أمام جمهور فاق العشرين ألف متفرج، من ضمنهم بضع آلاف من جمهور الوداد، تمكن فريق حسنية أكاد ير، وهو يجري أول مباراة رسمية له بالملعب الكبير، من أن يوقع على لقاء كبير عرف إيقاعا عاليا منذ انطلاقته. وقد عرف اللقاء في مجمله استحواذا على الكرة للأكاديريين الذين ضغطوا منذ البداية على مرمى المياغري، وأضاعوا عددا من فرص التسجيل، السهلة أحيانا، وذلك من هجومات كان من ورائها كل من كواكو، وزومانا، والوافد الجديد محمد بن الضو الذي وقع على حضور لافت، رغم إهداره لبعض الفرص السهلة. وعموما فحسنية أكادير، التي دخل لاعبوها هذه المباراة وهم عازمون على التوقيع على نتيجة تتناسب وحدث الإفتتاح الرسمي لملعب أدرار بالنسبة للفريق، عملوا منذ البداية على انتزاع المبادرة من لاعبي الوداد، وقاموا بهجومات متواصلة ستتوج، في حدود الدقيقة 32، بهدف السبق الذي اهتزت له جنبات ملعب أدرار، وكان من ورائه هداف الفريق، وهداف البطولة الوطنية كذلك، باتريك كواكو، الذي سجل هدفه السابع من رأسية تأتت من ركنية نفذها عادل الماتوني. لاعبو الوداد كانوا، بالمقابل، وطيلة هذا الشوط ، في حالة تراجع وانكماش، ولم تتح لهم سوى فرصة وحيدة، لكنها كانت خطيرة، وكان من ورائها «إيفون ماليك» الذي كاد أن يعطي لفريقه هدف التعادل لولا التدخل الحاسم لفهد لحمادي ( د. 41 ). خلال الشوط الثاني، واصل فريق الحسنية استحواذه على الكرة، وتفوقه كذلك على مستوى منطقة الوسط، والذي يِؤكد أن اللاعبين الجدد، الذين التحقوا بالفريق خلال فترة الميركاتو، أعطوا بعض الإضافة النوعية للفريق، دون نسيان طبعا الأدوار الحاسمة التي يضطلع لاعبو الفريق الآخرون كالعبيدي، ومفضل، ومصياف. وقد كان بإمكان الحسنية أن تسجل أهدافا أخرى خلال هذا الشوط من فرص محققة ضاعت من الضو، وزومانا، والعبيدي. وابتداء من الدقيقة 70 سيلعب الفريق البيضاوي منقوصا بعد طرد لاعبه سعد فتاح الذي تلقى إنذارا ثانيا من حكم المباراة بوالحواجب. لكن هذا لن ينقص من عزيمة الفريق الذي سجل رجوعا في المباراة خلال النصف الثاني من هذا الشوط. فبعض البدلاء الذين أقحمهم عبدالرحيم طاليب، ربما بشكل متأخر، خلال هذا الشوط، وبالأخص منهم المهاجم السريع «جروتن»، أعطوا حركية أكبر للهجوم الودادي الذي خلق فرصتين واضحتين بواسطة أونداما الذي تمكن الحارس لحمادي من صد قدفة قوية له، ثم محاولة خطيرة أخرى كان من ورائها «جروتن»، الذي قذف بقوه من خارج المربع، لكن قذفته مرت محاذية للإطار ( د . 88 ) . لكن على العموم، فإن المباراة كانت في مصلحة الفريق الأكاديري، الذي كان احتفاله باللعب في ملعبه الجديد احتفالا حضرت فيه الفرجة والقوة، وإن بقيت معاناة الجمهور مع الإنتقال إلى هذا الملعب لمشاهدة مباريات الفريق، قائمة. ونشير إلى أن انطلاقة هذه المباراة عرفت قراءة الفاتحة على روح الراحل المرحوم فاتح العاشيري، والد الحكم الدولي السابق عبدالله العاشيري، الذي نتقدم له، بالمناسبة بأحر مواساتنا وتعازينا، راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.