افتتحت بشكل رسمي مساء أول أمس بقاعة المؤتمرات، أشغال المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بحضور قوي لعدد من الشخصيات الرسمية في الدولة المغربية وفي مقدمتها مستشار جلالة الملك، وممثلو السلك الديبلوماسي ببلادنا، وعمداء المدن العالمية، والفاعلون الاقتصاديون، وهيئات المجتمع المدني المغربي والمنتخبون ورجال ونساء الصحافة والإعلام الوطنية والدولية. ما ميز هذا الافتتاح هو الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس للمشاركين في هذا المؤتمر العالمي الذي ينعقد على مدى من فاتح أكتوبر الى غاية 5 من الشهر الجاري تحت شعار «تصور المجتمع، لبناء الديمقراطية»، والتي تلاها على أنظار الحضور الكبير فتح الله ولعلو عمدة الرباط. لقد أعرب جلالة الملك في بداية هذه الرسالة عن الاعتزاز بانعقاد هذا الملتقى الهام، لأول مرة، بالقارة الإفريقية وبالضبط بعاصمة المملكة المغربية، مرحبا بالفعاليات والنخب المرموقة المشاركة فيه، من مسؤولين حكوميين، وممثلي السلطات المحلية والجهوية، والمنظمات الدولية، والمؤسسات المالية العالمية ، ومن فاعلين اقتصاديين وجمعويين ، للتداول بشأن الإشكالات المرتبطة بالتنمية والديمقراطية المحلية في مواجهة الأزمات الدولية. وفي السياق ذاته أشار جلالته الى أن انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع تخليد الذكرى المئوية لميلاد الحركة البلدية العالمية، التي يوليها المغرب بالغ اهتمامه ، وكذا مع الذكرى السادسة والخمسين لتأسيس الفدرالية العالمية للمدن المتوأمة، التي نعتز بكون الجماعات الترابية المغربية ، كانت من الجماعات السباقة للانخراط فيها وتدعيمها. كما نوه بالمكانة المتميزة التي تحظى بها منظمة المدن والحكومات المحلية على الصعيد الدولي بفضل الجهود القيمة الموصولة للمشرفين عليها، حيث أصبحت فضاء متميزا لتبادل الآراء والخبرات من أجل النهوض باللامركزية الترابية، وإشاعة قيم الديمقراطية والتضامن والحوار والتعايش والتسامح. واعتبرت نفس الرسالة أن انعقاد هذا الملتقى بالمغرب، يعتبر حافزا قويا للسلطات المحلية المنتخبة ببلادنا للاستفادة من التجارب المتميزة للدول الرائدة في مجال اللامركزية الترابية والديمقراطية المحلية ، والاستئناس بالمقاربات والاستراتيجيات الكفيلة بدعم وتعزيز منظومة الحكامة الترابية، بما يتلاءم وخصوصياتها المحلية. وأشاد جلالة الملك بالاختيار الوجيه لموضوع : «تصور المجتمع وبناء الديمقراطية» كأرضية للنقاش وتبادل الآراء، متطلعا إلى أن تشكل هذه التظاهرة فرصة سانحة لتقديم الأجوبة الملائمة عن الأسئلة الراهنة والملحة التي تشغل بال الحكومات والمنتخبين ، ومختلف الفاعلين بشأن سبل تحسين جودة عيش المواطنين، وضمان ولوجهم للخدمات الأساسية، علاوة على مواكبة دينامية التحولات، التي تشهدها منطقة المتوسط، خاصة على مستوى الحكامة الجيدة. كما تعرضت الرسالة لملكية إلى انخراط المغرب المستمر في مسلسل نظام اللامركزية الترابية يتجلى، على الخصوص، في التوسيع التدريجي لمجال اختصاصات وتدخلات الجماعات الترابية، لتنهض بأدوارها التنموية على الوجه الأفضل. وتفعيلا لمبدأ التدبير الديمقراطي للجهات والجماعات الترابية الأخرى، المنصوص عليه في الدستور الجديد للمملكة، فقد تم الانتقال من الوصاية الإدارية التقليدية على أعمال هذه الجماعات، إلى تعزيز نظام الرقابة البعدية للقضاء الإداري والمالي عليها. كما عرف يوم الافتتاح الرسمي افتتاح معرض المؤتمر الذي يعرض الخدمات البلدية والتجهيزات والوسائل التي تساهم في التنمية المحلية. ويشارك في هذا المعرض عدد من الجماعات المحلية وجهات المملكة والشركات