عندما أخذت الطريق الى وادي لو « 40 كيلومتر عن تطوان» بعد افتتاح الطريق الساحلية الثلاثية ، تبادرت الى ذهني أسئلة كثيرة وأنا أكتشف منطقة أخرى في بلدي، بعدما قررت قبل عشر سنوات ألا أغامر بخوض تجربة السفر في طريق وعر يزهق الأرواح في منطقة كانت محاصرة بالفعل بين الجبل والبحر. انفلتت من لساني كلمة « ما أجملك يا وطني» لكن عندما تجد يا وطني من ينحت الجمال في صخورك البهية. كان الزمن صيفا، لم تزعجني آلاف السيارات التي تسربت الى الطريق الجديد لوادي لو، او عبر وادي لو في طريقها الى الحسيمة أو الناظور أو الى شرق المغرب وجدة والمناطق المجاورة. حيت أصبح المكان سيد زمانه يتباهى بزرقة البحر والممرات المسطرة في أسفل الجبل المشدود بالاسمنت والحديد ودقة الهندسة. كان الهدف من زيارة وادي لو حضور مهرجان اللمة، الذي حجت إليه أسماء كبيرة في الثقافة والفن و الفكر، كما حج اليه عشاق البحر والموسيقى ،وتدافعت اليه المناطق المجاورة، لتلتقي ساكنة فرحة بانتصارها على البؤس والحصار كما انتصارها على رحيل من كرسوا فيها ، في الزمن الذي مضى جمود المكان وغياب الرؤية من أجل منطقة كان من المفروض أن تكون قبلة الضفتين منذ تاريخ بعيد ، شاء القدر أن يملكه من يعتبرون الجلوس فوق ركام التراب و الأزبال ونتانة الحفر وتضليل البشر وتحقيره وجعله ورقة انتخابوية مدسوسة في جيوبهم ، بوابة نجاحهم ، لكي يظلوا أبدا ناطقين رسميين لمنطقة منكوبة، ومعزولة عن مراكز القرار، مكرسين كل طرق التهميش لبيع الوهم في أسواق الكلام المزورة. زيارة غيرت الصورة في ذهني تلك التي وشمت بالفعل والتي كنت أعتبر فيها وادي لو محطة ظلام يلتقي فيها تجار الحشيش بالتقسيط وبالجملة. وصورة كان يؤكدها لي كل أصدقائي الذين زاروا المكان أيام الزمن الرديء الذي وشم في أذهان الصغار، وصور في عيون الكبار الذين اختاروا الابتعاد دون استئذان ، حاملين جروحهم في قلوبهم وتأسفهم على جزء هام في جغرافية وطنهم ، وقال جزء منهم ممن يسكنون في الضفة الاخرى كمهاجرين كلاما كثيرا في ممرات عبورهم وفي حديثهم لمن يصادفهم، نشروا الخبر في أكثر من بقعة في العالم مرددين: « للمغرب رب يحميه»، ومنعوا بذلك جيلا كاملا من الاقتراب من بؤر الكيف والحشيش، خوفا من الدوخة والشمة والضياع في ممرات الظلام المشمرة بحزام البؤس في وطني. وهي الصورة التي وضعت أمامي تساؤلات الاستطلاع الذي حملتني رغبتي لإنجازه بمعرفة أولية بالتطورات التي حصلت في المنطقة ،والتي كانت بدايتها مع تغيرات في أذهان الساكنة منذ عشر سنوات. تغيرات انتبهت في البدء الى ضرورة تغيير النخب السياسية القائمة على التدبير المحلي للمنطقة من أجل رفع أشكال الحيف عليها. بعد نهاية مهرجان اللمة الذي كتبت عنه ورقة أولية نشرت بالجريدة في عدد سابق من شهر غشت المنصرم، علق في ذهني انجاز استطلاع عن المنطقة. ولم تكن رغبتي في الجريدة تتعارض مع رغبة إدارة التحرير حيث فاجئني الزميل عبد الحميد الجماهري مدير التحرير بأسئلة حول المنطقة تكشف متابعته لتطورات حصلت تستحق أن تكون نموذجا لتدبيرات محلية في المناطق المجاورة. كتبت تحت عنوان «: المجلس البلدي ينفض الغبار على منطقة منسية وينحت لغة الأمل في صخورها»: «اللمة التي اختارها المجلس البلدي لوادي لو، لم تكن لمة عابرة لسهرة في منتصف الليل يخلو مكانها صباحا