عقدت مجموعة من هيئات المجتمع المدني الفاعلة في المجالات الإعلامية والثقافية والحقوقية، عشية يوم الأربعاء 23 يناير 2013 في نادي الصحافة بالرباط، ندوة دراسية حول موضوع: «رهانات الإعلام السمعي البصري وتحدياته»، توجت باقتراح برنامج نضالي مكثف وتصعيدي ضد مسؤولي القطب العمومي. وانتقد أغلب المتدخلين السياسة المنتهجة من طرف الإعلام العمومي بالمغرب، والتي أنتجت تلفزيونا لا يليق بالمشاهدين المغاربة ولا برهانات مغرب الحداثة والحضارة؛ معبرين عن ضرورة خوض معركة مجتمعية حاسمة، تتخذ أشكالا متعددة من بينها الاعتصام الواسع أمام إدارة الإعلام العمومي السمعي البصري، من أجل دمقرطة هذا الإعلام حتى لا يبقى يفرض الرأي الواحد والثقافة الواحدة والفن الواحد وفق رؤية تدبيرية أحادية يشوبها كثير من الخلل والقصور. كما اعتبر المتدخلون الإعلان الأخير عن تعيين لجان انتقاء البرامج بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة «صورياد دوزيم» مثالا صارخا لعدم الاستجابة لمطالب إصلاح الإعلام العمومي، وتعارضاً مع شروط الشفافية والتشارك والابتعاد عن منطق الزبونية والمحاباة والانتهازية واستغلال النفوذ الذي ساد لسنوات عديدة. ورأى عدد من المتدخلين في اللقاء أن تلك اللجان تجسد حالة تناف صارخة لمقتضيات دفتر تحملات الشركتين المذكورتين، والتي تنص على أن العضوية في تلك اللجان تكون لممثلين عن الشركة وشخصيات مستقلة مؤهلة من خارجها، ولا يجوز أن يكون عضوا في اللجنة كل مستخدم في الشركة يشتغل في الإنتاج والبرمجة وكل شخص له بصفة مباشرة أو غير مباشرة علاقة تجارية مع الشركة في مجال الإنتاج أو كتابة السيناريو. وتحدث المجتمعون عن هجرة المشاهد المغربي الجماعية نحو القنوات الفضائية الأخرى، كما اعتبروا أن مسألة الهروب لم تعد تقتصر على الجمهور فقط، وإنما أصبحت تشمل كذلك شركات الإشهار المغربية التي اختارت قنوات أخرى (عربية) لتمرير وصلاتها الإشهارية، واستدل على ذلك بكثرة الإشهارات المغربية في قناة رياضية عربية تبث مباريات المنتخب المغربي لكرة القدم ضمن المنافسة الإفريقية الحالية، بالرغم من بث نفس المباريات على بعض القنوات الأرضية الوطنية، وهو أمر، يضيف نفس المتدخل، يستوجب تقديم استقالة جماعية لمسؤولي قنوات القطب العمومي معتبراً ذلك «كارثة وطنية». ولاحظ بعض الحاضرين أن تشكيلة اللجان بالصورة السيئة والمخيبة للآمال التي بدت عليها تندرج ضمن مخطط ممنهج من طرف مسؤولي قنوات القطب العمومي لإبقاء الوضع على ما هو عليه إذا ما تم حل هذه اللجان، حتى يبقى أمر تمديد عقود الشركات الحالية المستفيدة من الوضع الحالي ساريا إلى أجل غير مسمى. وانتهت الندوة الدراسية بتشكيل لجنة تحضيرية أنيطت بها مهمة الإعداد لتأسيس شبكة وطنية للنهوض بالإعلام السمعي البصري، وعبر الحاضرون عن اعتزازهم بالترحيب الواسع الذي لقيته المبادرة من مختلف الهيئات النقابية والجمعوية والمهنية التي اعتبرت شأن النهوض بالإعلام العمومي شأنا وطنيا وليس مركزيا أو فئويا، وأكدوا أن التشكيل المرتقب لهذه الشبكة سيكون خطوة حاسمة للوقوف في وجه التدبير السيء والغامض لهذا القطاع.
اللجنة التحضيرية للشبكة
جمعية مبدعي ومهنيي السمعي البصري بالمغرب. الجمعية المغربية لحقوق المشاهد. منظمة حريات الإعلام والتعبير. اتحاد شركات الإنتاج السمعي البصري. المركز المغربي للثقافة والفنون العريقة. جمعية إبداع بلادي. نقابة الكتاب المغاربة. المركز المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. النقابة المغربية للفنان المحترف.