الخاصة وجميع المتدخلين في قطاع التنمية المحلية والديمقراطية المحلية. وقد أشرف على هذا الافتتاح عبد اله باها وزير الدولة وامحند العنصر وزير الداخلية ووزيره المنتدب في الداخلية الشرقي الضريس، ثم فتح الله ولعلو عمدة الرباط. كما عقد فتح الله ولعلو عمدة المدينةالرباط المحتضنة لهذه التظاهرة العالمية وقادر طوماس رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة وعمدة اسطنبول، ندوة صحفية في نفس اليوم، حضرتها الصحافة الوطنية والدولية. وخلال هذا اللقاء الصحفي نوه طوماس بالجهود الديبلوماسية والاتصالات المتعددة التي قام بها فتح الله ولعلو من أجل انتزاع عقد هذا المؤتمر بالرباط عاصمة المغرب، ونوه برغبته وإرادته القوية في تحقيق ذلك قائلا «لقد كانت له رغبة وإرادة قويتان في عقد هذا المؤتمر بالرباط وبفضل جهوده الكبيرة ها هو يحققها اليوم» كما أشاد بالفكرة الجديدة لتنظيم معرض في هذا المؤتمر الدولي، والتي كانت فكرة جديدة مقترحة من طرف عمدة الرباط، وقال طوماس في هذا السياق «إنها فكرة ناجحة وسنحاول تعميمها في مؤتمراتناالقادمة لأن هذه الفكرة الجديدة قد أعطت جديدا متميزا للمؤتمر». ومن جهته قال فتح الله ولعلو عمدة الرباط في نفس اللقاء الصحفي، «إننا نفتخر بالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس لهذا المؤتمر العالمي»، باعتبار أن هذه التظاهرة العالمية تشكل لحظة تاريخية للمغرب وإفريقيا ومنطقة البحر البيض المتوسط والعالم كله. وأوضح ولعلو أن بفضل انعقاد هذه المؤتمر سيصبح المغرب وعاصمته الرباط مرجعا دوليا للحركة البلدية والديمقراطيات المحلية، في مجال التنمية المحلية والديمقراطية، والحكامة على مستوى الجماعات المحلية، مبرزا كذلك أهمية انعقاد المؤتمر بالمغرب لأن هؤلاء القادة المحليين والجهويين بالعالم سيلاحظون ان المغرب بلد يتحرك ويخطو خطوات حثيثة من أجل التقدم، وبناء الديمقراطية ويؤمن بالقيم الكونية والتعايش والتسامح، ويتميز كذلك بالتعدد والانفتاح ومنفتح على التنوع العالمي ومتشبث في نفس الوقت بهويته المغربية العربية الإسلامية الأمازيغية الأندلسية والحسانية كما جاءت في دستوره. كما ذكر ولعلو أن هذه اللحظة تاريخية كذلك بالنسبة لإفريقيا، لأن من خلال هذا المؤتمر ستعبر إفريقيا عن نفسها وستظهر تجربتها في مجال التنمية الحلية والديمقراطية المحلية، وستسمع صوتها للعالم عبر تراكم تجربتها وتطورها في المجال، مسجلا كذلك أن المؤتمر لحظة تاريخية بالنسبة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط باعتبار أن مدن المنطقة تأثرت بالأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، وهذه مناسبة سانحة للنقاش والتفكير والتداول والبحث عن الأجوبة المناسبة للأسئلة الجديدة التي طرحتها هذه الأزمة. وذكر ولعلو على أن المؤتمر مناسبة للتداول في عدد من القضايا التي تهم مدن العالم وبارتباط وثيق مع أجندات الأممالمتحدة المتعلقة بالسكن والبيئة والقضايا الايكولوجية، والعقار، ومشاكل التنمية ثم الفقر ، معتبرا أن المؤتمر العالمي للحكومات المحلية والمدن المتحدة قد أصبح يشكل صوت الأممالمتحدة في هذه القضايا. وأبرز ولعلو في معرض رده على أسئلة الصحافة أن هذا المؤتمر قد مول نفسه بنفسه، حيث يطالب من المشاركين من جميع الدول تأدية مشاركاتهم المالية وتأمين سكنهم بالفنادق على حسابهم، شريطة أن نهيئ نحن كبلد مضيف النقل والمشاركة في الاجتماعات بالمؤتمر، مع الإشارة الى أن الوزارة الوصية قد منحت تسبيقا لجمعية 2013 لتغطية مصاريف التحضير والاستعداد القبلي لهذه التظاهرة العالمية على أساس استرجاع ذلك بعد تحصيل مساهمات المشاركين.