1) أين هي القضية الوطنية المغربية الاولى في السينما المغربية ؟ لا شك أن أهم قضية وطنية على الإطلاق حاليا عند المغاربة هي قضية الصحراء المغربية التي عايشها المغاربة منذ بداية السبعينات بحماس ووطنية والتي نظم من أجلها المغفور له الحسن الثاني ملك المغرب آنذاك أكبر مسيرة شعبية سلمية خلال القرن العشرين اعتبرت ملحمة القرن ومعجزته ، شارك فيها 350 ألف مغربي عشرهم من النساء في 6 نونبر1975 ، مخترقين الحدود الوهمية الاسبانية التي كانت تفصل المغرب عن صحرائه بعد أن أقرت محكمة العدل الدولية بلاهاي روابط البيعة بين الصحراويين والملوك المغاربة في الماضي...ولكن في هذه المرحلة شهدت القضية بعدا آخر بدخول أطراف في القضية مثل جبهة البوليزاريو المدعمة ماديا ومعنويا من طرف الجزائر وليبيا وكوبا وغيرها وهو ما عقد القضية وجعل النزاع حول الصحراء يبدأ عسكريا بين الأطراف المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر. وبعد ذلك تطرح القضية ضمن ملفات الأممالمتحدة المعقدة .والتي لا زالت لم تجد حلا لحد الآن. وهنا نتساءل عن السبب الذي غيب المسيرة الخضراء وقضية الصحراء عن السينما المغربية . لا شك أن موقف الدولة المسالم من القضية له مسؤوليتة في ذلك ، لأن المهتمين بالسينما يعلمون تمام العلم أن هذا الموضوع يثير حساسيات بين عدد كبير من الدول المعنية بالقضية كالمغرب و الجزائر وموريتانيا واسبانيا غيرها.واثارته قد تخلق عراقيل وحزازات وربما لمناورات عسكرية ،في وقت يسعى المغرب جاهدا لتجاوز الخلافات وتجنب كل ما يثيرها. وقد فهم السينمائيون المغاربة ذلك فسكتوا عن الموضوع رغم كونه لب القضايا الوطنية المغربية ، وذلك ليس عجزا منهم أو تهاونا وإنما مساهمة واعية في تجنب كل ما يمكنه اشعال الفتنة والحرب بين الجيران الذين تجمعهم أواصر العرق والدين والنسب والتاريخ كالجزائر وليبيا.أوالتاريخ والمصالح الاقتصادية والجوار كاسبانيا بالتحديد. لذلك لا نجد الا شريطا وثائقيا هو"تندوف قصة مكلومين" لربيع الجوهري. ولكن ومع الأسف الشديد ، لوحظ أن جهات معادية للمغرب أصبحت تنتج أفلاما تتبنى أطروحة المرتزقة مصورة بتندوف وتشارك بها في مهرجانات عالمية في الوقت الذي تفرغ خزينتنا من أفلام ترد الإعتبار للمغرب وحقوقه الشرعية في صحرائه ... وهذا يتطلب من المخرجين والمسؤولين عن الإنتاج السينمائي المغربي التفكير في مواجهة هذا التحدي العدائي بتحدي في مستوى الإنتظارات السياسية المأمولة.مع التحلي دائما بالحكمة لكن دون السماح في حقنا الشرعي والسماح لأعدائنا بحرب باردة نتائجها وخيمة ، وهذا شبيه بالسياسة التي اتبعتها إسرائيل في استدرار دموع العالم باختلاق كذبة الشعب المظلوم. فمتى ننتبه للخطر ؟؟؟؟ 