ينطلق الموسم الرياضي خلال الأيام القليلة المقبلة, وكل الجامعات الرياضية المغربية بدأت تجهز وتعد لافتتاح موسمها الجديد, وتحديدا جامعة كرة القدم التي بالرغم من أنها ما تزال تعيش وضعا غامضا وصعبا برحيل رئيسها وعجزها عن عقد جمعها العام, فكل الأخبار تفيد أن بطولتها الاحترافية وكذا بطولة القسم الوطني الثاني قد حدد لها 23 من شهر غشت الجاري موعدا لانطلاقتهما, وعلى هذا الأساس, أصبح من المعلوم والظاهر أن متدخلين آخرين يشاركون بحضورهم في تقديم الخدمة الرياضية والمساهمة بشكل فعال في إنجاح هذه البطولة أو تلك, والأمر يتعلق هنا بالنقل التلفزي والمواكبة الإذاعية. في هذا السياق, يطرح السؤال حول ماذا أعدت محطاتنا الإذاعية والتلفزية للقيام بدورها الإعلامي في مواكبة مختلف البطولات الوطنية؟ وهل سيتم مرة أخرى التركيز على كرة القدم فقط وإغفال باقي الأنواع الرياضية؟ وهل سيستمر تهميش غالبية الرياضات على حساب منح كرة القدم أغلب ساعات البث المخصصة للرياضة؟ أسئلة لن يتيه المتتبع في الحصول على أجوبة لها, فالجميع يترقب لجوء محطاتنا الخاصة والعمومية لنفس أسلوبها في تغطية الأحداث الرياضية, إذ لم نسمع عن أية إجراءات ولا عن أية مخططات للسمعي البصري المغربي تفيد أن هناك استعداد لتطوير العمل,. أو تغيير ما اعتاده المشاهد والمستمع وتقديم الأفضل مستقبلا. لم نسمع عن تحرك كل هذه المنابر السمعية البصرية بتنظيم دورات تكوينية لصحفييها أو للمتعاونين والمراسلين, لم نسمع عن تجهيزات جديدة وآليات متطورة تلج هذه الإذاعة أو هذه التلفزة.. هناك ركود وجمود والجميع ينتظر افتتاح الموسم الرياضي لمعاودة العمل من جديد على نفس الخط ونفس الصورة والصوت. ولا نستبعد أن الرجوع لنفس الطريقة في العمل, من المؤكد أنها ستعيد نفس الأخطاء المرتكبة والتي لا تضر فقذ بصورة إعلامنا السمعي البصري فحسب, بل وتضر في نفس الوقت بمنظومتنا الرياضية وتؤثر على سيرها بشكل سلبي. في نفس السياق, هل ستعود محطاتنا الإذاعية, سيما الخاصة منها, في نهج نفس أسلوب اشتغالها المعتاد؟ هل ستعتمد بعضها كما تابعنا في المواسم السابقة, الشعبوية والإشاعة والأخبار غير المتيقن منها لاستمالة الآذان؟ هل ستعتم, بعضها, على مراسلين لم يتلقوا أي تكوين, كما لا يتلقوا أي مقابل ويعملون بالمجان, في تغطية الأحداث ونشر الأخبار؟ وهل ستعتمد تلفزتنا, خاصة قناة (الرياضية) على نفس الوجوه من (المحللين) الذين يفقتر معظمهم لأية ثقافة رياضية, ولا يأتون إلى الستوديوهات إلا لتصريف مكامن ذواتهم أو لأجل تلميع سيرهم الذاتية؟ وهل ستغيب مرة أخرى البرامج الرياضية التي تحمل قيمة فكرية وثقافية تفيد المتلقي والممارس على حد سواء؟ هي أيام قليلة على افتتاح الموسم الرياضي, كل الأندية تجتهد في تغيير جلدها وتطوير أداءها, فهل ستأخذ محطاتنا الإذاعية والتلفزية العبرة وتقرر أخير تطوير الأداء؟