شهد فضاء أورتو -جنان تاهلة عرض خمسة أفلام ومائدة مستديرة حول «السينما والذاكرة أية علاقة؟» من طرف جمعية أدرار للتنمية والبيئة في إطار أنشطتها الثقافية لشهر رمضان في جزئها الأول الذي امتد من 16 يوليوز 2013 إلى 21 يوليوز 2013 تحت شعار: «السينما في خدمة ذاكرة الشعوب». وقد تم عرض يوم 16 يوليوز 2013 فيلم «طيف نزار» للمخرج كمال كمال وبطولة عبد الكريم الدرقاوي، وهو من التجارب الأولى التي خاضها المخرج، حيث حاز من خلالها على جائزة أول عمل سينمائي خلال مهرجان خريبكة السينمائي. يحكي الفيلم عن الماضي المغربي في جانبه الأسود والذي سمي بسنوات الرصاص، وأيضا يسلط الضوء على تجربة اليسار بالمغرب وما لحفها من اعتقالات وانتهاك لحقوق الإنسان. يوم 17 يوليوز 2013 كان الموعد مع فيلم للمخرج أحمد بولان بعنوان «علي ربيعة والآخرون» الذي تطرق لقصة علي ربيعة، ومعه مجموعة أصدقاء وما عاشوه خلال سنوات السبعينيات، إلى أن تقبض الشرطة على واحد منهم بسبب نشاطه السياسي، لكن المعتقل يعمل على إيهام الشرطة أن علي ربيعة هو المسؤول عن التنظيم كي يبرئ نفسه، ليتم تم القبض على علي. ليحاكم ويسجن 20 عاماً، يخرج ليجد نفسه أمام عالم آخر لدى خروجه من السجن، ويقابل ربيعة وابنتها ويبدأ معهما حياة جديدة. وموازاة مع ذلك شهد فضاء أورتو مائدة مستديرة يوم 18 يوليوز بحضور الأستاذ حسان حجيج وعلي الإدريسي القيطوني الندوة التي كانت حول موضوع «السينما والذاكرة أية علاقة» قدم خلالها كرونولوجيا للأعمال السينمائية التي تطرقت للذاكرة من السبعينات، ومدى إنصافها للذاكرة الجماعية. واستمر أسبوع السنيما يوم 19 يوليوز 2013 بعرض فيلم «جوهرة، بنت الحبس» لمخرجه سعد الشرايبي، الفيلم الذي يعتبر من أهم الأفلام المغربية التي تطرقت لمحنة المعتقلين السياسيين ولعبت دورها منى فتو. وسرد الفيلم قصصا واقعية حدثت بمدينة الدارالبيضاء حول مراقبة أجهزة الاستخبارات المغربية آنذاك للنوادي السينمائية للطلاب واعتقالهم لأدنى الأسباب بتهم سياسية. كما ثم عرض فيلم «درب مولاي الشريف» لحسن بنجلون، يوم السبت 20 يوليوز 2013، وهو فيلم يحكي قصة عن الغرفة السوداء أو «درب مولاي الشريف» كما أسماه مخرجه حسن بنجلون ومن بطولة محمد نظيف وحنان الإبراهيمي. هو أول عمل سينمائي تطرق لقضية جد حساسة في تاريخ المغرب بعد الاستقلال وهي مشاكل حقوق الإنسان في سبعينيات القرن الماضي «سنوات الرصاص» في المغرب وعن المعتقلين السياسيين. وقصة الفيلم مستوحاة من رواية من قصة حقيقية لجواد مديدش المعتقل السياسي السابق. وصورت مشاهد الفيلم في سجن حقيقي مثل فيه مشاهد التعذيب التي تعرض لها السجناء السياسيون بالمعتقل السري بدرب مولاي شريف بمدينة الدارالبيضاء مما جعل الفيلم أكثر مصداقية وخول له الفوز بعدة جوائز بمهرجانات داخل وخارج المغرب. واختتاما لأسبوع السينما تم عرض فيلم للجلالي فرحاتي يوم الأحد 21 يوليوز 2013 تحت عنوان «ذاكرة معتقلة» ويحكى الفيلم قصة معتقل سياسي يدعى «المختار العلواني» التي جسدها الممثل الجيلالي فرحاتي، وقصته تتحدث عن فقدانه للذاكرة أثناء دخوله السجن لمدة طويلة، فلم يعد يذكر تفاصيل حياته الأولى خارج السجن إلا من خلال بعض الصور من غياهب الذاكرة المعتقلة التي تجعله يستعيد حدث اعتقاله أثناء وجوده بالمدرسة، كما ظلت صورة وشايته برفاقه تعذبه طيلة الفيلم وتدفعه إلى إحاطة ذاته بسياج من الغموض.