2) السينما المغربية تدخل السجن في سنوات الرصاص عاش المغرب حقبة تاريخية حرجة اتسمت بشد الحبل بين الأجهزة الأمنية وكل من سار على درب أو تيار يخالف أو ينتقد مسار الدولة وتوجهاتها الايديولوجية، في فترة السبعينات والثمانينات حيث شنت آنداك حملات اعتقال واسعة في صفوف المعارضين للنظام السياسي المغربي وسميت هذه المرحلة بسنوات الرصاص. حيث تم سجن المعارضين أو المتورطين في سجون قاسية مورست عليهم أصناف من التعديب النفسي والبدني بشكل تجاوز القانون في كثير من الأحيان ، وهو ما أقرته الدولة ففكرت في جبر الضرر وإعادة الإعتبار لهؤلاء الضحايا بأمر من ملك المغرب الشاب المتفتح الحقوقي الذي أسس هيئة الإنصاف والمصالحة .التي أدخلت في عمق اختصاصها فتح ملفات هؤلاء السجناء القدامى . وعقد جلسات انصات لهم يحكون ما تعرضوا له من قهر وتعديب بكل حرية وأمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية بكل صراحة وحرية ، بشكل لم يوجد له مثيل في العالم العربي ولا حتى في عدد من الدول الغربية.ثم تقرر الهيئة سبل جبر الضرر ماديا ومعنويا بشكل يعيد الإعتبار لهذه الفئات. وهذه القفزة الكبيرة في مجال حريات التعبير شجعت المخرجين المغاربة تبني عدد من قصص الضحايا الحقيقية ومزجها في أعمال درامية سينمائية شجاعة، وهو ما دفع بهم الى اقتحام دهاليز السجن والنبش في الذاكرة المكلومة ، ورسم خطوطها الدموية على فضاء الشاشة الكبرى، وهو ما لم يكن ممكنا سابقا بحضور مقص رقابة المركز السينمائي علاوة على متابعة السلطة.فبناءا على ظهير7 يناير 1940 فانه لا يمكن إدخال أو تصوير أو استغلال شريط بالمغرب إلا بإذن مسبق مسلم من لجنة مراقبة الأفلام .و حصول المخرجين على ترخيص من الدولة لتمثيل المرحلة كان مرهونا إلى حد بعيد بحذف بعض المشاهد التي تتناول مؤسسات رسمية كالأمن والدفاع والقضاء وغيرها . وهكذا بدأ السينمائيون المغاربة يتناولون موضوع السجناء بنوع من الحذر النسبي خصوصا وأن عددا من المتورطين في الموضوع لا زالوا أحياء سواء من السجناء أو السجانين .كما أن الفترة المقصودة تمتد في مرحلة الأسرة العلوية الشريفة التي يدخلها المغاربة ككل في عمق المقدسات. وهكذا ظهرشريط "درب مولاي علي الشريف" أو العلبة السوداء ،للمخرج المغربي حسن بنجلون الذي حصل على عدة جوائز سواء داخل المغرب أو خارجه. في نفس السياق يأتي فيلم ثان للمخرج المغربي سعد الشرايبي 'جوهرة' الذي تناول فضاء السجن كمؤسسة عقابية تنعدم فيها أبسط شروط الكرامة الإنسانية. ثم فيلم "ذاكرة معتقلة" للمخرج الجيلالي فرحاتي وفلم و"منى صابر"الذي أنتج سنة2000 للمخرج عبد الحي العراقي ،وفيلم "ثابت أو غير ثابت"للمخرج نبيل لحلو والذي يحكي عن عميد شرطة سابق في المخابرات المغربية، يقوم باستغلال مركزه الوظيفي لإرضاء نزواته ورغباته الجنسية وتم إعدام ثابت العميد الممتاز لجهاز الاستعلامات العامة بتاريخ 15 مارس 1993، بعد إدانته بممارسة الجنس مع حوالي 500 امرأة وفتاة قاصر وتصوير جميع أفعاله الجنسية التي كان يمارسها مع النساء والفتيات، لقد تناول الفيلم وفي جرأة نادرة في تاريخ السينما المغربية، مرحلة اعتقال هذا العميد والمدة التي قضاها في السجن قبل تنفيذ حكم الإعدام الصادر في حقه. وهناك شريط "شاهدت اغتيال بنيركة الذي انتج في بداية التسعينات . والحكم على هذه الأعمال يمزج بين ميزة وجودة الجرأة وضعف البناء السينمائي الذي يدفع المخرجين الى الرمزية والحوار بعيدا عن التناول الفني بالصورة المعبرة عن المأساة ، وهو ما يدفعنا عنوة الى استحضار أعمال غربية رائعة تناولت مواضيع السجناء بطرق سينمائية ابداعية خلدتها كالافلام التي فضحت مظاهر التعديب والقهر والظلم في سجون رهيبة مثل (كولديتز)و(سوبيبورك) و(الكاتراس)ومشاريع مشابهة سبقتها شهرتها كأفلام حول (كواتانامو) و(أبو غريب) 3) السينما المغربية في عمق الارهاب وتبنيها للإنتاجات العالمية المتعلقة به أهمها فيلم «الدارالبيضاء نهارا» (2004) لمصطفى الدرقاوي؛ و«ملائكة الشيطان» (2007) لأحمد بولان؛ وتدور أحداث الفيلم حول قضية هزت الرأي العام الوطني، والتي أصبحت معروفة ب"عبدة الشيطان " وفي نهاية الشريط يطلعنا المخرج بأنه في يوم الجمعة 16 ماي 2003 سيقوم أربعة عشر شابا بتفجير أربعة فضاءات بالدارالبيضاء في إشارة واضحة إلى تفجيرات العاصمة الاقتصادية . وهناك شريط «الطاكسي الأبيض» لجمال السويسي الذي يتعرض لنفس الموضوع؛ وهناك أيضا شريط الخطاف" للفنانة المغربية سميرة الهوارى، والفنان المصرى عصام كاريكا، وصبحى سلامة ، ، وتدور أحداثه حول مواجهة الإرهاب وتم تصوير مشاهده الخارجية فى إيطاليا، وتجسد سميرة الهوارى شخصية سيدة متزوجة من أحد الإرهابيين وتتم مطارداته من القاعدة بعد قتل زوجها للحصول على مستندات خطيرة تحتفظ بها وتدينهم فى عملياتهم الإرهابية مع المافيا. وقد أخرج محمد بنعزيز عام 2010 فيلم "قلب محطم" الذي يعالج قضية الإرهاب.و يحكي الفيلم قصة الانفجارات القاتلة التي حدثت يوم 16 مايو 2003 من خلال عيون إحدى ضحايا هذه الهجمات.كما يعتزم المخرج المغربي "أشرف بزناني" إنتاج أول فيلم عن تفجيرات مراكش الإرهابية. وذكر المخرج على صفحته على الفيسبوك أن الفيلم سيعتمد بعض ملامح العمل الإرهابي الذي استهدف مقهى "أركانة" بجامع الفنا. ويعتبر هذا الفيلم أول فيلم يتحدث عن الأعمال الإرهابية التي وقعت في المغرب كان أولها سلسلة تفجيرات 16 ماي 2003. وكان تفجير مقهى"أركانة" والذي أسفر عن مقتل 16 شخصا أغلبهم من السياح الفرنسيين وابن نائب مجلس "الدوما" الروسي، وإصابة 21 آخرين خلف استياءا كبيرا لدى جل المغاربة..ولا بد من الإشارة إلى أن ضعف الإمكانيات يجعل الموضوع ضعيفا جدا من الناحية الإبداعية تجعل المخرج يتناوله بشكل عرضي مؤسف يقلل من قيمة الشريط. ونظرا لبداية انتشار هذه الموجة من الافلام في السينما فقد حل نجما السينما الهندية علي سيف خان وكارينا كابور بالمغرب من أجل تصوير فيلمهما الجديد الذي يدور حول الإرهاب. يتناول موضوع الإرهاب في الهند ومنطقة جنوب آسيا. ويروج أنه سيتم تصوير شريط عالمي آخر عن مقتل بن لادن ، ربما سيتم إخراجه من قبل كاترين بيكلاو، يتم الاعداد لتصويره بالمغرب لأنه الأكثر حظاً لاستقطاب هذا الإنتاج الهوليودي الذي فيه من الجرأة ما فيه. الطيب بنعبيد خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة