خلال مباراته برسم الدورة الرابعة من البطولة الاحترافية، والتي أدارها الحكم حكيم صبري من عصبة البيضاء، كان فريق الحسنية قريبا من أن يتلقى أول هزيمة بميدانه، أمام فريق مازال يبحث عن ذاته، هو فريق الكاك، الذي جاء إلى أكادير مدعما بعدد لا بأس به من محبيه ومشجعيه «حلالة». كما أن الفريق الأكاديري وبحكم فوزه على الوداد بالدار البيضاء، وكذا بسبب الضجة التي خلقتها جامعة الكرة، والتي كادت أن تحرمه من المشاركة في الاحتفاء الخاص بافتتاح الملعب الكبير يوم 11 أكتوبر الجاري، كل هذا كان له الأثر في استقطاب عدد من الجمهور قارب الأربعة آلاف متفرجا. فبالنسبة لمجريات اللقاء بين الطرفين، فقد عرفت في بدايتها أداء رتيبا، حيث اقتصر اللعب على منطقة الوسط ولم يتم تسجيل محاولات حقيقية لأي من الفريقين. لكن ابتداء من الدقيقة 18 سيمسك فريق الحسنية بزمام المباراة ويخلق عددا من فرص التهديف، تأتت لكل من كواكو الذي كاد أن يسجل هدف السبق، لكن العارضة صدت قذفته. وجاءت بعدها محاولة لعادل فهيم أخطأت الإطار. ثم أخيرا رأسية لأولي كوفي، مرت محاذية لمرمى الحارس القنيطري الحواصلي. وقابلت هذه المحاولات فرصة للزوار، كان من ورائها الكروي الذي تسلم كرة من زميله زكريا الهلالي وأرسلها صوب معترك المحليين، لكن تدخل الدفاع أبعد الخطورة (د. 44). وخلال بداية الشوط الثاني، وفيما كان جمهور الحسنية ينتظر أن يواصل فريقه سيطرته على اللقاء، سيقوم القنيطريون بهجوم سريع سينهيه عميد الفريق بورواس بقذفة قوية ومباغتة، لم تفاجئ الحارس فهد لحمادي لوحده، بل باغتت الجمهور الحاضر كذلك (د. 46). وفيما كانت عناصر الفريق الأكاديري تستجمع أنفاسها للرجوع مجددا في المباراة، سيعلن الحكم عن ضربة جزاء لصالح الزوار، بعد أن تم إسقاط مهاجمهم الكروي من طرف المدافع الماتوني. ضربة الجزاء هذه سيحولها إلى هدف زكريا الهلالي، ليرفع سقف التحدي ويعقد أكثر مهمة المحليين. ورغم فارق الهدفين حاول لاعبو الحسنية الضغط أكثر على المعترك القنيطري، وسيتولد عن هذا الضغط حصول جمال العبيدي على ضربة جزاء، بعد إسقاطه داخل المعترك، مما سيتيح للماتوني أن يوقع على الهدف الأول لفريقه، وهو الهدف الذي سيقوي عزيمة الأكاديريين للبحث عن هدف التعادل، والذي سيتمكنوا من إدراكه خلال الدقيقة الأخيرة من الوقت المستقطع، الذي احتسبه حكم المباراة، والذي احتج عليه القنيطريون بدعوى أنه حرمهم من ضربة جزاء. وقد كان من وراء تسجيل هذا الهدف الإيفواري زومانا. وعموما فالمباراة عرفت في مجملها ندية وقوة بين الفريقين، مع امتياز للزوار الذين حرمهم الحظ، وربما الحكم، من انتصار كان في المتناول. ويبقى على الفريق الأكاديري، الذي وقع لحد الآن على مسار موفق، أن يراجع بعضا من أوراقه على مستوى اللياقة البدنية، وكذا فيما يخص الفاعلية على مستوى خط الوسط.