اعتقلت القوات الإسرائيلية صباح أول أمس الأربعاء المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين من منزله بالقدسالمحتلة. و خضع المفتي للاستجواب لعدة ساعات قبل الإفراج عنه بزعم «الاشتباه بضلوعه في اضطرابات جرت الثلاثاء في باحة المسجد الأقصى». ونقل عن عائلة الشيخ حسين (65 عاما) أن عملية الاعتقال تمت قرابة الثامنة صباحا عندما قدمت سيارتا جيب عسكريتان إسرائيليان يستقلهما ضباط مخابرات إلى بيت المفتي في حي جبل المكبر، وطلبوا منه مرافقتهم إلى مركز المسكوبية للتحقيق. كما اعتقلت قوات الاحتلال رئيس لجنة المقابر الإسلامية بالقدس المهندس مصطفى أبو زهرة. وقال المتحدث باسم الشرطة إنه تم اقتياد المفتي الشيخ محمد حسين من منزله إلى مركز للشرطة لاستجوابه للاشتباه بضلوعه في الاضطرابات التي جرت الثلاثاء في باحة المسجد الأقصى. وردا على اعتقال المفتي، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل بإطلاق الشيخ حسين، منددا بتوقيفه واعتبر توقيفه «تحديا صارخا لحرية العبادة». كما ندد وزير الأوقاف الفلسطيني بالحكومة الفلسطينية بالضفة بحادثة الاعتقال التي وصفها بأنها اعتداء على الفلسطينيين جميعا لما يمثله المفتي بالنسبة لهم من «رمزية دينية وعلمية» وقال محمود الهباش إن المفتي لم يرتكب جرما وإنما كان يدافع عن الحقوق الفلسطينية. ومن جهته، استنكر وزير شؤون القدس عدنان الحسيني اعتقال المفتي، واعتبره «تصعيدا خطيرا في إطار الحملة ضد المسجد الأقصى الذي زادت الاعتداءات بحقه في الفترة الأخيرة». وأوضح أن إسرائيل تحاول من خلال هذا الإجراء إرسال رسالة إلى «كل المدافعين عن المسجد الأقصى بأنها يمكنها فعل أي شيء لإخماد أي صوت يرتفع ليطالب بالدفاع عن المقدسات في مدينة القدس». وأضاف الحسيني «هذا اعتقال سياسي». ويأتي اعتقال المفتي وسط أجواء متوترة تشهدها مدينة القدسالمحتلة ، حيث أقدم عشرات المستوطنين على اقتحام ساحات المسجد الأقصى بحماية من جنود الاحتلال، الأمر الذي تسبب في اندلاع مواجهات بينهم وبين مصلين فلسطينيين داخل الأقصى. ونشرت قوات الاحتلال مئات من عناصر الشرطة وأفراد حرس الحدود، وأقامت حواجز عسكرية بأنحاء مدينة القدس وخاصة البلدة القديمة ومحيط الأقصى ، تحسبا لوقوع أحداث فيما تسميه إسرائيل «توحيد شطريْ القدس» الذي تحتفل بذكراه ال46 حيث يتوقع أن يتدفق عشرات آلاف اليهود إلى المدينة للمشاركة بمسيرة خاصة تنتهي لساحة البراق، بينما يعقد الكنيست جلسة استثنائية ساعات الظهيرة بنفس المناسبة . ووصف محافظ القدس عدنان الخطيب الوضع بمدينة القدس بأنه «متوتر جدا وسيئ» مؤكدا أن عدة مجموعات من المستوطنين اقتحمت الأقصى منذ ساعات الصباح، وتجولوا في باحاته تحت حماية العشرات من أفراد الشرطة وحرس الحدود، في وقت منع فيه المصلون المسلمون من دخول المسجد. ومن جهتها أفادت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث بأن قوات الاحتلال تحاصر منذ الصباح المسجد الأقصى وأبوابه، وتواصل منع أغلب المصلين من دخول ساحات المسجد. وأفادت المؤسسة أن العشرات من المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ودنسوه وجابوا أنحاءه، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، غير مستبعدة تكرار عمليات الاقتحام.