ترأس جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الخميس في ساحة المشور بالقصر الملكي بالرباط، حفل الولاء الذي ينظم كل سنة بمناسبة عيد العرش. وقد ظهر جلالة الملك خلال هذا الحفل بزيه السلطاني وهو يمتطي سيارة مكشوفة عوض الحصان الأصيل الذي جرت العادة أن يمتطيه جريا على عادة أسلافه الملوك العلويين خلال حفل تقديم البيعة والولاء، وذلك لأول مرة منذ توليه العرش سنة 1999 . وولج الملك على متن سيارته البوابة الرئيسية للقصر بساحة المشور، مرفوقا بنجله ولي العهد الأمير المولى الحسن، وشقيقه الأمير رشيد، والأمير مولاي إسماعيل، والذين كانوا يترجلون في الجانب الأيمن من سيارة الملك. وكان الملك يضع نظارات شمسية عندما دخل من بوابة القصر قبل أن ينزعها عندما اقترب موكبه من جموع المبايعين الذين اصطفوا بجلابيبهم البيضاء، وخلفه كانت تسير عربة تجرها أحصنة، فيما مرت أمامه أربعة خيول. وشقت السيارة المكشوفة للملك طريقها تحت إطلاق المدفعية لخمس طلقات، ومعزوفات موسيقى مخزنية قبل أن يستقبل محمد حصاد وزير الداخلية والولاة والعمال ورؤساء الجهات منتخبي جميع الجهات في صفوف متساوية ليؤدوا قسم الولاء والبيعة. ولم يستغرق حفل الولاء، على غير العادة، سوى عشر دقائق، حيث انتهى بجولة خفيفة للسيارة المكشوفة، يحيي من خلالها الحاضرين، ومنهم شخصيات أجنبية تابعت باهتمام أطوار هذا الحفل. ورأى بعض المتتبعين في تقليص البروتوكول المصاحب لحفل الولاء اتجاها ملكيا نحو التخفيف التدريجي من طقوس البيعة التي أثارت جدلا كبيرا في السنوات الماضية بين منتقد لطقس الركوع ومدافع يرى في البيعة أصالة مستمدة من التاريخ الإسلامي، وتعبيرا عن الاستمرارية. وجدير بالذكر أن البيعة في المغرب ارتبطت بإعلان إدريس الأول سلطانا من طرف قبائل أمازيغية في وليلي باعتبارها عقدًا مبرمًا بين الملك وبين الرعية، يتعهد فيه الملك بأن يتولى شؤون الأمة ويرعى مصالحها، وتتعهد فيه الأمة بالسمع والطاعة، حيث يعتبر هذا العقد مصدر شرعية حكم السلطان. ويتمحور حفل حول شخص الملك بلباس سلطاني تظلله شمسية ضخمة، وهو يمتطي جوادا أسود يحيط به خدم القصر. وأمامه يصطف رجال السلطة (وزير الداخلية والولاة والعمال) والمنتخبون والأعيان الذين يمثلون جميع أنحاء المملكة، وتقام لهم الخيام حول القصر الملكي لاستقبالهم، مرتدين الجلابيب المغربية البيضاء والطرابيش الحمراء، وهم ينحنون جماعة تعبيرا منهم عن الطاعة. ويشرع الحاضرون، بعد انتظامهم، في الانحناء أمام الملك مرددين عبارة "اللهم بارك في عمر سيدي". ويرد عليهم خدم القصر عبارة "الله يرضي عليكم.. قال ليكم سيدي" "الله يعاونكم قال ليكم سيدي"، و "الله يصلحكم قال ليكم سيدي".