هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوبل 2013 تحتفي بالقصة القصيرة والادب الكندي
نشر في مغارب كم يوم 14 - 10 - 2013

في الاعلان عن الفائز بجائزة نوبل للاداب لعام 2013 اكتفى بيتر انغلاند، السكرتير الدائم للجائزة، بوصف حياة واعمال الفائزة الكندية اليس مونرو، وهي الاولى في تاريخ الادب الكندي بكلمات موجزة قائلا انها ‘استاذة فن القصة القصيرة المعاصرة'، وتعيد جائزة نوبل بهذا الاعتبار لفن القصة القصيرة الجميل.
وتعترف بجهود كاتبة احبت الظل وظلت تعيش فيه طوال حياتها الادبية التي بدأت قبل اكثر من خمسة عقود بنشر مجموعتها القصصية ‘اتجاهات الظل' (1950) وتبعتها ‘رقصة الظلال الجميلة' (1968) والتي نالت حفاوة ادبية وشعبية وثالثة وهي ‘حيوات النساء والبنات' (1971). ومنذ تلك الفترة انتجت مونرو اكثر من 13 مجموعة قصصية، وحازت على جوائز واعترافات في بلادها والخارج.
وفي معظم هذه المجموعات تعمل مونرو على بناء حبكة متداخلة في القصص، او تركز عللى خيط/ خط روائي يجمع الابطال وحكاياتهم، بدا هذا واضحا في الاعمال الاولى وفي اخر اعمالها التي نشرتها العام الماضي ‘عزيزتي الحياة' (2012) خاصة في القصص الاربع الاخيرة التي استعادت فيها حياتها الاولى في الريف وذكريات طفولتها، والدها ووالدتها، والمدرسة، الصداقات الاولى، البراءة في النظر الى الاشياء، امراض الشتاء، واحلام وقلق الليل، والاصوات القادمة من بعيد، وقالت في تقديمها لهذه القصص الاربع انها ربما المرة الاخيرة التي تكتب فيها عن طفولتها ذلك ان هذه القصص تحمل ملامح من حياتها او سيرتها الذاتية في ‘الحس′ لكن ليس ‘ في الحقيقة'.
صور الماضي
وتشي عناوين القصص هذه بحس البحث عن الزمن الماضي ‘عين'، ‘ليل' ، ‘اصوات' و'عزيزتي الحياة'، فمن خلال المشاهدة والمراقبة والليل وارقه والاصوات تتشكل رؤية وحياة مونرو- الساردة. وتقدم في هذه القصص كما هي عادتها صورا عن الحياة اليومية، والقضايا الخاصة التي تحتفل بالمحلي المرتبطة بالضرورة بالحياة في كندا في العقد الثالث من القرن العشرين، حيث ولدت في تلك الفترة، في فترة الكساد الاقتصادي الكبير الذي شهده العالم، وسنوات الحرب العالمية الثانية واثرها على بلدتها البعيدة، عن مسرحها، وقضايا الطعام والعلاقات العائلية الصغيرة والتافهة احيانا، والعلاقات المجتمعية، والقيل والقال واساليب اللباس، والدورة السنوية في تخزين المواد الغذائية واعدادها في الصيف كي تستهلك في الشتاء القاسي عادة في كندا. وما يميز هذه القصص استعادتها للزمن الماضي وبحثها في الحاضر عن بقايا القصص والحوادث التي لم تكن قادرة على فهمهما في الصغر. وتشير كما في قصة ‘عزيزتي الحياة' الى وضع المرأة في المجتمع، فلانها استمرت طويلا في الدراسة ظن جارها انها ليست ناجحة في الدراسة وكانت تعيد السنة وراء السنة، ففي العادة كانت معظم الفتيات يخرجن من المدرسة بعد نهاية السنة التاسعة للعمل في المحلات او يتزوجن ويتفرغن لانجاب الاطفال. وفي ذكرياتها عن امها او الام في ‘عزيزتي الحياة' التي اصيبت بمرض فقدان الذاكرة نلاحظ علاقة حب وتنافس ونقد لهذه الام التي كانت تعتقد انها تعيش في سياق غير سياقها، وكانت تحن لواقع غير الواقع الريفي الذي اضطرت للعيش فيه، ونعرف هذا من الاشياء الصغيرة التي تعلق راوية القصة عليها من مثل حقيبة ادوات الغولف، التي كانت موضوعة في زاوية في غرفة الضيوف، وتتساءل راوية الحكاية عن السبب الذي يدعو والدها او والدتها لشراء هذه الاودات لان هذه اللعبة عنوان على المستوى الاجتماعي و'حفلات الغولف' او نواديها هي حكرعلى الطبقات الغنية وليست لابناء الطبقة العاملة او المتوسطة الدنيا التي نفهم ان والدها وعائلتها بالضرورة كانت تنتمي اليها.
