أعلن مفكرون عرب وغربيون، في بيان، عن رفضهم للأسطورة التي تهيمن على الخطاب في بعض الأوساط في أوروبا والولايات المتحدة، والتي تدعي أن المطالبة بالديمقراطية يمكن لها أن تؤدي إلى تجدد التعصب والتطرف. ودعا الموقعون على البيان أنه على أوروبا بدلا من ذلك أن تكثف مساندتها ودعمها للديمقراطية كسبيل وحيد وفعال نحو استقرار حقيقي على المستوى الوطني والإقليمي. ومن أبرز الموقعين على البيان روبرتو ألبوني وهو استراتيجي إيطالي ونائب مدير مركز الدراسات الدولية في روما، وجورج جوفي أكاديمي بارز في جامعة كامبدريج في بريطانيا، وألفارو فسكونسيلوس مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية في الاتحاد الأوربي، ومريا دو روزاريو وهي مديرة البرامج المتوسطية في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية في لشبونة بالبرتغال. وإرفان لانو أكاديمي ومدير الأكاديمية الأوربية. ثم محجوب عزام أكاديمي تونسي وخبير دولي في اقتصاد التنمية. وأكد البيان، الذي توصلت ''التجديد'' بنسخة منه ونشر بلغات عدة، أن الأحداث التي تشهدها تونس ومصر تعكس ''حتمية الديمقراطية في مقابل المخاوف العالمية المتعلقة بالاستقرار وإعطاء الأولوية لمكافحة التطرف''، وأضاف أن ''الديمقراطية هي السبيل الوحيد الذي يسمح على نحو فعال بأخذ الانشغالات بعين الاعتبار''. مبرزا أن المطالب المرفوعة في مصر وتونس ''تعكس طموحات كبرى من أجل الحرية والتغيير والديمقراطية في جميع أنحاء العالم العربي''. وقال عبد الله ساعف، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الإجتماعية وأحد الموقعين على البيان، إن الموقعين سبق لهم أن أنجزوا تقريرا سنة 2005 بعد مرور عشر سنوات على مسار برشلونة، ورفعوا له شعار ''من أجل فضاء أورمتوسطي ديمقراطي ومندمج''، وهو التقرير الذي كان له تأثير على جهات متعددة داخل الاتحاد الأوربي، وممن يدافعون عن ضرورة الديمقراطية للمنطقة العربية جنوب المتوسط. وأكد ساعف، في تصريح ل''التجديد'' أن الموقعين مقتنعون بأن ليس هناك ''استثناء عربي'' بذريعة التهديد الذي يمثله ما يسمى بالخطر الإسلامي، ويعتبرون أن ذلك مجرد وهم وذريعة واهية للإبقاء على الاستبداد والديكتاتورية. كما أن الموقعين يرون أن ليس هناك تناقض بين قيمة الديمقراطية وقيم الإسلام، وأن ما وقع في تونس ثم مصر يؤكد أن المجتمعات العربية تسري عليها نفس القوانين السارية في العالم كله، وهي حتمية الديمقراطية. وأوضح ساعف أن هذه هي المناسبة الثالثة التي تعبر هذه المجموعة عن مواقف موحدة، الأولى كانت بسبب العدوان على غزة من قبل ''إسرائيل''، حيث أدانت المجموعة العدوان، مما خلف ردود فعل غاضبة من اللوبي الإسرائيلي في أوربا. أما المناسبة الثانية فكانت بمناسبة انتخاب الرئيس الأمريكي أوباما حيث وجهت نفس المجموعة زائد المفكر الفلسطيني بشارة خضر رسالة إلى أوباما لكي يأخذ بعين الاعتبار المنطقة العربية وخصوصياتها، وأن يكون التعاون والدعم الأمريكي مشروط بمدى التقدم في الديمقراطية.