على أوراق متناثرة في فضاء عرضها هنا وهناك حيت يعيش عشاق النغم زمنهم بالفعل بين الرغبة في الاستمتاع والرغبة في تغيير زمنهم المثقل باليوميات القاسية من مختلف الزوايا والأركان ، كما مختلف الأعمار و الأجيال بل إنها لمة تستوعب كل هذه الرغبات الطبيعية و الرائعة، لتجعل الزمن يستمر في الأسئلة الأخرى التنموية لمنطقة تحيي المتوسط صباح مساء مطلة على زرقة البحر التواق في جنوبه الى عمل تنموي متواصل، وهو العمل الذي يستمد قدرته من تخطيط يخوضه النائب البرلماني الاشتراكي ورئيس المجلس البلدي محمد ملاحي مع شركائه بكثير من الاصرار على تدارك كل الزمن الذي ضيع منطقة كان من المفروض أن تكون شعلة المتوسط الجنوبية. هو إصرار إذا جعل ملاحي وشركائه يدفعون الى فك الحصار على وادي لو، بفتح الطريق في الممرات الملتوية الوعرة المؤدية الى المنطقة بين البحر و الجبل، لتصبح طريقا ممتعة تزيدها الاطلالة على مياه المتوسط جمالا يدعوك وأنت تخوضها على متن سيارتك ان تردد ما اجملك يا وطني، عندما تجد الأوفياء لمواطنتهم ووطنهم يزيلون بالفعل الحجاب على جمالك « . حلم تحقق ليزيل خوفنا من خوض الطريق نحو وادي لو، وحلم يشكل بداية لغبار بدا يتصاعد فوق سماء هذه المنطقة، مؤشرا عن إزالة الغبار الفعلي عن منطقة كانت منسية، لتتحول خارطة طريقها الى بداية مشاريع منفتحة على مستقبل تنموي كبير، جعل الفرح يتسرب الى الساكنة وهم يجددون اللقاء بمكان سكناهم الجديد الذي أغرقه الظلام بالأمس، حيت كانت تمارس كل أنواع الظلم بالفعل والقوة. وهي خارطة طريق تعلن ثورتها على التهميش و الاقصاء ، عززتها الزيارات المتتالية للملك الشاب محمد السادس، لتكون وادي لو قبلة للسياح بفضاءات حداثية تنافس الضفة الأخرى من المتوسط. هي ورقة أعتبرها بداية للتوجه بأسئلتي الى فعاليات المجتمع المدني والقائمين على تدبير المحلي وكل الشركاء داخل المنطقة. كانت كل الاجوبة تصب في اتجاه حسن التدبير المحلي منذ عشر سنوات خلت. مع استحضار الاكراهات التي واجهت طرق التغيير في شتى المجالات. اتصلنا برئيس المجلس البلدي وبعد الشركاء من المجتمع المدني لنحدد موعدا للقاء فكان الزمن زمن عطلة الاسبوع يوم الاحد. أخذت طريقي من الرباط عبر الطريق السيار الممتد الى ميناء البحر الابيض المتوسط، وهو المشروع الذي يكشف بالفعل عن المغرب الذي نريد ، مغرب يخلق السبل الكفيلة باستكمال المشروع الديمقراطي الحداثي. وعبر المضيق في الاتجاه المحاذي لمدينة تطوان، توجهت صوب «طريق الامل» الى وادي لو وهي الطريق التي نعثها محمد الملاحي في حديث قبلي للصحافة أنها شرايين المنطقة وبوابة فعلية لطريق مغاربية. وبعد أزلا وواد أمسا، و تمرابط، و تمرونت و أوشتام، ظلت مسافة 13كلم تفصلني عن وادي لو. تمتعت فيها بسهولة القيادة رغم الالتواءات التي زادتها إطلالتها على المتوسط بهاء وجمالا. وبوصولي لواد لو وجدت مفترق الطرق الأول يؤدي الى وادي لو المركز والثاني الى طريق الشاطئ، ومنه الى فضاءات مختلفة في المدينة أجرينا فيها لقاءاتنا المصحوبة بعدد من الاسئلة نستشفها من اجوبة متنوعة نابعة من قطاعات عمل مدبريها على المستوى المدني في خلق شراكة مع المجلس البلدي، الذي قالوا عنه أنه سهل الكثير في تنفيذ برامجهم، والتي تعتمد القرب من الساكنة والتوجه الى مستقبل المنطقة في العلاقة مع الجماعات والمجالس المجاورة على المستوى المحلي و الاقليمي و الجهوي دون استبعاد العلاقة مع الجهة الاخرى من ضفة المتوسط. شراكة المجلس البلدي مع المجتمع المدني بواد لو عنوان عريض لمستقبل واعد بالمنطقة محمد طريبق: ممثل تعاونية الحليب لشمال المغرب ، بوادي لو: التدبيرات المحلية في المجال الفلاحي بالمنطقة في العشر سنوات الاخيرة توجهت الى انصافنا كفلاحين صغار. الملاحي يناضل في الواجهة البرلمانية في الفريق الاشتراكي من أجل المنطقة ككل ونعرف أنه رفع أسئلته عن معاناتنا كبسطاء الى الحكومة، التي ينبغي أن تعرف أننا مقهورين كفلاحين صغار بالضرائب. قال محمد طريبق وهو يتحدث بإعجاب كبير لسياسة الاتحاد الاشتراكي في المنطقة، أنه لم يكن يعرف الحزب ولا السياسة، وأن التواصل الفعلي على أرض الواقع الذي أحدثه رئيس المجلس محمد ملاحي مع الفلاحين جعله يعرف أولا أن رمز الحزب هو الوردة ،وأن وردة وادي لو لن تدبل لأن الساكنة في المنطقة يضعونها في قلوبهم حسب تعبيره، وأن الاتحاد الاشتراكي باق دون منازع في كل الاحياء التي بدأت تتنفس هواءا نظيفا . واننا أصبحنا اشتراكيين عن قناعة بعدما قرب هذا الرجل بتدبيره الفعلي، قيم الاتحاد الاشتراكي وتحويل شعارته الى واقع وممارسة. واسترسل محمد طريبق قائلا ،أن هناك فرعين للتعاونية في وادي لو الفرع الاول ويتوفر على 135 منخرط، والفرع الثاني و يتوفر على 223 منخرط . وأصر ممثل التعاونية بالمنطقة أن يشرح لجريدتنا أن بالبلدية مركز للأعلاف وأن البلدية لا تدخر جهدا في دعم الفلاح الصغير الذي عانى الكثير من الاكراهات قبل مجيء الاتحاد الاشتراكي لإدارة الشأن المحلي على مستوى بلدية وادي لو.مضيفا ان الرئيس لا مكتب له، وأن قاعة الانتظار في العهد القبلي تحولت في عهد الاشتراكيين الى فضاء لقاء مفتوح لكل المواطنين. الشيء الذي وقفنا عليه بالفعل في زيارة قبلية في شهر غشت المنصرم لمقر البلدية. أثارنا في كلام السيد طريبق الذي قدم نفسه لنا كفلاح هو قوله أن محمد الملاحي فتح بيته لحل مشاكل الساكنة ومساعدتهم في التغلب على الكثير من المعيقات التي تعترض سير حياتهم اليومية الشيء الذي أفرغ مكاتب أخرى من شكاية المواطنين الذين وجدوا في الملاحي روح التضامن والانصات. وقال طريبق لقد ارتكبنا خطأ قبل 2003 في إعطاء أصواتنا لأناس لا يستحقونها ، وأدينا الثمن غاليا وقذفنا بمنطقتنا الى سوء التدبير والهلاك، وضاعت منا 12 سنة من 1992 إلى 2002، كلها كانت جمودا وضحكا على الساكنة التي تعي اليوم ما معنى أن تعطي صوتك لرجل مثل محمد ملاحي . وأضاف الرجل وهو يتحسر على الزمن الذي ضاع، أن رمال الشواطئ نهبت أمام مرأى أعيننا والسلطة كانت متواطئة ، مما له اليوم انعكاسات سلبية على طول شاطئ وادي لو. وحول ثمتيلية الاتحاد الاشتراكي للمنطقة بمجلس النواب من طرف النائب البرلماني محمد الملاحي، قال طريبق نعرف أن الملاحي يناضل في الواجهة البرلمانية من أجل المنطقة ككل ونعرف أنه رفع أسئلته من معاناتنا كبسطاء الى الحكومة، التي ينبغي أن تعرف أننا مقهورين كفلاحين صغار بالضرائب، وعلى هذه الحكومة أن تعرف كما قال لها نائبنا في البرلمان الاشتراكي محمد الملاحي أن هذه المنطقة أغلبيتها فلاحين صغار وهناك 950 فلاح صغير بوادي لو ومناطق الجوار أغلبهم يتوفر فقط على بقرة أو اثنين في أغلب الاحوال. وعن تعاونية الحليب ،يضيف ضيفنا في هذا الاستطلاع حول المنطقة، لدينا مشاكل كبيرة مع قطاع الفلاحة والمالية وممثلنا في البرلمان يتابع الموضوع ويمدنا في اطار التواصل المستمر معنا بالمستجدات.