تحمل جوائزنوبل شيئا من السحر. قُبيل الإعلان عن صاحب الجائزة، مرة من بين مرتين، لا أحد يكون قد قرأ للحاصل عليه، لنتذكر هرتا ميلر، توماس ترانسترومر، مو يان...؛ ثم نلتقي دائما أناسا بإمكانهم أن يحدثونا عنهم بشغف، ليس في وسائل الإعلام فقط. خلال هذه السنة، حصلت أليس مونرو، القاصة الكندية ذات الاثنتين وثمانين سنة، على جائزة نوبل للأدب. لذلك اخترنا لإعطائكم فكرة عن أعمالها، أن نستشهد ببعض الكتاب والصحافيين الذين أحبوها قبل حصولها على هذه الجائزة ذات الشهرة العالمية. قصص «متقنة» «إنها معروفة في كندا. تكتب أليس مونرو قصصا ينبغي وصفها ب »المتقنة». لها بدايات تشد القارئ («سمعنا الطائرة وهي تصل منتصف النهار، كانت تدوي عبر أخبار الإذاعة، وكنا واثقين أنها ستتحطم فوق المنزل، لذلك جرينا جميعا إلى البهو»). إنها ارتدادات بديهية، لحظات إفشاء، ونهايات تستحق الذكر («هذه رسالة، أعتقد فعلا أنها رسالة، إلا أنني لا أعرف كيف يمكنني تسليمها »). إنها مؤلفات رائعة، إلا أنها ليست أكثر من ذلك. «نيويورك تايمز، 27 أكتوبر 1974 لا بد من الزواج، عند أليس مونرو «النساء هن النجمات في عالم أليس مونرو. ليس ذلك بدافع النسوية. فالخطابات والمطالب ليست لهن. إلا أن النساء موجودات هنا، كافرات بالنعم، تتخلعن في المشي، عريضات الأرداف، قويات الذقن، تحاصرهن حقاراتهن، حمقهن والأخلاق «المتصلبة جدا» اللواتي هن حارساتها. لا بد من الزواج، عند أليس مونرو، مهما كلف الثمن. من غير فرح، ومن غير حب. إننا نتدبر الأمر، نتصرف. إننا نتصنع، نخون، بهدوء. [...] عند أليس مونرو، إذا تعلق الأمر بالحب، فلأنه غير موجود. إننا نبحث عن أنفسنا، نُفوت الفرص. وإذا التقينا، فإننا لا نتبادل القبل ». مارتين لافال، ناقدة، تيليراما 16 دجنبر 1995 قصص تطبعها انزلاقات الزمن «قصصها لا تبدو سير ذاتية أبدا. ومع ذلك، فلا واحدة من تلك القصص يكون لها وقع الانتصار، وقع صوت متكلف أو يبدو وكأنه يخرج من البطن. يتبع عملها حركة طبيعية أكثر مما هو المشي على الأٌقدام. أهي حركة طبيعية إلى هذا الحد؟ علي أن أقول بأنها معقدة أيضا، وأن أضيف بأن قصصها لا تمضي فقط إلى الأمام، بل إلى الخلف وإلى الجانبين. إنها لا تكون مخصصة أبدا لشخص واحد أو لوضعية واحدة. إنها تفتح المجال، دائما على حيوات أخرى وعلى لحظات أخرى. إنها قصص تطبعها انزلاقات للزمن أو لوجهات نظر نادرا ما نلاحظها، لكونها مجبرة جدا، حتى نقرأ الصفحات الأخيرة وندرك أن القصة لم تتبع الدرب الذي كان يبدو أنها تتبعه في البداية ». ميكائيل غورا، أستاذ الأدب الانجليزي، نيويورك تايمز، 1 نونبر 1998 قصص تدهشنا حكمتها «قد تكون الحياة تلك اللحظة الوجيزة حيث ينحرف كل شيء: اللحظة حيث نقف، في المطبخ فجأة، على مسارات لا تُطاق، اللحظة حيث تنتشر شعلة شمعة في فستان عروس. محولة فتاة شابة إلى حزمة حية. النساء اللواتي تتحدث عنها أليس مونرو، لسن بطلات تراجيديا. هن عاشقات دون علمهن. هن حوامل تزعجهن الحفاظات والمرضعات. تحلمن بالحب الكبير وتجدن أنفسهن عند مجهضات. هن متزوجات من رجل تافه، ولا تتجرأن على الاعتراف لأنفسهن بأن لهن نظرات مخضلة لمجهول يمر. رجل لا تنبعت منه، في النهاية، رائحة العرق أو النبيذ الرديء». كريستين فمية، صحافية، تيليراما، 28 أبريل 2001 جمال اللغة البسيط والصارم «يعتبر، دائما، صدور كتاب للقاصة الكندية أليس مونرو مصدر فرح. لقد غطت أعمالها خمسا وأربعين سنة الأخيرة. و كلما صدر منها واحد، بمعدل عمل كل ثلاث سنوات، كلما وجدنا صعوبة في أن نصدق أنه سيكون أحسن من سابقه. إلا أن أليس مونرو، وهي في الواحدة والثمانين، أصدرت مجموعة قصصية مدهشة بالحكمة، مجموعة تستكشف أعماق الشرط الإنساني، ألغاز ميكانيزمات القلب، الطريقة التي يعوض بها الحب شخوصه ويضلهم عن وجهتهم. [...] أشعر بالامتنان لأليس مونرو، وهي في حياتها الهادئة والسعيدة، عما تمنحنا إياه من قصص، وعن الجمال البسيط والصارم للغتها ». فيونا كيدمان، كاتب ( زيلاندا الجديدة)، ليبيراسيون، 19 دجنبر 2012 ترجمة: سعيد رباعي عن « نوفيل أوبسرفاتور» 10- 10- 2013