احتجت النقابة الوطنية لمحترفي المسرح، فرع أكادير، على ما أسمته تهميش الفعاليات الفنية للمنطقة بشكل عام والأمازيغية بشكل خاص من طرف اللجنة المنظمة لمهرجان «السينما والهجرة»، موضحة في هذا الصدد أن الدورة الخامسة قد غيبت وجوها أمازيغية تحظى بحضور قوي على الساحة الوطنية، وكانت ستعطي للمهرجان الذي يسعى المنظمون لجعله موعدا بارزا داخل الأجندة الوطنية للمهرجانات الكبيرة قيمة مضافة. وقال عبد العزيز بوجعادة، الكاتب العام للفرع الجهوي، لذات النقابة في هذا الصدد: «لقد علمنا بخبر تنظيم هذا المهرجان في طبعته الخامسة فقط عن طريق وسائل الإعلام والدعايات الإشهارية»، وأضاف بوجعادة: «رغم الارتياح الذي سجله الفرع من تنظيم مثل هذه التظاهرات التي تسعى إلى تذويب الحدود والأفكار بين المجتمعات والأفراد باختلاف انتماءاتهم ولغاتهم وعقيدتهم، إلا أنه «سجل ببالغ الأسف احتقار الفنان المحلي من خلال إقصائه من المشاركة في فعاليات الدورة». وفي موضوع ذي صلة اعتبر عدد كبير من المهتمين ممن يتابعون المهرجان منذ سنته الأولى التي بدأت عام 2003 أن اختيار مكان العرض لم يكن موفقا، نظرا لكون قاعة سينما الصحراء صغيرة ولا تسمح تجهيزاتها العتيقة بمتابعة الأفلام في ظروف ملائمة. وفي سياق متصل، عبرت مجموعة من السينمائيين عن استيائهم الشديد لرداءة العروض التي تعرض خصوصا في القاعة المتواجدة بحي تالبورجت والتي تعود تجهيزاتها الفنية إلى مطلع السبعينات، وأجمع هؤلاء في تصريحات متفرقة ل«المساء» على أن غياب البنية التحتية من قاعات سينمائية مجهزة بأحدث آليات السمعي البصري بمدينة أكادير هو السبب في الكثير من المشاكل التقنية التي أفقدت الجمهور لذة الفرجة والمتابعة، وأغضبت جل المخرجين ممن عرضت أفلامهم في ظروف انعدام الصوت ورداءة الصورة، وقد وصل هذا الغضب، تضيف المصادر ذاتها، إلى أن أوقف جمال بلمحجوب عرض فيلمه «الحلم المغربي» في اليوم الثاني من المهرجان بعد تقطع الشريط داخل القاعة المذكورة أكثر من ثلاث مرات, معللا موقفه ذلك بكون ما يشاهده ليس فيلمه، في إشارة إلى كثرة التشوهات الفنية التي لحقته على مستوى الصوت والصورة. من جهة أخرى نفى عزيز العماري، مدير المهرجان، أن تكون اللجنة قد أقدمت على إقصاء جهة معينة بدليل تواجد كل الشرائح الفنية المحلية, مذكرا بأن الدورة الخامسة قد عرضت أفلام حفيظ بولحيان, عبد الله نهران ورشيد الهزمير، وكلهم مخرجون شباب من أكادير يقطنون بالمهجر. وعن أسباب اختيار اللجنة المنظمة للقاعة الحالية يرى المتحدث نفسه أن ذلك جاء كمساهمة من اللجنة في محاولة جادة، تروم رفع التهميش الذي يعرفه هذا الحي المتواجد بقلب المدينة وخلق دينامية ثقافية فنية قد تعيد إحياء ذاكرته التاريخية لدى ضيوف ومتتبعي برنامج فعاليات الدورة الخامسة لسينما الهجرة. يذكر أن هذا المهرجان عرض مجموعة من الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية تناولت ظاهرة الهجرة, كما كرمت فعاليات الدورة في اليوم الأخير كلا من المخرج المغربي محمد إسماعيل والممثلة سعاد حميدو، ابنة الممثل المغربي حميدو بنمسعود، الذي حظي هو الآخر بتكريم من المهرجان في وقت سابق, ويبقى الحدث البارز في هذه الدورة هو غياب نجم الكوميديا الفرنسية الفنان المغربي جاد المالح الذي أعلن المهرجان عن حضوره في وقت سابق.