زمن الاغاني
وتعليق مونرو- او الساردة للقصة على هذه الحقيبة فيه ذكاء لماح للدخول الى تفاصيل الحياة ومفهوم الطبقة التي كانت تميز العلاقات المجتمعية في ذلك الوقت، وبنفس السياق تطلعنا مونرو على مفهوم العيب في مجتمع بلدتها حيث تتعرف على طالبة من صفها وتذهب معها الى بيتها حيث كانت تعيش مع جديها كي تتعلم منها نوعا من الرقص، وعندما تأتي والدتها لتأخذها من البيت تأمرها وتطلب منها ان لا تذهب اليه مرة اخرى، وهو ما لم تفعله لان ديان وهذا اسم صديقتها هي ابنة امرأة سيئة السمعة او ‘داعرة' ماتت بعد اصابتها بمرض من الامراض الشائعة في هذه المهنة القديمة. وقد التقينا بوالدة ديان في القصة التي سبقتها حيث وصفت لنا الكاتبة اصوات الزمن الماضي وتحدثت عن حفلات الرقص التي كانت تقام في قاعة معروفة في البلدة وهي مناسبة اجتماعية تحضر فيها العائلات الاطعمة والحلويات وتتشارك فيها. وتستعيد الساردة في هذه القصص الاربع التي تتداخل فيها الذكريات عن ام عملت مدرسة، ووالد كان يدير مزرعة للثعالب والمينك تقول انه جاء الى تجارة الفرو متأخرا فاضطر في فترة الكساد الاقتصادي الى بيع مواشيه ومزرعته والعمل في مسبك كان يصنع المدافىء التي كانت توزع وتباع في عموم كندا. ولعل اختيارهذه المهنة التي كانت تجعله يغيب عن البيت كانت هروبا من البيت والزوجة المريضة. ومن الوجوه التي تستعيدها مونرو قصة سادي المغنية المعروفة في اذاعة محلية حيث جاءت تساعد امها في مهام البيت وتعرفت عليها واحبتها، واحبت صوتها الجميل الذي كان يحمل مسحة من الحزن، حيث كانت تفتح الاذاعة المحلية باغنية ريفية عن التلال الجميلة، والشمس التي تسطع بضوئها على النهر والورود المزهرة بعد شتاء قارس. سادي التي كانت تذهب الى قاعات الرقص لوحدها، واحبتها مونرو- لم تعمر طويلا فقد دهستها سيارة عندما كانت خارجة من قاعة الرقص في الليل وقضت على صوتها وشبابها. وفي الحديث عن سادي تجلب الكاتبة او تستعيد اهتمامات السكان في تلك الاوقات حيث كانوا يفضلون الاستماع الى الاذاعة المحلية بدلا من الانصات الى الاخبار والسياسة. في الجزئيات التي تتحدث عنها مونرو عن الحياة فانها تبحث عن الاوقات الصعبة والجميلة وعن الوجوه التي تلاحقها، ونعرف ان من تسرد الحكاية هي مونرو لان الساردة في القصص ولدت عام 1931 وهو العام الذي ولدت فيه الكاتبة، فعندما تكتب مونرو ان قصصها الاخيرة في مجموعة ‘ عزيزتي الحياة' تحمل بعضا من حياتها وليس كل الحياة تريد ان تخلق في ذهن القارىء وهم الفصل عن الواقع والحقيقة، ولكن القارىء بدلا من ان يتعامل مع الوجوه والاصوات والفضاء الذي تتجادل فيه القصص يذهب ابعد من هذا ويبحث عن مقاربات بينه وبين حياته، ويرى ان هناك شبها او تشابها فيما تحكيه الساردة عن نفسها وما مضى من حياته. تخلق مونرو من التفاصيل الصغيرة، او حكايات ‘ربة البيت' كما وصف ناقد اعمالها عالما جميلا يفصح عن واقع كندا والاحداث التي تعرضت لها الكاتبة.
