بعد هزيمتين متواليتين أمام الدفاع الحسني الجديدي والمغرب الفاسي، كان على فريق حسنية أكادير، وهو يستقبل المتزعم المغرب التطواني، برسم الدورة 22 من البطولة الاحترافية، أن يستعيد البعض من أنفته، وأن ينسي محبيه وجمهوره الصورة الباهتة التي أعطاها عن نفسه بفاس. كما أن الجمهور الذي حل بملعب «أدرار» الكبير، والذي بلغ تعداده 8374 متفرجا، كان يمني النفس بأن يرى فريقه ينتفض أمام خصم كانت كل التوقعات تقول بانتصاره. لكن معطى عنيدا حكم مسار هذه المباراة، قبل بدايتها، ويتمثل في التشكيلة الناقصة للفريق الأكاديري، الذي غاب عنه ثلاثة من عناصره الأساسية والفاعلة، وهم العميد عز الدين حيسا المطرود في مباراة «الماص»، وهداف الفريق باتريك كواكو، لجمعه أربعة إنذارات، وجمال العبيدي المصاب. فهذه الغيابات التي كشفت عن محدودية، إن لم نقل فقر، كرسي احتياط الفريق، لم يكن من اليسير القفز عليها. فهي ما يبرر إلى حد كبير العطاء المتواضع للفريق خلال شوط المباراة الأول، والذي تميز باستحواذ الفريق التطواني على الكرة، لكن دون التوفق مع ذلك في القيام بهجومات مكتملة، ليأتي هدف السبق للتطوانيين من ضربة جزاء حضرت فيها السلطة التقديرية للحكم، بدعوى أن مدافع الحسنية الماتوني لمس، أو لمسته الكرة، ليتم إنذاره، ويحول هداف الفريق زهير نعيم ضربة الجزاء إلى هدف. وقد كان بإمكان نفس اللاعب أن يضيف هدفا ثانيا ( د. 44 )، لكن قذفته أخطأت الإطار. وقد انتهى هذا الشوط بمحاولة أكاديرية كان من ورائها زومانا، لكن أبرهون أنقد الموقف بإخراج الكرة إلى الركنية ( د. 45 ). وخلال الشوط الثاني حاول لاعبو الحسنية العودة في المباراة، وتمكنوا من خلق عدد من الفرص الواضحة التي ضاع بعضها ببشاعة. وكان من وراء هذه الفرص كل من محسن العشير، والمهدي مفضل، ومصياف، ومحسن عبدالمومن. وفي حدود الدقيقة 55 سيتمكن فريق «الماط» من إضافة هدف ثان بواسطة الصنهاجي، والذي تم طرده من طرف حكم اللقاء محمد العلام، بعد أن خلع قميصه فرحا بالهدف ليتلقى إنذاره الثاني، والذي جعله يغادر رقعة الملعب. وفي حدود الدقيقة 64 سيتمكن الفريق الأكاديري من إحراز هدفه الأول من هجوم قاده الماتوني الذي مرر صوب زومانا الذي تمكن من مباغتة الدفاع والحارس التطوانيين، ليسجل هدفا حضرت فيه السرعة والذكاء. تسجيل هذا الهدف سيزيد من عزيمة المحليين الذين أصبحوا يبحثون بإصرار عن هدف التعادل، الذي تأتى لهم خلال مناسبتين، لكن راية الحكم المساعد الأول صالح الوافي كانت لهم بالمرصاد، حيث رفض هدفا أولا للحسنية سجله اللاعب زومانا بدعوى الشرود (د.68)، وهدفا ثانيا في حدود الدقيقة 89، بدعوى أن الكرة تجاوزت، قبل تسجيل الهدف، رقعة الملعب. وطبعا هاتين الحالتين يصعب الحكم عليهما في غياب إمكانية إعادة معاينة اللقطات المتعلقة بها. هذا مع الإشارة إلى أن الفريق الأكاديري، الذي احتج بشدة على ثالوث التحكيم القادم من عصبة تادلة، قد أضاع قيدومه أحمد الفاتيحي هدفا « لا يغتفر» ، حيث لم يحسن استغلال كرة على مده بها زميله زومانا، وكان لوحده أمام الشباك الفارغ (د. 84). ويبقى أن إلى نشير في الختام إلى عطب التواصل الذي ميز نهاية هذه المباراة. فقد غاب المدربان مصطفى مديح وعزيز العامري، وحضر بدلهما المدربان المساعدان للفريقين، خلال الندوة الصحفية التي تعقب اللقاء. لكن مقابل هذا لا بد أن ننوه بمحتوى الملفات الخاصة بالمباراة، والتي يسلمها الفريق الأكاديري للإعلاميين قبل المباراة، فهي تحتوي على بعض المعطيات المتعلقة بالفريقين المتباريين، بما فيها معطيات تقنية وإحصائية لها أهميتها الإخبارية، وتمثل مبادرة إيجابية.