حبيبة، حكيمة وحسناء، ثلاث فتيات في عمر الزهور لا يعوزهن لا الذكاء ولا الطموح... انقطعن مرغمات عن الدراسة... حبيبة لزمت الدوار رغم تفوقها في السادس، حكيمة انتقلت للمستوى السابع والتحقت السنة الماضية بالإعدادية الوحيدة بالمركز، لكنها انقطعت في نفس السنة عن الدراسة، أما حسناء التي انتقلت إلى المستوى الثامن خلال السنة الماضية، فقد انقطعت هي الأخرى عن الدراسة... لحسن حظها مازالت فاطمة (19 سنة) تتابع دراستها بالأولى باكلوريا، وهي مصرة على إتمام دراستها. هؤلاء الفتيات ينتمين جميعهن لدوار بن سميدة التابع لجماعة سيدي محمد بن رحال بإقليم سطات... حالهن كحال الأغلبية الساحقة من بنات هذا الدوار وكذا الدواوير التابعة لنفس الجماعة، بل حتى الفتيان بهذه الدواوير كانوا ينقطعون عن الدراسة... والأسباب متعددة على رأسها وعورة المسالك، انعدام الإنارة العمومية، انعدام وسائل النقل، ندرة الأقسام المدرسية وبعد الإعدادية عن الدواوير، ثم الفقر والعطش نتيجة حرمان مجموعة من الدواوير بهذه الجماعة من التزود بالماء الصالح للشرب، كل هذه الظروف تحد من طموح هؤلاء الأطفال اليافعين ويعرقل مسيرتهم الدراسية؛ وبالتالي يحدد مهامهم في مساعدة الأسرة على مواجهة هذه الظروف إما بخفض المصاريف بالتخلي عن الدراسة أو إعانة الأسرة في الأشغال اليومية كرعي الماشية وتوفير الحاجيات من الماء والحطب. خلال زيارتنا الاستطلاعية بداية فصل الصيف لدوار بن سميدة وكذا الدواوير المحيطة لمسنا بؤس المنطقة وافتقارها لمقومات الحياة الكريمة وهشاشة بنيتها التحتية ومع ذلك فسكانها أناس طيبون بسطاء، لا تغادر الابتسامة محياهم رغم ظروف عيشهم القاسية. ويزيد انعدام وسائل النقل في تفاقم مشاكلهم اليومية، إذ يعتمدون في التنقل من الدواوير إلى الجماعة على (الخطافة) و(المقاتلات) كما يحلو لسكان المنطقة تسميتها، وهي سيارات من نوع بوجو 305 و505. يتوفر دوار بن سميدة، شأنه شأن باقي الدواوير، على خطاف وحيد وهو يعمل في ميدان النقل العمومي بدون ترخيص من وزارة النقل: حيث يعتمد عليه سكان الدوار للتنقل لقضاء مصالحهم الروتينية اليومية والأسبوعية وكذا الطارئة ولنقل أبنائهم وبناتهم إلى الإعدادية، حيث يتجمع الأطفال منذ السادسة صباحا في مكان معين بدوار أولاد ميمونة، وهو نقطة اتصال تربط مجموعة من الدواوير بالإضافة إلى دوار بن سميدة، حيث يلتحق بهم (الخطاف) لينقلهم إلى الإعدادية بالمركز. يوضح محمد في العقد الخامس: «كل التلاميذ ينطلقون ويعودون في وقت واحد ولو تفاوتت مواعيد دخولهم وخروجهم من الإعدادية لعدة ساعات... أحيانا لا يعودون حتى الساعة الحادية عشرة، يبقون مجتمعين بباب الإعدادية في انتظار (الخطاف) حتى ينتهي من عمله لينقلهم إلى نقطة الانطلاق، وعليهم بعد ذلك قطع مسافة قد تفوق كيلومترين ونصف سيرا على الأقدام في مسالك وعرة، كما يظلون يومهم بأكمله ببطون فارغة إلا