أصيب، صباح أمس الأحد، أكثر من 30 فلسطينيا بجراح بينهم خمسة صحافيين ومسعفان، في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي شهدتها ساحات المسجد الأقصى وأزقة البلدة القديمة من القدس، في أعقاب اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى ومحاصرة مئات المصلين داخل المسجد المسقوف وسط إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز بكثافة. وذكرت مصادر فلسطينية أن من بين المصابين خمسة صحافيين تعرضوا للضرب من قبل قوات الاحتلال، وهم: ميساء أبو غزالة مراسلة شبكة فلسطين الإخبارية، وديالا جويحان مراسلة «قدس نت»، ومحفوظ أبو ترك مصور وكالة رويترز للأنباء، والمصور الصحافي عطا عويسات والمصور الصحافي محمود عليان من جريدة القدس، إضافة إلى المسعفة فاتنة الزغير من اتحاد المسعفين العرب، ومسعف آخر من الإغاثة الطبية. وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن خمسة مواطنين على الأقل نقلوا إلى مستشفى المقاصد في القدس للعلاج بعد أن أصيبوا بجراح وكسور، من بينهم سيدتان أصيبتا بكسور في الركبة والصدر. وكانت المواجهات تجددت، ظهر أمس، بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي في باحات المسجد الأقصى، بعد أن دفعت إسرائيل بأعداد إضافية من عناصر شرطتها والقوات الخاصة الى باحات المسجد في محاولة لاقتحامه والوصول إلى المواطنين المتواجدين بداخله. وذكرت مصادر فلسطينية أن أعدادا كبيرة من الشبان استطاعت الوصول إلى ساحات المسجد الأقصى رغم إجراءات قوات الاحتلال لمنعهم من دخول المسجد، وذلك بعد أن قاموا بإضرام النيران وإحداث تماس كهربائي بسكب المياه على أسلاك الكهرباء لإعاقة تقدم عناصر الشرطة خاصة عند باب المجلس، كما قاموا بتحطيم كاميرات المراقبة في ذلك المكان. واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 20 مواطنا فلسطينيا من بينهم حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح، الذي تواجد داخل المسجد الأقصى. وقال المحامي أحمد صفية إن النية لدى الشرطة الإسرائيلية تتجه لتمديد اعتقال عبد القادر لعدة أيام، علما أن فترة الحظر على تواجده في محيط الأقصى تحت طائلة السجن والغرامة قد انتهت صباح أمس. وكانت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة اقتحمت صباح أمس الأحد ساحات المسجد الأقصى وسط إطلاق كثيف للعيارات المطاطية وقنابل الغاز. وحاولت قوات الاحتلال اقتحام المسجد المسقوف للوصول الى المصلين المتواجدين داخله منذ ساعات ليل أول أمس تلبية لدعوة وجهتها مؤسسات وشخصيات دينية لمنع جماعات يهودية متطرفة أعلنت نيتها اقتحام المسجد الأقصى أمس، وقدرت أعداد المتواجدين داخل المسجد بأكثر من 150 مواطنا. وأفاد مصادرنا أن قوة خاصة تم إدخالها إلى المسجد الأقصى تحمل سلالم وعتلات، بعد أن تمت مطالبة المصلين داخل المسجد المحاصر بفتح الأبواب والمغادرة. وأقدمت قوات الاحتلال على قطع الكهرباء عن مآذن المسجد الأقصى بعد أن بثت نداءات عبرها لأهالي مدينة القدس تطالبهم بالخروج للدفاع عن المسجد الأقصى، ومساعدة المواطنين المحاصرين داخله. ووقعت بعض المواجهات خارج أسوار المسجد الأقصى تركزت في حي الجالية الإفريقية عند باب المجلس وحي باب حطة وحارة السعدية وحي السلسلة، واعتدت قوات من شرطة الاحتلال على طلبة مدرسة دار الأيتام في البلدة القديمة، بعد أن خرجوا في مسيرة وهم يرددون هتافات الله أكبر ويدعون لنصرة الأقصى، واعتقلت عددا من الطلبة. ووصف الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية المتواجد في ساحات المسجد الأقصى الوضع بالخطير جدا، غير مستبعد أن تتطور الأمور إلى أكثر مما هي عليه الآن. وكانت جماعات يهودية متطرفة هددت باقتحام المسجد الأقصى المبارك صباح أمس الأحد، بمناسبة ما يطلقون عليه «يوم صعود الرمبام إلى جبل الهيكل»، ووزعت أكثر من 30 جماعة يهودية ملصقات تدعو لحشد أنصارها بالقرب من المدينة المقدسة تمهيدا لعملية الاقتحام، وفق ما كشفه الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين.