اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية، صباح أمس الأحد المسجد الأقصى بنحو 300 من عناصر الشرطة وقامت بإلقاء عدد من القنابل الصوتية والغازيّة على المصلين، ثم أغلقت أبواب الجامع القبلي المسقوف على مئات المصلين والمعتصمين والمعتكفين داخل الجامع للتصدي للجماعات الاستيطانية التي اعلنت نيتها اقتحام الحرم القدسي لإقامة شعائر وطقوس تلمودية في باحاته بمناسبة عيد 'البوريم' او المساخر اليهودي. واكدت مصادر محلية ان الاقتحام الاسرائيلي لباحات المسجد الاقصى ومحاصرة مبناه حيث يعتكف العشرات من المصلين منذ الليلة قبل الماضية جاء على خلفية رفض المعتكفين مغادرة الحرم القدسي. وقالت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان ان نحو عشرين فلسطينيا اصيبوا بجروح طفيفة في المواجهات، ودخلت الشرطة الى باحة المسجد الاقصى الاحد في اعقاب مواجهات سرعان ما امتدت الى خارج الباحة. واصيب نحو 20 فلسطينيا على الاقل بجروح طفيفة بالرصاص المطاطي او اثر تعرضهم للضرب بالهراوات او استنشاق الغاز المسيل للدموع، حسبما ذكرت مصادر طبية فلسطينية. ورشق المتظاهرون رجال الشرطة وحرس الحدود الاسرائيليين بالحجارة عند باب الاسباط احد ابواب المدينة القديمة كما جرت مواجهات عدة في ازقة البلدة القديمة. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد ان المواجهات اسفرت عن اصابة شرطيين اثنين بجروح، مشيرا الى اعتقال سبعة اشخاص. وقال روزنفلد 'ان الهدوء عاد بشكل عام الى المدينة القديمة وتمكن الف سائح من زيارة باحة المسجد الاقصى'. وقال احد العاملين في المسجد الاقصى طالبا عدم الكشف عن اسمه ان الشرطة الاسرائيلية قامت الاحد باغلاق باب المسجد الاقصى بالسلاسل على عدد من المعتكفين فيه. واضاف ان الشرطة اغلقت الابواب المؤدية للحرم الشريف ولم تسمح لاحد من العرب بالدخول الى باحته اثر المواجهات، في حين سمحت لنحو الف زائر من المتطرفين اليهود بالتجول في الباحة. وقال الناطق باسم الشرطة ان 'مصلين مسلمين رشقوا زوارا متوجهين الى هذا الموقع بالحجارة، فدخلت قواتنا الى المكان واعتقلت عددا من الاشخاص'. واضاف ان 'حوالي 20 شابا تحصنوا في المساجد وقررنا، في اجراء وقائي، السماح للرجال الذين تجاوزوا الخمسين من العمر فقط بدخول الباحة'. واوضح انه ليس هناك من سن محددة للنساء. وتمركز افراد من الوحدات الخاصة للشرطة الاسرائيلية وهم يعتمرون خوذات ويحملون هراوات، حول باحة الحرم القدسي وعلى اسطح المنازل المجاورة للمنطقة، حسبما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس. واغلقت الابواب المؤدية الى الموقع بسلاسل، بينما دعا مؤذنون بمكبرات الصوت السكان في حوالي الثامنة صباحا (السادسة تغ) الى المسارعة الى التجمع في باحة الاقصى. وجاء في النداء 'الله اكبر يا اهل القدس لقد دخل المستوطنون الحرم هل من مغيث يا اهل القدس ان الاقصى يناديكم'. وساد توتر شديد في القدس القديمة بسببب دعوات تحذر من مشاريع تقضي بادخال يهود متطرفين بالقوة الاحد والاثنين الى باحة المسجد الاقصى. ودعت حركة المقاومة الاسلامية حماس الاحد 'الى هبة جماهيرية قوية' اثر المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية التي جرت الاحد في القدسالشرقية. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في مؤتمر صحافي عقده في غزة 'ان ما يحدث في القدس والخليل وبيت لحم اليوم من تهويد واستهداف لمقدسات المسلمين هو استهتار بمشاعر الامة العربية والاسلامية' مضيفا ان 'الشعوب العربية مطالبة بهبة جماهيرية قوية قبل فوات الأوان'. وقال مدير اوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب 'خضنا مفاوضات طويلة ومكثفة مع الشرطة طوال الوقت للحؤول دون اقتحام المسجد الاقصى'. واضاف ان 'الشرطة انسحبت في نهاية المطاف تدريجيا من باحات الحرم وسمحت بفتح ثلاثة ابواب رئيسية من ابواب الحرم وهي باب المجلس وباب السلسلة وباب حطه للصلاة فيه وحددت اعمار الرجال بمن هم فوق الخمسين عاما'. واكد ان الوضع 'مستتب' في المسجد الاقصى وداخل الحرم الشريف. واعلن عدنان الحسيني المسؤول في لجنة القدس العليا 'المتظاهرون قاموا برشق الحجارة لان مستوطنين (اسرائيليين) طوقوا الباحة منذ يومين او ثلاثة ايام واعلنوا انهم ينوون الدخول الاحد او الاثنين الى المسجد الاقصى للصلاة'. من جهتها، حضت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) المجتمع الدولي 'على تحمل مسؤولياته لوضع حد للعدوان الخطير' من جانب اسرائيل. وفي بيان دانت الخارجية الاماراتية الاحد 'الهجمات الوحشية' على المسجد الاقصى من قبل المستوطنين والقوات الاسرائيلية. كما دان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اقتحام الاقصى، معتبرا ما قامت به القوات الاسرائيلية الاحد 'استهانة بالسياسة العربية'.