فاز الصيني مو يان بجائزة نوبل للآداب للعام 2012، حسب ما أعلنته الأكاديمية السويدية أمس الخميس. وقالت لجنة الأكاديمية، في بيان لها، إن مو يان، الذي ولد مو يان عام 1955 وترعرع في غاومي في مقاطعة شاندونغ في شرق الصين، يدمج قصصا شعبية بالتاريخ والحاضر، بواقعية تمتزج بالخيال". وأضاف البيان أن "مو يان أقام، من خلال الجمع بين الخيال والواقع وبين البعد التاريخي والاجتماعي، عالما يذكر من خلال تعقيداته بعوالم كتاب مثل وليام فوكنر، وغابريال غارسيا ماركيز، مع جذور ضاربة في الأدب الصيني القديم وتقليد القصة الشعبية". وإلى جانب الروايات، أصدر يان عددا كبيرا من الكتب في فن الأقصوصة ومحاولات أدبية في مواضيع مختلفة. وهو يعتبر "رغم انتقاده للمجتمع أحد أبرز كتاب الصين"، ومن أعماله "فينغرو فيتون" (1996) وهو ملحمة تاريخية تصف الصين في القرن العشرين انطلاقا من قصة عائلة. ويعد مو يان ثاني صيني يفوز بجائزة نوبل، إذ سبق لغاو سينجيان وهو كاتب صيني حاصل على الجنسية الفرنسية من الفوز بالجائزة سنة 2000. فاز بالجائزة العام الماضي الشاعر السويدي توماس ترانسترومر. وقبل الإعلان عن الجوائز، لم يتردد اسم مو يان من قبل المهتمين بمن سيفوز بالجائزة، وترددت فقط أسماء الكندية أليس مونرو والأمريكيين دون ديليلو وفيليب روث، والصومالي نور الدين فرح، والكاتبة المصرية نوال السعداوي والكاتب الأمريكي سكوت نوماداي. وقالت إليزابيث غرايت، مديرة دار النشر التي تطبع في السويد كتب جان ماري غوستاف لو كليزيو الفائز بجائزة نوبل لعام 2008 "أستطيع فقط أن أتكهن وأفترض، فالأمر ممتع ومثير". من جهتها، قالت الناقدة لينا كالمتيغ "لا يمكن أبدا أن نعرف طريقة تفكير الأكاديمية السويدية (التي تمنح الجائزة)، ولكن لا يبدو لي أنهم بذلوا جهدا أكثر من المعتاد لاختيار الفائز" هذه السنة. وتضيف "لكن الظن يقودنا إلى أن الفائز هذه السنة لن يكون شاعرا ولا سويديا، وبالتأكيد ليس سويديا" بعد فوز الشاعر السويدي توماس ترانسترومر بالجائزة عام 2011. وأضافت غرايت "الظن يقود إلى أن الفائز سيكون من أمريكا الشمالية مثل دون ديليلو أو فيليب روث"، وتضيف أن احتمالات فوز امرأة هذا العام كبيرة، موضحة "اعتقد أن الوقت موات دائما لفوز امرأة، بسبب قلة الفائزات" على مدى السنوات الماضية. مشيرة إلى أن عدد النساء الحائزات على نوبل للآداب لم يتجاوز 12 فائزة من أصل 108 فازوا بها منذ العام 1901. من جانبه، قال بنغت سوديرهال، مدير مؤسسة "ستيغ داغرمان"، "بما أن عدد النساء اللواتي فزن بالجائزة قليل، فإن الطغيان الذكوري سينظر إليه على أنه سياسة، كما أن قلة الفائزين من الكتاب والشعراء غير الأوروبيين" يمكن النظر إليها على اعتبارها سياسة أيضا. ويدير سوديرهال مؤسسة تحمل اسم الشاعر السويدي داغرمان، وتمنح سنويا جائزة باسمه. وفي السنوات الثماني الأخيرة منحت المؤسسة جائزتها لكاتبين عادا وحصلا بعد ذلك على جائزة نوبل، وهما الكاتبة النمساوية ألفريدي يلينيك في العام 2004، والفرنسي لو كليزيو. وهذه السنة، منحت هذه المؤسسة جائزتها للكاتبة المصرية نوال السعداوي، وهي من الأسماء التي كانت المتداولة للفوز بنوبل للآداب. وتمنح جائزة نوبل عن مجمل أعمال الكاتب، ومن أصغر الفائزين بها على مدى تاريخها البريطاني روديارد كيبلينغ الذي كان في الحادية والأربعين من عمره، والفرنسي ألبير كامو الذي كان في الرابعة والأربعين. ويجري اختيار المرشحين لجائزة نوبل بسرية تامة ولا يكشف عن طريقة الاختيار إلا بعد خمسين عاما على منح الجائزة. وتعتمد الأكاديمية السويدية طرقا صارمة لمنع تسرب الترشيحات والمداولات، فتستخدم أسماء مستعارة للكتاب المرشحين ويتداول أعضاؤها كتب المرشحين مغطاة بغلافات مختلفة.