واجه فريق حسنية أكادير، برسم الدورة السابعة للبطولة الوطنية، فريق الرجاء البيضاوي، الذي جاء الى ملعب الانبعاث بأمل انتزاع الفوز. لكن مجريات المباراة، التي شاهدها جمهور قياسي تجاوز عشرة آلاف متفرج ، والوجه القوي والمقنع الذي ظهر به فريق غزالة سوس، أسقطا حسابات المدرب امحمد فاخر، الذي يتوفر على ترسانة من اللاعبين المتميزين، والذين لم يتمكنوا من مجاراة القوة، وبالأخص العناد، الذي أظهره اللاعبون الأكاديريون. فطيلة الشوط الأول أتيحت لهم بعض الفرص المحققة تبقى أهمها محاولة البيساطي، الذي بدأ يوقع على موسم جيد، إذ في حدود الدقيقة 15، ومن خارج مربع الرجاء، كاد أن يفاجئ الحارس العسكري بهدف مباغت، لولا أن قذفته القوية مرت جانبا. نفس اللاعب كان من وراء تقويسة انتهت عند الفاتيحي، والذي تدخل الدفاع لإبعاد كرته إلى الزاوية. كما عاد البيساطي، في الدقيقة 25، عند تنفيذه لضربة زاوية، ليعالج الكرة بتسديدة دائرية صدتها العارضة الأفقية لمرمى الحارس العسكري. فرصة محققة أخرى أضاعها باتريك كواكو، الذي أنهى محاولة هجومية منسقة بتسديدة أخطأت الإطار، تلتها مباشرة محاولة محققة لبورزوق، الذي انفرد بالحارس لحمادي وقذف جانبا ليضيع فرصة سهلة. وكان ينبغي انتظار الدقيقة 43 التي سيتأتى خلالها هدف السبق للأكاديريين، وذلك إثر ضربة جزاء اقتنصها ونفذها خالد البهيج، الذي أعطى لفريقه هدف التقدم. ويبقى أن نشير إلى ما عرفه هذا الشوط الأول من تذبذب في تحكيم سمير الكزاز، الذي تعرض أمامه لاعب الحسنية أيت الدرهم لخشونة واضحة من طرف لاعب الرجاء أولحاج دون أن يحرك ساكنا، بينما قام بإنذار لاعب الحسنية العبيدي بسهولة احتج عليها بقوة الجمهور الحاضر، مما جعله يسقط في منطق جبر الخواطر ويقوم بإنذار لاعب الرجاء الشطيبي لسبب غير واضح تماما. وخلال الشوط الثاني تحرك فريق الرجاء بقوة لإدراك هدف التعادل، لكنه واجه خط دفاع قوي يقوده الثلاثي حيسا، وأيت الدرهم، والعبيدي. كما أن التغييرات التي باشرها امحمد فاخر بإقحام كل من ياسين الصالحي كبديل لمتولي، والسليماني كبديل لزكريا الهاشمي، ثم ياجور كبديل للشطيبي ، زادت من قوة ضغط الفريق البيضاوي الذي أهدر فرصة محققة للتعديل من كرة ثابتة نفذها الصالحي وصدتها العارضة ( د 64). كما أضاع الحافيظي، الذي كان موضوع حراسة لصيقة من طرف العبيدي، فرصة محققة في حدود الدقيقة التسعين، غاب عنها التركيز. كما شهد هذا الشوط تألق اللاعب لحسن التوفيق، لاعب اتحاد ايت ملول السابق، والذي بدأ يفرض نفسه ضمن تشكيل الفريق الأكاديري. وعموما ، ففريق الحسنية انتصر وأقنع، حيث ألحق بالرجاء أول هزيمة، علما بأنه لم يعرف الهزيمة حتى حدود هذه الدورة. كما أن لاعبيه استفادوا من العياء الذي بدأ يظهر على لاعبي الرجاء، الذين أصبحوا يعانون من تراكم المباريات وانشغالهم بنهاية الكأس التي تنتظرهم أمام الجيش الملكي. مع الإشارة الى أن هذه المباراة ، أراد لاعبو الحسنية أن يهدوها لروح فقيدهم جواد أقدار، الذي أحيى الجمهور الأكاديري ذكراه القريبة بقراءة الفاتحة على روحه، وبرفع لافتات تحمل اسمه والرقم الذي كان يحمله، رحمه الله، خلال مروره القصير بالحسنية.