من كسرة خبز أو يتزودون بدرهم أو درهمين لشراء بسكوي». ويضيف: «لم يتعلم آباؤنا ولم نتعلم نحن، وأبناؤنا أيضا يحرمون من التعلم بسبب الفقر وانعدام النقل وانعدام الإنارة العمومية وصعوبة المسالك وبعد الدواوير وتشتتها». تقول الجدة فاطمة: «نحن منفيون ومنسيون هنا لا ماء ولا نقل ولا إنارة بالمسالك. في فصل الشتاء ننقطع عن الاتصال بالعالم. ولولا توفرنا على تلفزيونات لما علمنا شيئا مما يجري في المغرب وفي العالم... لا مسالك معبدة ومكهربة ولا طريق ولا نقل ولا سيارات أجرة ولا حافلات موجودة. لدينا فقط مقاتلة وحيدة وخطاف وحيد في الدوار هو من يربط بيننا وبين العالم الذي هو المركز بالجماعة. نحن نعتمد على هذا (الخطاف) في نقل أطفالنا إلى الإعدادية الموجودة بهذا المركز، وهو الذي ينقل رجالنا إلى السوق الأسبوعي للتسوق وللتزود بالمؤونة الضرورية، وهو من ينقل مرضانا إلى المستوصف بالمركز أيضا. لقد تم حجز سيارته ووثائقها ورخصة السياقة لأكثر من شهرين، فتعطلت أحوال الناس بتعطله عن العمل، وساءت أحوال الدوار بعد أن ساءت أحوال هذا الخطاف. لقد حكم علينا رجال الدرك بالموت جوعا عندما احتجزوا وثائقه، كما حكموا على أطفالنا بالجهل، حيث انقطعوا عن الدراسة مرغمين بسبب حجز وثائق السائق الوحيد بالدوار. تضيف: «تتفطر قلوبنا من الألم ونحن نرى بناتنا وأبنائنا يبكون كل صباح رغبة في متابعة الدراسة ولهفة على مدرستهم وهم يعانقون كتبهم ومحافظهم ويلحون علينا للعودة إلى المدرسة». يوضح حسن الذي انقطعت ابنته حبيبة عن الدراسة بعد نجاحها بتفوق في القسم السادس: «كان الخطاف ينقل الأطفال مقابل 20 درهما للتلميذ 10 دراهم ذهابا ومثلها إيابا. كان أبناؤنا يعانون وكنا نعاني معهم بسبب العوز، 20 درهما يوميا للطفل من أجل التنقل ليست سهلة... وما بالك إذا كانت الأسرة تتوفر على أكثر من طفل في سن التمدرس، خصوصا مع انعدام الشغل وانعدام الماء واعتماد الدوار على ما تجود به السماء من مطر. إذن، لا بد أن تضحي كل أسرة بواحد أو اثنين من أبنائها يحرمان من الدراسة لخفض التكاليف وليساعدا في العمل اليومي في جلب الماء والحطب وفي رعي الغنم وغيرها من الأشغال المنزلية بالنسبة للفتيات. وفي فصل الصيف علينا شراء الماء لكي نشرب وعلى أبنائنا وبناتنا قطع كيلومترات للتزود من البئر أو من الدوار المجاور. أغلب الأسر بالدوار أرغمت أبناءها وبناتها على الانقطاع عن الدراسة لمساعدتها في التزود بالماء الصالح للشرب من سقايات الدواوير المجاورة التي تبعد عنا بكيلومترات». تقول الجدة فاطمة: «إذا أردت (اعدال) (سطل من الكاوتشو) من الماء عليك قضاء ساعتين مشيا في طريق وعر لجلب الماء. أبناؤنا وبناتنا يعانون من أجل تزويدنا بالماء. الدوار به بئر وحيدة تجف فلا يبقى فيها إلا الوحل نسقي منها الماشية ونشرب منها نحن كذلك والضغط عليها كبير جدا. عندما تقرر تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب فرحنا، لكن صدمتنا كانت كبيرة عندما استفادت الدواوير التي قبلنا والتي بعدنا واستثنينا نحن الذين نوجد في الوسط. لا أفهم لماذا استثنينا من التزود بالماء... إننا عطشى والماء حولنا. لكن ما نخافه هو أزمة الماء خلال شهر رمضان، حيث المعاناة ستكون أشد وأقوى مع اشتداد موجة الحرارة». يضيف محمد: «الدواوير بالمنطقة محرومة من كل شيء ودوار بن سميدة أكثرها حرمانا، يضم حوالي 50 أسرة جلها يستقر أو يعمل بالمدن المجاورة هربا من العطش والعزلة، يعيش مشاكل متعددة كانعدام الإنارة والماء الصالح للشرب، حتى المستوصف الموجود بالدوار والذي سعى لإنشائه الوالي السابق منذ 5 سنوات والذي سمي على اسم الأميرة لالة خديجة لم يفتح أبوابه إلى اليوم. حتى وزارة الصحة لا علم لها به. إذ لم يتم التنسيق مع وزارة الصحة لا قبل ولا بعد بنائه. يبعد عن الدوار ب 3 كيلومترات ترك مهجورا لا يفتح إلا خلال الحملات الطبية... به مسكن للطبيب وآخر للممرض، لكن بدون تجهيزات ولا أطر، على وزارة الصحة أن تجهزه وتخصص له أطرا ليتم تخفيف المعاناة عن السكان الذين يضطرون لقطع مسافة تفوق 30 كيلومترا بالإضافة إلى مصاريف التنقل لكي يصلوا إلى المستوصف. ونظرا لبعد المركز الصحي للجماعة عن الدواوير، فإن النساء يلدن في الطريق كما يموت الأطفال الذين يصابون بلسعات العقارب قبل الوصول إليه». بعد هذه الجولة الاستطلاعية بدوار بن سميدة المنعزل والذي يعاني من الخصاص في كل شيء، مثله مثل مجموعة من الدواوير المحيطة به والتابعة لجماعة سيدي محمد بن رحال، قررنا زيارة المستوصف ومقر الجماعة بالمركز. عبرنا طريقا وعرة تشق ثلة صخرية يمر عبرها مجرى مائي لعين بلمسك، وهو عبارة عن جدول بطيء الجريان على وشك أن تجف مياهه. مررنا بمجموعة من النسوة أحطن بجانبي الجدول ينظفن الغسيل، كانت أكوام الغسيل المنظف وغير المنظف متكدسة قربهن، بينما أوقفت عربة نقل تقليدية على بعد أمتار منهن وقد حرر البغل الذي يجرها وانطلق يرعى في الخلاء في انتظار تنظيف الغسيل الجماعي ثم نقله وصاحباته. تجاوزت سيارتنا هؤلاء النسوة بحوالي عشرات الأمتار بمحاذاة الجدول، فوجدنا ثلاث فتيات قد حللن هن أيضا بالجدول منذ الصباح الباكر لتنظيف أكوام من الملابس والأغطية المتسخة. كانت الملابس المغسولة مكومة وموضوعة جانبا على مجموعة من الأحجار الصخرية قرب الجدول. بينما كانت الأغطية المتسخة وسط الماء، وكانت الفتيات الثلاث يفركنها تحت أقدامهن في المياه الجارية عبر الجدول وقد طوين سراويلهن حتى الركب لكي لا تبتل. كن منهمكات في عملية التنظيف وفي نفس الوقت يتبادلن أطراف الحديث فتتعالى أصواتهن وضحكاتهن بين الفينة والأخرى. عندما أوقفنا سيارتنا بالقرب منهن، انتبهن إلينا واستدرن نحونا مستطلعات. بعد التحية، سألناهن عن أسمائهن: حكيمة، حسناء وفاطمة تتراوح أعمارهن مابين 13 و17 سنة انقطعن عن الدراسة