولوج المواطن للإدارة عن بعد باللجوء إلى الشباك الرقمي للحصول على الخدمات الإدارية. ودعم برنامج محاربة الأمية. وتشجيع المحتضنين و الشركاء على تأطير و استمرار برنامج شواطئ نظيفة. كذلك البحث عن مبادرات الشراكة و التعاون مع المنظمات و الهيئات الحكومية و غير الحكومية الوطنية و الدولية . مهرجان اللمة جعل من المنطقة قبلة ثقافية وللمجال الثقافي مكان هو الأخر بهذه المدينة ففعلا الثقافة يقول محمد الملاحي «هي مدخل للتنمية ونحن في المجلس نؤمن بذلك، وبدون الثقافة لا يمكن أن تكون التنمية، والمدينة منذ سنة 2004 وهي تعرف مهرجان اللمة كمهرجان وطني وها نحن اليوم نطفئ الشمعة الحادية عشر في الأسبوع المقبل ، ليتحول المهرجان من وطني إلى دولي، هذا المهرجان الذي يعرف مشاركة مجموعة من المثقفين من مختلف مشاربهم الفكرية والأدبية» . يضيف الملاحي «و الأكثر من ذلك أننا نعتبر المهرجان بوابة لاستخلاص الأفكار والعبر والدروس, لأن الإبداع والخيال والحلم هو الركيزة الأساسية والمدخل الرئيسي لمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية. إن الثقافة عصارة فكر منتج يفعل في الواقع ويؤثر فيه, بل هي موجه للبناء الجاد المتوجه للمستقبل. ولعل استحضار الموائد المستديرة والحوار المنتج الذي ساد دورات مهرجان اللمة لكفيل بالإجابة على أن المدينة أصبحة وجهة ثقافية يحج لها مجموعة من المثقفين الكبار والفنانين والمبدعين كل صيف». ويختم الملاحي على أن «الثقافة هي رهاننا من أجل إقلاع تنموي يواجه كل التحديات بالتفكير الفعلي والمبدئي في بدائل من أجل التغيير وبناء المستقبل الحداثي على أرض الواقع باستثمار الأفكار البناءة وهذا ما نادت به كل الأسماء الكبيرة والفاعلة التي حاضرت في اللمة في دورات سابقة «