« لا حقوق ، لا قوانين ، باش احنا مواطنين » «ما دار والو ، ما دار والو ، المجلس يمشي فحالو » «العمالة زينتوها والنهضة همشتوها » ... بهذه الشعارات وغيرها كثير ، صدحت عاليا مساء يوم الأحد 6 أكتوبر ، حناجر العشرات من ساكنة حي النهضة منددين في مسيرة بالحالة الكارثية التي أضحى عليها حيهم . المسيرة الشعبية كما تابعتها الجريدة ، انطلقت من قلب الحي المذكور ، حيث احتشد المواطنون والمواطنات من كل الأعمار في نظام وانتظام ، رافعين عاليا الأعلام الوطنية ، ولافتات الخيط الجامع بين المكتوب على كل واحدة منها هو التدهور الفظيع للبنية التحتية لحيهم ، حتى أنهم وبشكل يبدو أنه مخطط له ، أصبحوا يعيشون في غيتو معزول عن دار الضمانة . وعلى امتداد المسافة التي سارت عليها المسيرة الحاشدة مخترقة أهم الشوارع الرئيسية للمدينة ، وقبل الوصول إلى مقر الجماعة الحضرية ، كان المحتجون والمحتجات قد توقفوا أمام بوابة عمالة الإقليم رافعين شعارات تدعو الإدارة الترابية الإقليمية إلى التقاط إشارتهم الحضارية هذه ، فتتدخل من الزاوية التي يسمح لها بذلك القانون ، وتفعل وصايتها من جانبها الإيجابي على المجلس البلدي الذي استقال من أداء رسالته في تنمية المدينة ، وزج بهذه الأخيرة نحو المجهول . يذكر بأن جريدة «الإتحاد الاشتراكي « كانت قد تعرضت أخيرا في أحد أعدادها إلى الحالة الكارثية التي أضحى عليها حي النهضة بشطريه . حي رغم أنه يعتبر من الأحياء الجديدة ، ورغم أن السومة العقارية به تعتبر الأغلى على مستوى المدينة ، فإن بنيته التحتية تعتبر الأكثر تدهورا . الشوارع الرئيسية التي تخترقه تحولت إلى ممرات قروية ، تغرق بالأوحال والبرك المائية شتاء ، بعد أن جرفت مياه الأمطار ما سمي بالزفت وباقي مواد التعبيد . أما صيفا فإن كثافة الغبار المتطاير تحجب الحي عن الأنظار، مع ما يترتب عن ذلك من آثار سلبية على صحة الأطفال والشيوخ. أما الإنارة العمومية، فبالإضافة إلى قلة المصابيح ، فإن الموجود منها كثيره معطل ، وهي الوضعية التي يستغلها قطاع الطرق واللصوص للهجوم على مساكن المواطنين ، واعتراض سبيلهم . كما أن الحي ، وأمام أنظار إن لم نقل بتواطؤ مكشوف مع الجهات الرسمية المكلفة بمتابعة ملف التعمير الشائك ، قد عرفت العديد من بناياته تجاوزات في هندستها العامة ، كان لها الأثر البليغ في تشويه المنظر العام للحي .