كفاح المرأة
ولعل وصف ربة البيت والمحلية المفرطة في كتابات مونرو نابع من الموقف الذي تعرضت له كامرأة وكاتبة في بداية حياتها، فكما تقول مواطنتها مارغريت اتوود، ‘بالعودة الى سنوات الخمسينات والستينات كان هناك شعور بأن المرأة كانت تتعدى وتتجاوز الحدود المرسومة لها وهذا يفسر موقف الكاتب الرجل لكتاباتها بانها ‘محلية ومملة' في الوقت نفسه. وتقول اتوود ان كاتبا قال لها ‘انت تكتبين قصصا جميلة لكن لا اعتقد انني اود النوم معك'، وردت بنفس اللهجة مونرو ‘ لم يدعه احد لعمل هذا'. وهذا يشير الى ان الطريق الذي قطعته مونرو لم يكن سهلا، وقد حظيت اعمالها باعتراف في الولايات المتحدة وبشكل اقل في بريطانيا، ففي عام 2009 حازت على جائزة بوكر العالمية لانجازها الادبي بشكل عام. وسيعطيها الفوز بجائزة نوبل مساحة كي توسع مجال قرائها ويتعرف العالم على اعمالها بشكل اوسع. ويمكن النظر الى انجاز مونرو البالغة من العمر 82 عاما اضافة لانجاز المرأة في المجال الادبي فهي الفائزة رقم 13 بها منذ بدء تقاليد نوبل عام 1901 وهو انجاز قليل مقارنة بالاسماء الذكورية التي فازت بها. وقالت مونرو للاعلام الكندي ‘كنت اعرف ان اسمي في قائمة المرشحين لكن لم لكن اعرف انني سأكون الفائزة'. وقالت ‘ امل ان يؤدي الفوز الى تعامل الناس مع القصة القصيرة باعتبارها فنا مهما'.
تشيخوف الزمن الحاضر
ودعا اهتمامها بالقصة القصيرة البعض مثل سنيثا اوزيك، اي اس بيات الى اطلاق اسم ‘تشيخوفنا' عليها او تشيخوف الكندية. فقصصها ظلت وفية الى منطقتها التي جاءت منها ‘هورون كاونتي' في جنوب- غرب اونتاريو، حيث استطاعت في قصصها السهلة والمؤثرة الدخول في تفاصيل الحياة الانسانية المعقدة، واستطاعت فعل هاه بطريقة سهلة وسلسة ‘السهل الممتنع′. وما ساعد مونرو على نقل التجربة الكندية واستحضار فضاء البلد على الاقل منطقتها في جنوب- غرب اونتاريو هي انها عاشت في الصغر الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية، وهي بهذه المثابة من الجيل الذي جاء يحمل ذكريات الثلاثينات والاربعينات المرة. ولانها ابنة البلدة التي عاشت على حافة المدينة، فقد حضرت قصص ويوميات البلد في اعمالها، ففي ثقافة البلدة يحضر القيل والقال والنفج والعنجهية والتقليل من الانجاز والطموح خاصة الفني منه، وكذا النزوع نحو العزلة والتمحور حول الذات كما يبدو في حيوات ابطال وقصص ‘عزيزتي الحياة' التي هي بالضرورة قصتها وقصة عائلتها. وكما ترى اتوود فان القوى الاساسية التي تحرك قصصها قوتان ‘الخجل والعار' اضافة الى الحبكة المحكمة في القصة، اي تقديمها بشكل صحيح وبارع من اجل الوصول الى اعلى درجات الكمال في التجربة الكتابية. وتقول اتوود ان مونرو وثقت اكثر في اعمالها لوضع الفشل اكثر من النجاح لان مهمة الكاتب هو البناء على الفشل. وبهذه المثابة فهي رومانسية في نظرتها للامور كما هي في الجوهر كندية ولهذا ستتعامل مع الجائزة بنوع من التواضع ولن ‘يكبر رأسها'. وكما تقول اي اس بيات ‘انتمي الى ناد من الاسماء الشهيرة المعجبة بمونرو، كلنا نعرف انها واحدة من اعظم الكتاب الاحياء، ومع ذلك ظلت سرا، وقد انكشف السر الان'. وكما اشارت اتوود فقد انحصرت اهتمامات الكاتبة في الريف ومنطقة نشأتها، وتدور قصصها عن الحب والخيبة او الفشل ووهج الاكتشاف لاحقا. وقورن عالمها بعالم القصص الامريكية التي نبعت من الجنوب. وفي اعمالها كما في قصص تشيخوف، لا تهتم بالحبكة كثيرا لانه يتم الكشف عنها في التفاصيل الصغيرة واحيانا العابرة، فهي تعبر بطريقة سلسة عن الحدث المعقد والفكرة التي ينتظر القارىء اكتشافها بعفوية. وتقوم الشخصية في قصصها بالبحث وتعيش لحظة اكتشاف تضيء الكثير على حياتها وتعطي معنى للرموز والاشارات التي مرت بها سابقا. ومن هنا فنص مونرو يكشف عن مستويين ‘ساخر وجدي في نفس الوقت'، وفي كتابتها تضع مونرو ‘الباهر