وختم السيد طريبق تصريحاته للجريدة أن وادي لو اتحادية لأن مناضلوها بالمنطقة وعلى رأسهم رئيس المجلس البلدي غرسوا الكثير من ورودها ونحن اليوم نجني ثمارها. شراكتنا مع المجلس البلدي بوادي لو للنهوض بقطاع الصيد البحري التقليدي حدت من الهجرة السرية نحو الضفة الاخرى. مصطفى مزارع: رئيس جمعية البحارة بوادي لو: ولأن البحر مصدر رزق كبير للمنطقة، اتصلنا بمحمد مزروع رئيس جمعية البحارة بوادي لو لنسأله عن برنامج عملهم في المنطقة وعن مستوى الشراكة مع المجلس البلدي. قال محمد مزروع أن هدف الجمعية هو التأهيل و التأطير والدفاع عن المهنيين وتمثيلهم لدى المصالح المختصة. ولقد وجدنا في المجلس البلدي منذ تأسيس جمعيتنا سنة2004 خير شريك. واستفدنا من الشراكة مع المجلس البلدي من خلال شراء المعدات وبناء فضاء لوضع هذه المعدات كما هو الشأن بالنسبة لآلة الجر المجهزة. زد على ذلك أنه في اطار التعاون المشترك مع المجلس والمبادرة الوطنية للتنمية استفادت الجمعية من معدات أخرى، كما أصبحت كل القوارب مجهزة، مع ألبسة المهنيين الذين يزاولون قطاع الصيد التقليدي البحري وكل المعدات الاخرى التي يحتاجها هذا القطاع بما في ذلك السهر على سلامة المهنيين وطرق حمايتهم. وأضاف مصطفى مزارع أن هذا التعاون المثمر على المستوى المحلي مع الشركاء المنتخبين وعلى رأسهم محمد ملاحي أعطى لأبناء المنطقة الأمل في خدمة منطقتهم و تأهيلها في اطار التشارك الذي حد بالفعل من ظاهرة الهجرة السرية في المنطقة. وتحدث رئيس جمعية البحارة بوادي لو بكثير من الوعي الجمعوي والشراكة مع المنتخبين، أن ثمتيلية الاتحاد الاشتراكي للمنطقة في البرلمان وفي شخص محمد ملاحي أعطت للمنطقة صوتا حقيقيا في السلطة التشريعية حيت ان الفريق الاشتراكي لم يدخر جهدا في الدفاع عن البحارة لدى الوزارة الوصية والحكومة بصفة عامة مستحضرا تحركات النائب الاشتراكي محمد ملاحي في هذا الاتجاه.وأضاف أن هذا الأخير وقف الى جانب البحارة خصوصا في جانب مشكل العقار من أجل بناء مشروع بدعم من وكالة تنمية الشمال. وجدنا في المجلس البلدي شريكا استراتيجيا في النهوض بأوضاع نساء المنطقة وأطفالها أنيسة لهبيل: رئيسة جمعية الأمل للتنمية المستدامة بوادي لو عند اتصالنا برئيسة جمعية الأمل للتنمية المستدامة أنيسة لهبيل وجدناها في لقاء تواصلي مع نساء المنطقة في أحد دواوير الجوار التي تبعد بسبع كيلومترات عن وادي لو. طلبت منا رئيسة الجمعية أن ننتظرها الى حين الانتهاء من مهمتها الجمعوية التي تقوم بها في يوم عطلتها الأسبوعية. وقالت مصادر أن أنيسة مشهود لها بنكران الذات والتفاني في خدمة نساء المنطقة. انتظرنا أنيسة لمدة فاقت ساعتين. بعدها طلت علينا شابة تضع طربوشا جبليا على رأسها والذي لم يستطع وقاية وجهها، حيث بدت آثار حرقة شمس المنطقة عليه، ليتضح بالفعل أن أنيسة نست أضرار الشمس على وجهها، من أجل رفع الضرر على نساء هن في حاجة الى مزيد من التواصل عن القرب لرفع كل أشكال الحيف و التهميش والإقصاء عليهن. سألنا آنسة لهبيل عن الجمعية ومستوى شراكات الجمعية محليا وجهويا