بدعوة من مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، نظمت جلسة قراءة حول الكتاب الأخير لالفارو دو فسكونسيلوس: المد الديمقراطي العربي والذي صدر أخيرا عن منشورات (لارماتان). استهلت الجلسة بكلمة للأستاذ عبد الله ساعف قدم من خلالها لمحة عن مسار المؤلف باعتباره مناضلا من مناضلي السبعينيات، وأحد مؤسسي معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية بلشبونة سبة 1980، كما أشرف على تسيير معهد الدراسات الأمنية التابع للاتحاد الأوروبي . ويتكون الكتاب في مجمله من مجموعة من المقالات والنصوص التي نشرت ما بين سنوات 1991 و 2011 الأمر الذي جعل منه ليس مجرد أداة موجهة بالأساس إلى المسؤولين في الاتحاد الأوروبي الذين هم اليوم في مواجهة ما بات بعرف بالمسالة الإسلامية. بل وفي نفس الآن دعوة إلى إعادة تقييم منظومة القيم السائدة في أوروبا تجاه الثورات من اجل الديمقراطية في لبلدان العربية. عند أخذه الكلمة، أشار الفارو إلى ضرورة التمييز بين أربعة أنواع من الوضعيات في منطقة البحر الأبيض المتوسط: البلدان التي توجد في طور الانتقال الديمقراطي، وتشمل على الخصوص مصر وتونس، الأنظمة التي تقوم بكبح جماح عملية الانتقال الديمقراطي عن طريق استخدام العنف مثل ليبيا وسوريا، و الملكيات التي تسعى إلى تحقيق إصلاحات ديمقراطية على غرار المغرب والأردن، وأخيرا البلدان حيث تبقى مقاومة التغيير هامة مثل الجزائر، لبنان أو فلسطين. أما بخصوص الوضعية في مصر، فيرى أن هناك مجموعة من الانسياب التي تفسر إلى اليوم فشل عملية الانتقال الديمقراطي وتتمثل في دور الدولة والجيش، التمييز بين الشرعية الثورية والشرعية البرلمانية. أما بخصوص الموقف السياسي للبلدان الاروبية من الأحزاب الإسلامية وانعكاساته على المستوى الدولي، فقد أكد أ الفارو أن ارويا تعاني من صعوبة أساسية في تعاملها مع الإسلام السياسي. فمعظم الأوروبيين يمنحون للرجل الإسلامي هوية واحدة وشاملة. والأخطر من ذلك أن هؤلاء الأوروبيين ترسخت في أذهانهم فكرة أن ليس هناك نطابق بين الإسلام والديمقراطية وان الإسلام هو مصدر للعنف. وهكذا يمكن القول بان مسالة الإسلاميين أصبحت مسالة داخلية بالنسبة لأوروبا منذ أن جعلت التيارات السياسية اليمينية المتطرفة في أوروبا من « الاسلامو-فوبيا» أساسا لترويج أفكارها. تجب الإشارة إلى أن هذه الجلسة أعقبها نقاش واسع حول أهم النقاط القوية في الكتاب.