بسبب ظروف عيش أسرهن وبعد الإعدادية عن الدوار، إذ تقع بالمركز بجماعة سيدي محمد بن رحال، على بعد 30 كيلومترا، مما يجعل التلاميذ من الإناث والذكور مضطرين لقطع هذه المسافة ذهابا وإيابا، ويكون الأمر خطيرا في فصل الشتاء، حيث يحل الظلام باكرا. تقول حسناء: «انقطعت عن الدراسة بسبب انعدام النقل وغلاء مصاريفه التي لم يتحملها والدي. بطبيعة الحال، كنت أتمنى أن أكمل دراستي، فالمدرسة هي «عقلي». لكن نظرا لأنه ليست هناك أية مساعدة تماما لا من الجماعة ولا من الوزارة ولا من الدولة، وليس لدينا جمعيات كما نرى في التلفزة لتساعدنا على حل مشاكلنا ومشاكل دوارنا، فقد اضطر أغلبنا مرغمات إلى ترك المدرسة. إننا نعيش في فراغ مهول لا جمعية نسوية ولا نادي نسوي أو رياضي... لا شيء نشغل به أنفسنا ونمضي فيه وقتنا ويومنا الطويل والممل». قلت لهن: «لما تنظفن الغسيل في الوادي، هذا فيه إضرار بالبيئة؟» أجابت كبراهن: «لأن دوارنا غير مزود بالماء الصالح للشرب، وعلينا قطع 4 إلى 5 كيلومترات لجلب «اعدالين» من الماء من الساقية الموجودة بالدوار القريب منا وهما لا يكفياننا حتى للشرب والطبخ اليومي. وعند توديعنا لهن دعتنا حسناء لزيارة بيت أسرتها لاستضافتنا وألحت في ذلك، لكننا اعتذرنا وغادرنا الدوار قاصدين المستوصف الذي لا يحمل من خدمات وتجهيزات المستوصف إلا الاسم... تقول إحدى المواطنات: «نقطع أكثر من 30 كيلومترا ونتحمل متاعب الطريق ومصاريف النقل ونقضي اليوم كله هنا في المستوصف دون فائدة... نأتي بغية تلقيح أبنائنا، لكن يقال لنا عودي في الغد. لا يمكن أن نفتح القنينة من أجل طفل وحيد، بل حتى يكون هناك 8 أطفال. أما إذا أصيب أطفالنا بجروح أو حمى فلا تقدم لهم الإسعافات أو الأدوية حتى نؤدي 10 إلى 20 درهما. ودوما تقدم لنا الوصفة الطبية لشراء الدواء من الصيدلية بدعوى انعدام وجود الأدوية». تضيف أخرى: «حتى آلة قياس الضغط معطلة». ويوضح أحد موظفي المستوصف: «إن المشكل الكبير يتجلى في قسم الولادة، حيث لم يتم تفعيل دار الولادة، فليس هناك لا فحص ولا توليد. كما أن الحراسة غير متوفرة، نقص في التجهيزات وفي الأطر، مولدتان وحيدتان هما في إجازة: واحدة في إجازة مرضية، نظرا لإصابتها بكسر في يدها. والثانية في إجازة ولادة. وقد بلغ طفلها سنتين ولم تلتحق بعد بعملها». عندما علمت الطبيبة الرئيسية بوجودنا بالمستوصف، قصدتنا في حالة هيجان هستيرية رافضة دخولنا أو حديثنا لا مع الموظفين ولا مع المواطنين الوافدين على المركز. ورفضت الحديث معنا بدون ترخيص من مندوب الصحة بمدينة سطات. واتصلت بالمندوب الذي أمرها أن تخبرنا بالانتقال من الجماعة إلى مدينة سطات للحصول على معلومات. ولتيسير عملنا طلبنا منها تزويدنا برقم هاتفه لمحادثته بدل الانتقال إلى سطات. لكنها رفضت. خرجنا من المستوصف، فتبعنا الوافدون عليه من النساء والرجال يشتكون من سوء المعاملة ومن النقص