واقليميا في منطقة مطلقة على متوسط بين ضفتين محتاجتين الى التواصل المدني الواعي بالإكراهات والتحديات كما هو واع بالحوار والتعاون المثمر. قالت رئيسة جمعية الأمل أن الجمعية تأسست سنة 2009، وأن تأسيسها جاء بناء على قناعة، مفادها أن المنطقة تعرف في هذه المرحلة بالذات توجها آخر مع مجيء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الى تدبير الشأن المحلي، وفعلا لم يخيب ظننا، ووجدنا في المجلس البلدي شريكا استراتيجيا في النهوض بأوضاع نساء المنطقة وأطفالها. حيت عمل المجلس على الدفع بانشغالاتنا الى مستوى الممارسة اليومية عن قرب في إطار برنامج تنموي هادف. وأعدت أنيسة تحركات الجمعية وإنجازاتها في فضاءات مختلفة في مجال التربية والتعليم ومحو الأمية، وأعطت أرقام المستفيدات حيت وصل الرقم الى 400 مستفيدة بعدما انطلق ب75 مستفيدة سنة 2010. وقالت رئيسة الجمعية أن بفضل هذه الشراكة التي أضيفت اليها شراكات أخرى على المستوى الإقليمي استطاعت الجمعية أن تصل إلى بؤر سوداء في المنطقة.كما سردت ضيفتنا ما حققته الجمعية في إطار الشراكة مع المجلس البلدي فيما يخص الدعم البيداغوجي للتلاميذ بدار الشباب وكذلك الحملات الطبية في المنطقة أهمها فحص العيون مع شراء نظارت للمستفيدات اللواتي بلغن 150 مستفيدة.كما أن المجلس كان شريكا فعليا - تضيف أنيسة لهبيل - في مساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وفتح آفاق لنا في مستوى تمثيليته على المستوى الاقليمي حيت عقدنا شركات أخرى تهم الشأن الاجتماعي بالخصوص. وأضافت آنسة لهبيل أنه بتحفيز من المجلس البلدي في الانفتاح على الضفة الأخرى من المتوسط، نتواصل مع جمعيات من هناك وخاصة بإسبانيا لتأسيس شراكات مستقبلية للنهوض بأوضاع نساء وأطفال الضفة الجنوبية في المنطقة، وأكدت أن الجمعية تعمل هذه الأيام على تأسيس «نادي بيئي» بشراكة مع المجلس البلدي بمالقا. رئاسة المجلس البلدي واجهة نضالية وتواصلية داعمة لجمعيتنا في اطار الشراكة وحل المشاكل العالقة مع الجهات المختصة محليا و اقليميا. مع فتح آفاق التشارك مع الضفة الأخرى. عبد اللطيف بوزكري: رئيس جمعية النماء لصناعة الفخار التقليدي بوادي لو: دخلنا فضاء عرض وبيع منتوجات صناعة الفخار في الواجهة المقابلة للمجلس البلدي لمدينة وادي لو، وجدنا الانتاجات الابداعية الجميلة موضوعة بعناية وكأن موزعها على المساحة الكبيرة المخصصة يسعى الى خلق فضاء تواصلي للتعريف بقيمتها الابداعية ، يتوسط هذا التعبير الجمالي بلغة النحت على الطين، شاب في مقتبل العمر، وما ان عرفني صحفية حتى ابتهج لحضوري ، واضعا كرسيا خشبيا أمامي بقولة « مرحبا .. تفضلي ، الان سأهاتف والدي للحضور فورا « قلت للشاب هل تتقن صناعة الفخار، قال يعجبني ذلك مشيرا الى صور والده وهو يقدم أعمال صناع الفخار في المنطقة لبرنامج « صناعة بلادي» قائلا لقد وقع علينا الاختيار. بعد ساعة جاء والد الشاب، عبد اللطيف بوزكري رئيس جمعية النماء لصناعة الفخار التقليدي، معتذرا عن التأخر وقائلا لقد اعتدت ان ارتاح صباح الأحد وأترك المحل لإبني، ولكن مجيئكم الى وادي لو خطوة نعتز بها. في البدء اختار الرجل الحديث عن المشكل الذي يؤرقهم كصناع للفخار وهو الواد الكائن بين تراب بلدية وادي لو وجماعة بنسعيد.