الخصاص على مستوى قاعات العرض وغياب التجهيزات، ومشاكل تقنية وانقطاعات بالجملة عناوين بارزة ضمن فعاليات هذه الدورة "" اختتمت فعاليات مهرجان السينما والهجرة لأكادير في نسخته الخامسة ليلة أول أمس السبت، المهرجان الذي يتألق دورة بعد أخرى، وإن كان لا يضاهي من حيث الشهرة مهرجانات أخرى من قبيل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، فإنه يعكس بجلاء العمل الجاد لمجموعة من الفعاليات المحلية التي تطمح في أن تتألق مدينة الانبعاث على المستوى السينمائي من خلال العمل على تنظيم تظاهرة تكون غنية بأفلامها وجريئة في مناولة مجموعة من المواضيع الشائكة المتعلقة بالهجرة، نظرا للحساسية المرتبطة بتداول مثل تلك القضايا. وقد كانت هذه التظاهرة مناسبة للجمهور الأكاديري للإطلاع على مجموعة من الإبداعات السينمائية سواء تعلق الأمر بالأشرطة السينمائية المطولة أو القصيرة ومن بين الأفلام القصيرة، التي تم عرضها في إطار فعاليات المهرجان, فيلم "أنشودة عرائس البحر" لنوفل براوي, و"القميص الأزرق" لحفيظ بولحيان, و"الكسوة الحمراء" لمريم شتوان, و"تسامح" لعبد الله نهران, و"طاكسيفون" لهدى بن يامينة، إلى جانب تخصيص عروض للتعريف بتجربة بعض المبدعين المغاربة الشباب المقيمين في بلجيكا, جري خلالها تقديم مجموعة من الأعمال، أهمها "تذكرة سفر للجنة" للمهدي السالمي, و"خماري, حريتي" لمراد بوسيف, و"موعد في الجنة" للحسين وليل. وقد عرفت هذه الدورة, التي شارك فيها عدد مهم من السينمائيين المغاربة والأجانب, عرض مجموعة من الأفلام لأول مرة بأكادير, من بينها فيلم المخرج الجزائري جمال بنصالح "كان يا ما كان في باب الواد"، وفيلم "وداعا أمهات" للمغربي محمد إسماعيل، وفيلم "فين ماشي ياموشي" لحسن بنجلون، وفيلم "الحلم المغربي" لجمال بلمجدوب، و"الإسلام يا سلام" لسعد الشرايبي، و"في انتظار بازوليني" لداود أولاد السيد، و"عود الورد" للحسن زينون. وأفلام وثائقية في تيمة الهجرة، كما عرفت فعاليات هذا المهرجان, الذي يترأس دورته الحالية, إدريس اليزمي, رئيس المجلس الأعلى للهجرة, تنظيم ندوات وموائد مستديرة حول ظاهرة الهجرة من خلال علاقتها بالفن السابع، وبالتنمية وبحقوق الإنسان, انطلاقا من كون موضوع الهجرة له أبعاد متعددة منها ما هو اقتصادي, ومنها ما هو إنساني وسياسي أيضا، وذلك بتنسيق مع جامعة ابن زهر بأكادير. إلى جانب تكريم وجهين سينمائيين معروفين على الساحة الوطنية والدولية, وهما، المخرج محمد إسماعيل، والفنانة المغربية الأصل, ذات الجنسية الفرنسية, سعاد حميدو. وقد تميز حفل الافتتاح الذي احتضنت فعاليته القاعة المتعددة الاستعمالات بفندق الكثبان الرملية بالاستماع إلى كلمة عدد من الشخصيات الرسمية والفعاليات من أبرزها وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري، والوزير المنتدب المكلف بشؤون الهجرة، ورئيس جمعية المبادرة الثقافية ادريس مبارك، ورئيس الدورة الخامسة للمهرجان إدريس اليزمي, رئيس المجلس الأعلى للهجرة. حيث أكدوا جميعهم في مداخلاتهم على المكانة المتميزة الذي صار يحتلها هذا المهرجان الواعد دورة بعد أخرى، نظرا لخصوصية مناولته للمواضيع الخاصة بالهجرة، وقد أعربوا عن سعادتهم للمشاركة في فعالياته، والتي تعكس بجلاء الدور الذي صار يليه المغرب لقضايا المهاجرين المغاربة والقاطنين بديار المهجر، ولعل أكبر دليل على ذلك المبادرة الملكية الأخيرة والتي مكنت من تأسيس مجلس يعنى بقضايا المهاجرين المغاربة على اختلاف المناطق التي تحتضنهم في مختلف بقاع العالم. وقد تميز حفل الافتتاح بعرض فيلم "فين ماشي يا موشي" لحسن بنجلون، والذي استمتع الجمهور الحاضر بمشاهدة أحداثه والتي تؤرخ لفترة جد مهمة من تاريخ المغرب ألا وهي الفترة المرتبطة بوفاة الملك محمد الخامس والتهجير الجماعي لليهود المغاربة من مختلف مناطق المغرب نحو إسرائيل من خلال استحضار نموذج يهود منطقة أبي الجعد، كما يصور الفيلم مدى العلاقة الأخوية التي كانت تربط بين المغاربة المسلمين ونظرائهم اليهود، من خلال استعراض نماذج من تلك العلاقات الإنسانية والتي تعكس بجلاء تسامح المغاربة حكومة وشعبا مع مختلف الأقليات الدينية. وبعد انتهاء عرض فيلم الافتتاح تم تنظيم مؤدبة عشاء على شرف الحاضرين بأحد المركبات السياحية بمنطقة "أغروض" على الطريق الرابطة بين أكادير وإنزكان، ولعل الحدث الأبرز خلال أولى أيام هذا المهرجان هو منع رئيس الدورة الخامسة من المهرجان من ولوج المركب السياحي من طرف رجال الأمن الخاص، حيث اضطر رئيس الدورة ومن معه من مرافقين إلى الانتظار أمام البوابة، إلا أن كان تدخل رئيس جمعية المبادرة الثقافية إدريس مبارك، الذي نهر الحراس وعاتبهم على فعلتهم في حق رئيس الدورة، قبل أن يعتذر لهذا الأخير ومن معه. كما أن هذه الدورة تميزت بالإقبال الكبير على العروض من طرف محبي الفن السابع بالمدينة في ظل غياب قاعات سينمائية تستجيب لتطلعات الجمهور، اللهم قاعتين يتيمتين تفتقرن إلى أبسط التجهيزات الحديثة ما تمظهر بجلاء بعد توالى الانقطاعات نتيجة الأعطاب التقنية المتكررة كما كان الشأن بالنسبة لليومين الأول والثاني من فعاليات المهرجان.