المباراة التي جمعت بين حسنية أكادير والرجاء البيضاوي، برسم الدورة 11 من البطولة الاحترافية، والتي جرت زوال يوم الثلاثاء، وعرفت أثمنة التذاكر لولوجها ارتفاعا ملموسا، حيث ارتفع ثمن التذاكر من فئة 20 درهما إلى 30 درهما، وفئة 50 إلى 100 درهم، وفئة 100 درهم إلى 200 درهم ، لم تثبط مع ذلك عزيمة جانب هام من الجمهور، الذي حج بكثافة إلى ملعب الانبعاث، وكان حضوره أكثر قوة وحماسة من لاعبي الفريقين الذين وقعوا على لقاء يبقى متوسطا من حيث مستواه، لكن نتيجته تبقى بالغة الأهمية بالنسبة للفريق الأكاديري، الذي تمكن من الالتحاق بالمغرب التطواني في مقدمة الترتب، وسلبية بالنسبة للرجاء الذي تنتظره دورة كأس العالم للأندية، وهو في وضع غير مريح بعد الانفصال عن امحمد فاخر، وتعثر التعاقد مع إطار بديل. المباراة في مجملها عرفت تفوقا ميدانيا لفريق الرجاء، الذي كان متفوقا على مستوى منطقة الوسط، التي يعاني فريق الحسنية من ضعفها. وقد أتاح هذا التفوق للفريق البيضاوي أن يكون أكثر حضورا في معترك المحليين، وأن يتحصل على عدد أكبر من الركنيات، والتي لم تثمر مع ذلك من حيث التهديف، نظرا ليقظة خط الدفاع المحلي بقيادة الثنائي المحوري حيسا وآيت الدرحم، بالإضافة إلى الحارس لحمادي الذي أنقد مرماه في عدة مناسبات. وهكذا تمكن، في حدود الدقيقة 27، من القيام بتدخل حاسم تصدى خلاله لكرة لقذفة لياجور تمكن من إخراجها للزاوية. كما تمكن من إنقاذ مرماه من رأسية لنفس اللاعب في حدود الدقيقة52 . لكن تبقى أخطر فرصة تصدى لها الحارس الأكاديري هي تلك التي كان فيها وجها لوجه مع عبدالإله حافيظي، وتمكن خلالها من صد قذفة هذا الأخير، وذلك في حدود الدقيقة 61. فريق الحسنية بدوره كان، بين الفينة والأخرى، يبادر إلى القيام بمرتدات هجومية شكلت أكثر من مرة خطورة على مرمى العسكري. ففي حدود الدقيقة 28 كاد باتريك كواكو أن يسجل هدفا من ضربة رأسية، وذلك بعد عملية انطلقت من كرة ثابتة وساهم في بنائها كل من زومانا والعبيدي. كما كاد نفس اللاعب، أي كواكو، في الدقيقة54، من أن يعطي لفريقه هدف السبق، لكن قذفته أخطأت الإطار. ورغم أن الفريق الأكاديري أصبح يلعب بعشرة لاعبين بعد أن تعرض لاعبه البينيني برازي لطرد قاس من الحكم النوني، فقد تمكن لاعبوه، في حدود الدقيقة 78، من انتزاع هدف الإمتياز، وذلك إثر عملية من كرة ثابتة انتهت عند زومانا الذي مرر كرة بالرأس لجمال العبيدي، والذي تمكن من إسكان الكرة في الشباك ليهدي لفريقه هدفا ثمينا توج الزحف الصامت للأكاديريين نحو المقدمة. ونشير إلى أنه لتبرير الهزيمة، صرح مدرب الرجاء هلال الطير أن لاعبيه عانوا من رداءة أرضية ملعب الانبعاث، وأنهم رغم ذلك سيطروا وخلقوا فرصا محققة لم يسعفهم الحظ في ترجمتها إلى أهداف. كما أكد مصطفى مديح، مدرب الحسنية، من جهته، أن فريقه يحسن تدبير الإمكانيات المحدودة التي يتوفر عليها. وبهذه الإمكانيات حقق انتصارا صعبا أمام فريق له، بالفعل، من اللاعبين ومن الإمكانيات ما لا يتوافر للفريق الأكاديري الذي يسلك، هذا الموسم، سياسة " حدو قدو ".