وما يعانية صناع المنطقة الذي وجدوا في المجلس البلدي وعلى رأسهم محمد الملاحي ،واجهة نضالية وتواصلية داعمة لجمعيتهم في اطار الشراكة وحل المشاكل العالقة مع كل الجهات المختصة محليا و اقليميا. وفتح آفاق التشارك مع الضفة الأخرى مستحضرا في هذا الاتجاه الدراسة التي أعدتها جامعة قرطبة التي أتت بخبراء الى المنطقة، و كان من نتائجها الاعلان على أن التربة في وادي لو تعتبر من الافضل على المستوى العالمي. محمد الملاحي رئيس بلدية وادي لو وعضو الفريق الاشتراكي بالبرلمان: قال محمد الملاحي رئيس بلدية وادي لو وعضو الفريق الاشتراكي بالبرلمان في جوابه على أسئلتنا حول وادي لو واستراتيجية اشتغاله كرئيس للبلدية وبرلماني منتخب عن المنطقة، أن الطريق الممتدة من تطوان إلى وادي من أهم تجليات الحركية التنموية التي تعرفها المدينة، وهذه الطريق ستساهم لا محالة في استقطاب المستثمرين الراغبين في إقامة مشاريع استثمارية، ونحن في مجلس بلدية وادي كنا نعي دائما أنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية حقيقية دون أن يساهم فيها الجميع من قطاعات حكومية والقطاع الخاص فلابد من إصلاح الطرق وتشييدها، باعتبارها شرايين التنمية، وفي غيابها لايمكن التحدث عن شيء إسمه التنمية فوادي لو عانت جراء عدم إصلاح هاته الطريق التي كانت في حالة يرثى لها. وبالاضافة الى ما تزخر به المنطقة من إمكانيات ومؤهلات طبيعية وسياحية، فإننا نضع كل التحفيزات ونوفر كل الشروط الملائمة للمستثمرين خاصة في المجال السياحي والعقاري والصناعة التقليدية التي تعرف ازدهارا ملحوظا سيما بعد أعطى صاحب الجلالة أوامره بتشييد مجمع للصناعة التقليدية بالمدينة، كما أن المدينة ستعرف إنشاء محطة لتصفية المياه العادمة مما سيجعل المدينة في وضعية بيئية سليمة وطبيعية الشيء الذي سيزيد من تحفيز المستثمرين.وأضاف النائب الاشتراكي محمد الملاحي أن التعاليق الصادرة عن كل من زار وادي لو خلال هذا الصيف تتطابق سواء كان هذا الزائر قادما اليها من وجهة وطنية من ربوع المملكة، او كان من ابناء جالية مغاربة العالم ، او اجنبيا سائحا سبق له وان حط الرحال بها، او كان عونا مكلفا بمهمة في اطار التعاون الدولي تقتضي مهامه الانتقال بين الفينة والاخرى لهذه الرحاب. يجمع هؤلاء واولئك ولا يخفون اعجابهم و اندهاشهم، واحيانا لا يكاد المرء يصدق منهم درجة التحول الجدري الذي انتاب المشهد المجالي والعمراني بوادي لو. ولهذا أقول أن هذا التحول و التطور السريع و المحكم مر بثلاث محطات : المحطة الاولى جاءت غداة الاستحقاقات الجماعية لسنة 2003 التي افرزت تغييرا في النخب على مستوى المدينة ، و كرست توجها و إرادة فرضها المجلس المنتخب لتكريس التغيير على كل المستويات و ركزت على هدف إعادة الاعتبار لوادي لو عبر ثلاث وسائل : استرجاع الثقة بين المجلس والسلطات العمومية و الوصاية المحلية و الإقليمية ثم تنشيط ومحاولة التسويق الترابي لوادي لو، واستقطاب الاستثمار العمومي و الخاص، و الاستغلال الأمثل و الراشد للإمكانيات المتاحة الموضوعة رهن الاشارة رغم تواضعها شكلت رأسمال المجلس في استجلاب شراكات مكنت من ابرام اتفاقيات أصبحت فيما بعد أرضية لبرامح التأهيل الحضري و التنمية المجالية و البشرية على حد السواء بوادي لو. المحطة الثانية فيمكن التاريخ لها بأول زيارة ملكية سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره اواخر شهر غشت 2008 و التي كانت الشرارة الحقيقة لإشعال محرك التنمية بها انعكس على كل المستويات و الاصعدة ، و تصاعدت درجة الاهتمام بالمنطقة من خلال وضع أسس برنامج استثماري عمومي رصدت له مختلف دوائر الدولة إعتمادات غير مسبوقة همت مشاريع وبنيات كانت تشكل خصاصا بنيويا بالمدينة. المحطة الثالثة تحمل الدولة للمشروع التنموي لوادي لو وتكريس العناية الملكية لساكنتها و رعايته لشؤونها من خلال رمزية زيارته الثانية لوادي لو خلال رمضان الماضي . و بالتالي تمكن المجلس البلدي من ربح جزء من رهانه الذي استهله بإمكانياته المتواضعة المتاحة لكن توظيفه و انسجامه و تواصله و فهمه لخصوصية المرحلة و تفاعله مع سياسة السلطات الاقليمية و الجهوية قادة الى قطف ثمار التزامه لتنمية وادي لو و جعلها قاعدة و خلفية بالريف الغربي لتسهيل الجهود المبذولة لاعادة الاعتبار لكل المنطقة و الرفع من جاذبيتها.فقد ولى الى غير رجعة عهد الحفر و الغبار، و نقمة الزائر و القاطن على احوال القرية و تردي البنيات الاساسية و غياب اي فعل ثقافي هادف و نقد السائح لبنية و وسائل الاستقبال و كل محيط الاستجمام. فنحن اليوم امام مدينة حديثة البنيان ذكية التمدد جميلة التمدن، حسب تعبير الاستاذ محمد لاشعري في محاضرة ألقاها خلال اللمة التاسعة لمهرجان وادي لو الصيفي والتي قال في مقدمتها متفاعلا مع التحولات التي تتم بوادي لو......» في العبور إلى هذه المدينة الساحرة، يتجلى الإشكال الذي يجعل من بناء الحداثة رهانا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وهو الرهان الثقافي الذي جعلت منه مدينة وادي لو السبيل الأساسي لبناء الحداثة. فهنا، في هذا المجال الحضري، الذي يتشكل حول مجموعة من القيم، وحول مجموعة من المطامح الاجتماعية والاقتصادية، وحول مجموعة من الجماليات الطبيعية والبيئية والمعمارية والفنية، نجد أنفسنا أمام مجال يولد من خلال مشاركة الناس في بناء المستقبل، وبناء علاقة مصلحية مع المدينة. وفي الوقت نفسه، بناء علاقة انتماء إلى هذه المدينة. وأود أن أثير انتباهكم، هنا، في وادي لو، إلى أن عملية التشكل هذه، والتي تعرفها المدينة، هي حظ عظيم. « .أما عن سؤالكم حول كرونولوجيا تأهيل وادي لو و رد الاعتبار لساكنتها. فقد انطلقت المرحلة الاولى سنة 2004.لاستكمال البرنامج المندمج لحوض وادي لو بشراكة مع وكالة انعاش الاقاليم الشمالية وهي مشاريع اصلاح المدار السقوي و اعداد دراسة عن المطرح الجماعي المراقب للنفايات. وتفعيل مركز الشباب و تشغيله بعدما انجز بشراكة مع الحكومة المحلية لجزر الباليار. ناهيك عن ابرام و تفعيل بروتوكول دعم وتحسين الشروط البيئية بشاطئ وادي لو هم تجهيز لوجسيك تنظيف وحماية الشاطئ، وخلق نوادي بيئية واعداد دراسة عن التطهير السائل ومحطة تصفية المياه العادمة. واعادة هيكلة جزء من ممر الراجلين على الشاطئ واصلاح جزء من شارع محمد الخامس بشراكة مع مجلس جهة طنجةتطوان. ضف الى ذلك اصلاح مؤسسات التعليم الاولي و بناء حضانات بشراكة مع الحكومة المحلية للاندلس و الجمعية التطوانية للمبادرات المهنية و الاجتماعية.واحداث ثانوية تاهيلية ، وبناء و مركز صحي جديد بشراكة مع الحكومة المحلية لكاتالونيا باسبانيا، و مقر بريد المغرب واتصالات المغرب ومقر الباشوية. كذلك تنفيذ الشطر الاول من برنامج التنمية الحضرية والذي شمل تهيئة شارع محمد الخامس على هوتة البحر ، احتوى اعادة هيكلة ستة احياء وانجاز اشغال اصلاح الطرق و الارصفة و مد شبكة التطهير السائل وربط البنايات و تجديد شبكة الانارة العمومية. أما المرحلة الثانية التي اعقبت الزيارة الملكية الاولى لوادي لو في غشت 2008، فقد تم تزويد مؤسسات التعليم الاولي والاعدادية والثاونوية بحواسيب بشراكة مع جمعية روديي الفرنسية ما يقارب المائة حاسوب ومعدات اخرى. وتوفير مكتبة رقمية عبارة عن حجرات معدنية مجهزة بوسائل التكنولوجيا الجديدة والمعلومياتية بشراكة مع جامعة مالقة واليونسكو. وبناء دار الفتاة وهو مشروع انجزته مؤسسة محمد الخامس للتضامن.تم استئناف اشغال بناء نقطة تفريغ السمك المجهزة. واعادة هيكلة خمسة احياء ناقصة التجهيز. واصلاح شارع الحسن الثاني ومدخل المدينة انطلاقا من البرج موازاة مع انتهاء اشغال الطريق الساحلي المتوسطي.كذلك مراجعة تصميم التهيئة ووضع ميثاق للعمران من طرف الوكالة الحضرية لتطوان. وتاهيل المكتب البلدي لحفظ الصحة بدعم من المديرية العامة للجماعات المحلية أما المرحلة التي واكبت الزيارة الملكية السامية غشت 2012، فقد اعطى صاحب الجلالة نصره الله امره بانطلاق اشغال المشاريع الممثلة فيبناء مسجد اعظم بتمويل من وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية. وبناء مجمع الصناعة التقليدية بشراكة بين البلدية ووزارة الصناعة التقليدية. وبناء مركب سوسيو رياضي للقرب المندمج بشراكة بين المجلس البلدي و وزارة الشباب والرياضة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. و محطة تصفية المياه العادمة من طرف شركة امانديس . وتهيئة مطرح جماعي مراقب لمعالجة النفايات بشراكة بين المجلس البلدي و وزارة الطاقة و المعادن.اما المشاريع الاستراتيجية التي يعتبرها المجلس جبهة اخرى للإصلاح بوادي لو وهي مشاريع اما توجد في طور الانجاز او قيد الدراسة نذكر منها:بناء مركب اجتماعي وهو مشروع في طور الانجاز من طرف مديرية التعاون الوطني. ومستشفى. ومحكمة. وقباضة مع الاشارة ان الوكالات البنكية تمثل فروع ثلاثة ابناك بالجماعة و هو ما يؤشر على وفرة سيولة مالية للخواص.كذلك الانخراط في الدينامية الجديدة لإصلاح منظومة النقل المعلن عنها بالولاية. واعادة النظر في استغلال الملك العمومي الجماعي باعتباره موردا متينا لمالية الجماعة. وتسوية المشكل الناجم عن التنمية الحضرية المرتبط بالتعويض عن نزع العقار اللازم لذلك تسوية ترضي كل طرف. وتسهيل ولوج المواطن للإدارة عن بعد باللجوء الى الشباك الرقمي للحصول على الخدمات الادارية. ودعم برنامج محاربة الامية. وتشجيع المحتضنين و الشركاء على تطير و استمرار برنامج شواطئ نظيفة. كذلك البحث عن مبادرات الشراكة و التعاون مع المنظمات و الهيئات الحكومية و غير الحكومية الوطنية و الدولية(في الوقت الراهن نذكر مشروع تعاون موازاة الصحة للحكومة المحلية لجبل طارق و مؤسسة الثقافات الثلاث الاشبيلية باسبانيا و شراكة خاصة بتكوين الموظفين مع المدرسة العليا للاساتذة بمرتيل. ناهيك عن تفعيل مشروع الجماعة للسياحة المسؤولة بتعاون مع وزارة السياحة و المجتمع المدني المحلي. ومراجعة المخطط الجماعي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.