بصدد الرؤية الإخراجية لحسن بنجلون "" "فين ماشي يا موشي" أو الحركة الكبرى لليهود المغاربة "فين ماشي يا موشي".. معالجة تاريخية فيلم "فين ماشي يا موشي" أو "إلى أين أنت ذاهب يا موشي" للمخرج حسن بن جلون، يتعرض إلى قضية هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل، أو الحركة الكبرى لليهود المغاربة. وتنحو الكتابة السينمائية عند المخرج المغربي حسن بنجلون منحى توثيقي، في فيلم "فين ماشي ياموشي" / "الحانة" من خلال النبش في ريبرتوار التاريخ الحديث لمظاهر حياة اليهود المغاربة في المرحلة التي أعقبت استقلال المغرب، وهي الفترة التي عرفت هجرة مكثفة / كبرى لليهود المغاربة في اتجاه إسرائيل بالدرجة الأولى وتأتي وجهة أوربا في الدرجة الثانية، ككندا وفرنسا وغيره. ولعل ما يميز المعالجة الفيلمية أو المقاربة السينمائية التي توسلها حسن بنجلون على مستوى الرؤية الإخراجية التي تؤطر تناوله لموضوع هجرة اليهود، هي توظيفه لتقنية الاستعادة عبر التذكر والحكي بالرجوع إلى وقائع وأحداث بعينها، كمتواليات سردية في صور ومشاهد تخدم البناء السينامائي ككل لفيلم "فين ماشي يا موشي".. وهو ما يقف عليه المهتم والناقد الفني وحتى المشاهد المتشبع بثقافة سينمائية عالمة، فالشريط ومنذ المشاهد الأولى يحكي عن هذه الهجرة ومعاناة الاستقبال الإسرائيلي لهؤلاء اليهود المغاربة. "فين ماشي يا موشي" يحكي قصة هجرة الكثير من اليهود المغاربة إلى إسرائيل في الستينيات، وبالضبط سنة 1963، بعد استقلال المغرب بسنوات قليلة، ويصور الفيلم أعدادًا كبيرة من اليهود يغادرون منطقة "أبي الجعد" بإقليم خريبكة وفي لقطات ومشاهد قوية يعرض الشريط لنشاط سماسرة من أجناس مختلفة في تهجير اليهود المغاربة، في الوقت الذي يرفض فيه يهود مغاربة آخرون الهجرة والابتعاد عن بلدهم المغرب مثل شخصية "شلومو" لاعتقادهم وإيمانهم الراسخ أنهم أبناء المغرب. كتابة سينمائية تسائل حقبة من تاريخ المغرب مسكوت عليها تناول المخرج المغربي حسن بنجلون سينمائيا لتيمة هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل، في فيلمه الجديد "فين ماشي ياموشي" بعد أعمال سابقة له، كان قد وقعها من قبيل فيلم "درب مولاي علي الشريف" وشريط "الغرفة السوداء" والتي أعتبرهما النقاد والباحثون في المشهد السينمائي المغربي، نقلة كبيرة في السينما المغربية وعلامة بارزة في فيلموغرافيا حسن بنجلون، والذي قارب فيهما المخرج ظاهرة الاعتقال السياسي أو ما اصطلح علي تسميته ب"سنوات الجمر والرصاص" في فترة السبعينيات جاء حسب تصريحات لحسن بنجلون وحوارات له مع الصحافة الوطنية وعبر استضافته في برامج ولقاءات تلفزيونية وفي ملتقايات سينمائية محلية، أن تلك حقبة من تاريخ المغرب مسكوت عليها، وهي أكبر هجرة عرفها تاريخ المغرب بحيث إن أزيد من 256 ألف يهودي مغربي هاجروا من المغرب، بالاضافة إلى أن المخرج حسن بنجلون كان يريد أن يحقق بهذا العمل رغبته سينمائيا في أن يتطرق لسنوات الستينيات فاختار موضوع في سنة 1963 يتعلق بموضوع اليهود المغاربة، بالاضافة إلى أن حسن بنجلون عاش هذه المرحلة كطفل في مدينة "سطات"، وكان له رفاق درب أطفال هاجروا ضمن هذه الأحداث. شارك في تقمص شخصيات فيلم "فين ماشي ياموشي" الدي أستغرقت مدة إنجازه ثلاث سنوات من البحث والإعداد وكتابة السيناريو والتصوير والمونتاج في ثلاثة بلدان (المغرب وفرنسا وكندا) ومجالسة مؤرخين مسلمين ويهود، إلى جانب الراحل عبد الرحيم بركاش الذي لم يكتب له أن يشاهد عرضه في القاعات السينمائية، كل من الممثل المقتدر حسن الصقلي ومحمد بن إبراهيم وصلاح الدين بنموسى وفاطمة الراكراكي، حمادي التونسي، عبد المالك أخميس، ربيع القاطي، وإلهام الوليدي وآخرون. فيلم "فين ماشي يا موشي"، حائز على جائزتي أحسن صورة وأحسن صوت خلال الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة..