احتضن نادي الصحافة بالرباط يوم الأربعاء 23 يناير 2013، وقائع المائدة المستديرة التي نظمتها مجموعة من الفعاليات المهنية وأخرى من المجتمع المدني وأخرى فعاليات فنية وثقافية، ذات الاهتمام المشترك بفضاء الإعلام السمعي البصري الوطني. وكان محور المائدة المستديرة «نحو تدبير تشاركي لإصلاح الإعلام العمومي». في بداية الجلسة تناول الكلمة محمد العوني مسير الندوة ورئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير مؤكدا على أن هذه المائدة نظمت من اجل فتح حوار واسع مع المهنيين والمهتمين بقطاع الإعلام السمعي البصري بغية بلورة رؤيا مشتركة وتجميع كل الطاقات للتعبير عن المواقف المشتركة التي تجسد لا محالة الوضع الراهن لهذا الإعلام المتسم بالتدهور والإختلال والإجترار. بعد ذلك تناول الكلمة رئيس المركز المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة الذي أكد أن التعرف على واقع هذه الحقوق ببلادنا يتطلب اجراء مقارنة مع بلدان المغرب العربي، وقد تبين من خلال مجموعة من الإحصائيات أن واقع هذه الحقوق ببلادنا لا زال يتخبط في العشوائية وبعيد كل البعد عما حققته البلدان المجاورة. وتدخلت بعد ذلك الطواسي فاطمة عن المركز المغربي لحقوق المؤلف واكدت أن الخروج من هذه الوضعية يتطلب اعادة هيكلة المكتب المغربي لحقوق المؤلفين وايجاد آليات لحماية المصنفات واعداد تقرير سنوي عن كل ما انجز في مجال حقوق المؤلفين. اما فيما يتعلق بانشاء شبكة للنهوض بالإعلام السمعي البصري العمومي، فإن هذا المركز يتمن فكرة انشاء الشبكة على اعتبار أنه سيكون بمثابة اطار قانوني للدفاع عن هذه الحقوق وتقديم افتراحات وقوانين من اجل تطويره وتنميته. مباشرة بعد ذلك تناول الكلمة ماهر ملاخ رئيس اتحاد شركات الإنتاج السمعي البصري وعبر عن تخوف هذه الشركات مما ستؤول اليه الأوضاع في حالة عدم مراعاة كل الإقتراحات والتصورات التي ابدتها هذه الشركات سواء في العديد من اللقاءات أو في لقائها مع وزير الإتصال وخاصة في ما يتعلق بتدبير ملف الإنتاج الدرامي والغير الدرامي وكفية التعامل مع الإنتاجات المعلقة. وبالنسبة لإنشاء الشبكة اكد رئيس اتحاد شركة الإنتاج السمعي البصري أنها خطوة نوعية تتطلب المزيد من التكتل في الوقت الذي يتطلب فيه القطاع توفير عين راصدة وتدبير تشاركي، وأن هذا التكتل من شأنه أن يجعل من هذه الشبكة قوة اقتراحية. وو في كلمته بإسم نقابة الفنان المحترف قال نائب رئيسها أن الوضع المتردي الذي وصل اليه هذا الإعلام السمعي البصري يهدد العديد من الفنانين مع العلم أن نية السيد وزير الإتصال ودفتر التحملات في واد والقائمين على هذا القطاع في واد آخر. وتدخل رئيس غرفة مبدعي الأفلام مؤكدا على أن الحل الوحيد للخروج بهذا القطاع الإعلامي السمعي البصري مما يعانيه ويهدده رهين باللجوء الى المحاكم لمقاضاة القائمين على هذا القطاع، واتى ببعض الإحصائيات استشهد بها لإبراز مدى خطورة الوضع والتي يمكن تلمنسها من خلال وجود الأشخاص التاليين في ازمة حقيقية خانقة : - 844 منتج - 188 مخرج - 2864 تقني - 18000 ممثل . اما نائب رئيس نقابة الكتاب المغاربة فقد عبر عن استعداد النقابة للمشاركة في شبكة النهوض بالإعلام السمعي البصري. والشيء نفسه عبر عنه رئيس المركز المغربي للثقافة والفنون العتيقة مؤكدا أن المجال عانى من غياب ثقافة تشاركية على مستوى التدبير وأن هناك هشاشة مفاهيمية كما انه أكد على ضرورة مقاربة الموضوع على مرحلتين قبل دفاتر التحملات وبعدها، وأكد أن دفاتر التحملات تضمنت كل شيء تقريبا لكن هناك ما هو غائب عنها وهي الجدوى. وفي تدخله اكد مصطفى الأبيض رئيس جمعية المدينة للثقافة والفنون أن هناك تهميش صارخ للموارد البشرية وللكفاءات المهنية وأكد على ضرورة التركيز مستقبلا على هذه الكافاءات وإعطائها ما تستحقه من عناية ورعاية مهنية خاصة جدا و ذلك في سبيل تقديم منتوج في المستوى لا يحط من قيمة وكرامة المواطنين والمبدعين على حد السواء. وفي تدخله قال مصطفى بنعلي رئيس الجمعية المغربية لحقوق المشاهد أن وضعية الإعلام السمعي البصري بالمغرب وضعية مقلقة جدا وبل كارثية ولا ترقى إلى مستوى الكفاءات المهنية والفنية المتوفرة وطنيا كما انها لا ترقى إلى مستوى تطلعات المشاهد المغربي. وتماشيا مع إهتمامات الجمعية أشار بنعلي إلى أن نسبة مشاهدة القنوات المغربية كارثية وأن اللجن التي اسست تفتقر الى المصداقية باعتبارها خصم وحكم في نفس الوقت، وتسائل عن ما هي القيم التي نريد انتاجها، وتحقيقا لهذه الغاية لا بد أن يمارس المجتمع سلطته الرقابية على التلفزة و لا بد من إحترام الثقافة المغربية و بالتالي المشاهد المغربي.