الى جانب العادي' وعلى الرغم من السهولة التي تنقل فيها مونرو التفاصيل اليومية الا ان شخوصها الانثوية تبدو اكثر تعقيدا، ومنها واحدة تفكر فيها امرأة بيومها كسلسلة من الواجبات او الاشياء التي يجب عليها انجازها وتقوم فعلا بانجازها، وفي داخل هذه الزحمة اليومية لا تعرف ماذا تريد ان تحققه من كل هذه الواجبات وماذا ستضيف الى رصيدها في الحياة، وفي هذا تقوم مونرو بتسجيل الرتابة اليومية والتفكير الذي يدور في عقل سيدة البيت هذه. ومن اهم الموضوعات التي اهتمت بها مونرو، وهذا واضح في قصصها الاولى هو بلوغ الفتاة سن النضج وعلاقة هذا بعائلتها ومجتمع بلدتها الذي تعيش فيه. وانتقلت في المرحلة الاخيرة من اعمالها للتركيز على موضوع اخر يتعلق بالمرأة وهو مواجهة تحديات منتصف العمر كما في ‘الكراهية، الصداقة، المغازلة (التودد)، الحب، الزواج' (2001) و ‘الهروب' (2004). وفي النهاية فأهم ما يميز اعمال وقصص مونرو في مجال التجربة هو الاتحاد والتواصل بين القارىء والنص، فهو ينجذب اليه ليس على انه نص يحاكي حياته او انه نص محتمل الوقوع بل لانه يتحدث عن الواقع والتجربة الانسانية، التي تعبر عنها الكاتبة عبر نص موجز يحمل في طياته عمق الرواية، وهو ما دعا البعض للتساؤل ان كانت مونرو تكتب قصة قصيرة ام رواية، وايا كان الحال فنص مونرو يحتوي على ما تحتويه الرواية او اكثر كما يقول اليكس كيغان.This is the latest accepted revision, accepted on 12 October 2013
حياة
ولدت اليس آن ليدلو في وينغهام في مقاطعة اونتاريو، كان والدها روبرت اريك ليدلو مزارعا لديه مزرعة للذئاب وحيوانات المينك ويتاجر بفروها، اما والدتها فهي ان كلارك ليدلو التي عملت مدرسة. بدأت مونرو الكتابة القصصية في سن مبكرة حيث نشرت اول اعمالها في عام 1950 عندما كانت طالبة تدرس اللغة الانكليزية والصحافة في جامعة ويسترن اونتاريو. وعملت اثناء دراستها كنادلة في مطعم وكجامعة للتبغ، وكسكرتيرة في مكتبة عامة. في عام 1951 غادرت الجامعة حيث كانت تدرس الانكليزية كي تتزوج زميلا لها في الجامعة اسمه جيمس مونرو، وانتقلت معه الى دانداراف في غرب فانكوفر حيث كان يعمل في متجر. وانتقلا في عام 1963 الى فيكتوريا وفتحا مكتبة لا تزال تعمل حتى الان. ولم تبدأ مونرو بالكتابة والنشرعمليا الا في عام 1968 بإصدارمجموعتها الثانية ‘ رقصة الظلال السعيدة' والتي حازت على جائزة ‘الحاكم العام' والتي تعتبر من اعلى الجوائز الادبية في كندا. واتبعت هذه بمجموعتها ‘ حيوات النساء والبنات' (1971) وهي مجموعة من القصص المتداخلة في احداثها لدرجة جعلت البعض يتعامل معها كعمل روائي وليست كقصص قصيرة. وبنفس التقليد اصدرت عام 1978 مجموعتها الرابعة ‘ الخادمة المتسولة: قصص فلو وروز′ ونالت على هذا الكتاب جائزة الحاكم العام مرة ثانية. في الفترة ما بين عام 1979 -1982 رحلت الكاتبة وزارت استراليا والدول الاسكندنافية والصين، وبنفس الفترة عينت كاتبة مقيمة في كل من جامعتي بريتيش كولومبيا وكوينزلاند. وفي الفترة ما بين 1980 -1990 نشرت اربع مجموعة قصصية. كما نشرت عددا من قصصها في المجلات الادبية والمتخصصة بشؤون الساعة في امريكا وكندا منها ‘نيويوركر' ، ‘اتلانتك مونثلي'، ‘ غارند ستريت'، ‘مادموزيل'، ‘باريس ريفيو'. وظلت مونرو تكتب في مجال القصة القصيرة على الرغم من قولها عام 2006 وهي توقع نسخا من مجموعتها ‘ المنظر من صخرة القلعة' ستتوقف عن الكتابة ضمن هذا الجنس الادبي لكنها تراجعت واصدرت اعمالا اخرى مثل ‘سعادة غامرة' (2009). وحظيت بعض اعمالها باهتمام الشاشة الكبيرة حيث عولجت قصتها ‘ الدب جاء الى الجبل' في فيلم واخرجته سارة بوليز، وكذا قصتها ‘بعيدا عنها' وقامت ببطولته جولي كريستي وغوردون بينسنت، الذي عرض في مهرجان تورنتو الدولي عام 2006، ورشح للاوسكار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.