في الأدوية وتعطل التجهيزات حتى أبسطها وغياب المولدة وانعدام المتابعة الطبية للحوامل ومشكل النقل من وإلى المستوصف بدون جدوى ومصاريف ذلك التي تثقل كاهل المرضى وأسرهم... خلال زيارتنا لمقر الجماعة رافقنا أحد أبناء دوار بن سميدة وكان خلال الطريق يحدثنا عن معاناة السكان بسبب الخصاص في الماء وما يعانونه يوميا من عطش وعذاب لجلب ما يطفئون به عطشهم وعطش بهائمهم. ويحثنا على طرح المشكل على رئيس الجماعة، يقول موضحا: «راسلنا المكتب الوطني للماء الشروب وتقدمنا بطلب أول في شهر شتنبر سنة 2012 وثاني في شهر دجنبر من نفس السنة. وحل مهندس المكتب الوطني للماء الشروب بالدوار وأنجزت دراسة لتزويد الدوار بالماء الشروب، لكن المكتب أخبرنا أن على الجماعة التكفل بمصاريف إنجاز المشروع. وعندما توجهنا إلى رئيس الجماعة أخبرنا أن الجماعة لا تملك ميزانية لتنفيذ مشروع الدراسة. فعدنا إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، حيث اقترح علينا أن يمول سكان الدوار العملية على شرط أن يقوم بذلك مقاول يختاره هذا المكتب حتى يتم احترام المعايير التي يضعها ويحددها. وطلبنا منه تسليمنا بيانا تقديريا لتكلفة تزويد الدوار بالماء والتي حددها في 3987, 83 درهما». وعن تكلفة إنجاز مشروع تزويد الدواوير التابعة لجماعة سيدي محمد بن رحال بالماء، والتي يبلغ عددها 52 دوارا، يوضح الكاتب العام بجماعة سيدي محمد بن رحال: «بالنسبة لتمويل وإنجاز مشروع تزويد دواوير الجماعة القروية سيدي محمد بن رحال بالماء، فقد تم في إطار اتفاقية شراكة بين الجماعة والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب. وقد حددت كلفة المشروع الإجمالية في 18.000.000,00 درهم (ثمانية عشر مليون درهم). وكان تمويل المشروع بشراكة بين المكتب والجماعة وبمساهمة السكان المستفيدين، حيث حددت مساهمة الجماعة بنسبة 15% من كلفة المشروع، أي بما قدره 2.700.000,00 درهم (مليونين وسبعمائة ألف درهم)، ومساهمة السكان المستفيدين 500 درهم (خمسمائة درهم) للأسرة. بينما يتحمل المكتب الوطني للكهرباء الفارق المتبقي من كلفة المشروع». ويضيف الكاتب العام: «بالنسبة لمساهمة الأسر، والتي حددت في مبلغ 500 درهم للأسرة، فلم يتم أداؤها لحد الساعة». وعن مشاكل الجماعة وسكانها يقول رئيسها حميد مولين: «الماء والإنارة العمومية يمثلان ضغطا كبيرا ومشكلا يوميا تعاني منه الجماعة وسكانها. هناك أيضا مشكل الأزبال، إذ ليس هناك مطرح وهناك أيضا مشكل الواد الحار. وهذان مشكلان يتفاقمان مع توسع الجماعة، وهما من الأولويات المطروحة في البرامج الموضوعة والمخصصة للجماعة وهناك أيضا مشكل الطرق... ومن المنتظر أن تستفيد الجماعة من 4 إلى 5 طرق لربطها بباقي المناطق. وبخصوص تزويد دوار بن سميدة بالماء الصالح للشرب، فإننا نعمل جاهدين مع المكتب الوطني للماء والكهرباء من أجل تنفيذ ذلك في القريب العاجل».