الأكيد أن لاعبي وداد فاس سيعضون على نواجذهم، وهم يتذكرون المباراة التي أجروها بأكادير أمام الحسنية مساء السبت بملعب الانبعاث، والتي شكلت مهرجانا من الأهداف، وكان من الممكن أن تؤول نتيجته العددية لهذا الطرف أو ذاك، مع امتياز للواف، رغم هزيمته، والذي جاء ليلعب مباراة لكرة القدم عنوانها الهجوم، والهجوم، ثم الهجوم. مع الإشارة إلى أنه واجه فريقا منقوصا من عدد من عناصره الأساسية، نذكر منهم عز الدين حيسا، وجمال العبيدي، وسفيان زكريا، والبينيني برازي، والذين تغيبوا لأسباب مختلفة، خصوصا العميد حيسا الذي مازال عراكه مع أحد المتفرجين بملعب الانبعاث يثير الكثير من ردود الفعل، وسيعقد بشأنه اجتماع للمكتب المسير للفريق الأكاديري. خصم اليوم الوداد الفاسي، الذي غاب عنه مدربه خالد كرامة، والذي يبدو أنه قد يغادر الفريق، أطره خلال هذه المباراة المعد البدني للفريق محمد العمول. وقد وقع لاعبوه على شوط أول كانوا فيه أكثر اندفاعا من العناصر المحلية التي كانت متراجعة، وغاب عنها البناء والاندفاع الهجومي، حيث كانت المحاولات التي يقوم بها الفريق متباعدة. ومع ذلك فقد أتيحت للفريق بعض المحاولات الواضحة، والتي ضاعت من كل من أكورام (د 15)، والمهدي مصياف (د 21) الذي نفذ كرة ثابتة على مشارف المعترك الفاسي، وأخرجها الحارس أحلافي بصعوبة إلى الزاوية. حكم المباراة، الذي يبدو أنه يسلك سياسة جبر الخواطر، سكت عن إعلان ضربة جزاء للفريق المحلي، إثر إسقاط مهاجمه زومانا داخل المعترك، ل «يعوضها» بإعلان ضربة جزاء لصالح نفس اللاعب، في حدود الدقيقة 27، والتي سيترجمها إلى هدف المدافع الماتوني. كما سيعلن الحكم ضربة جزاء ثانية لصالح الفريق الفاسي (د 32) سيعطي من خلالها اللاعب الغزوفي التعادل لفريقه. ولأن الفريق الفاسي، كما أشرنا، كان أكثر تنظيما واندفاعا، فقد تمكن من إضافة هدف ثان سجله يوسف السكتيوي مستغلا كرة صدها الحارس لحمادي ليرجعها بقذفة إلى الشباك (د 36). وقد أضاع الأكاديريون خلال نهاية هذا الشوط فرصة محققة لتعديل الكفة من رأسية لزومانا مده بها أبوطالبي. كما كان بإمكان السكتيوي، خلال الوقت بدل الضائع، أن يضيف هدفا ثالثا للفاسيين. ومع بداية الشوط الثاني، والذي كنا ننتظر فيه انتفاضة لاعبي الحسنية، تمكن لاعبو الواف من رفع سقف التحدي بتسجيل هدف ثالث، تأتى من هجوم منظم انتهى بقذفة للوادي، لم تكن بالقوية، لكنها وجدت طريقها إلى الشباك (د 46). لكن الفريق الأكاديري لم يستسلم للموقف، رغم فارق الهدفين. وقد ساهم إقحام كل من الفاتحي منذ انطلاقة هذا الشوط، وكذا دخول كل من لحسن توفيق وبنعزا، في إعطاء دينامية أكبر لهجوم الحسنية الذي سيتمكن من إدراك الهدف الثاني من قذفة للمتألق المهدي مصياف (د 49). لتتوالى الحملات الهجومية بين الطرفين، اللذين كانا قريبين، بشكل متساو تقريبا لحسم اللقاء لصالحهما. لكن تجربة قيدوم الهجوم الأكاديري أحمد الفاتحي كانت لها الكلمة الفصل في إعطاء الامتياز للحسنية، في حدود الدقيقة 75، حيث استغل اختلاطا أمام المرمى الفاسي ليدفع بكرة - شمتة - إلى الشباك في غفلة من المدافعين. وقد حاول لاعبو الواف خلال الربع ساعة الأخير العودة بقوة في المباراة، لكن قتالية وإصرار لاعبي الفريق الأكاديري جعلتهم يحافظون على تقدمهم حتى النهاية، علما بأن فريق الواف، الذي لا يستحق بالتأكيد الموقع الذي يتواجد فيه، وقعوا على لقاء كبير.