ذكرت محطات إذاعية إسرائيلية وفلسطينية، أمس الأربعاء، أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ستسافر إلى منطقة الشرق الأوسط، يوم السبت المقبل، في محاولة لمساعدة جهود إحلال السلام.مظاهرات يومية في فلسطين تنديدا بمحاولات تهويد الأقصى (أ ف ب) وستكون تلك ثاني زيارة تقوم بها كلينتون للمنطقة منذ تولي الرئيس باراك أوباما الرئاسة في يناير. ويقوم المبعوث الأميركي جورج ميتشيل بجهود مكوكية بين الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين كل بضعة أسابيع. وعندما سئل مسؤول إسرائيلي عن التقارير، التي وردت في الإذاعة الإسرائيلية ومحطة صوت فلسطين لم يقل سوى إن "إسرائيل تستعد لاستقبال وزيرة الخارجية كلينتون في نهاية الأسبوع." وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية قال مسؤول فلسطيني انه لم يجر بعد تلقي برنامج زيارة كلينتون. ولم يكن لدى السفارة الأميركية في تل أبيب تعليق فوري. وصرح مسؤول مشارك في عملية التخطيط بان من المتوقع وصول ميتشيل، اليوم الخميس، والبقاء حتى الأسبوع المقبل. وقال جون سلافون المتحدث الرسمي باسم دائرة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الأميركية أن يتوقع أن يقوم المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشيل بزيارة الشرق الأوسط في وقت قريب لمواصلة جهوده في السعي لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وأوضحت مصادر إعلامية أن المسؤول الأميركي رفض تأكيد أو نفى الأنباء التي تتحدث عن قيام وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال الأيام القليلة المقبلة. من جهة أخرى، انتشرت القوات الإسرائيلية في باحات الحرم القدسي الشريف وطوقت المسجد الأقصى عقب مواجهات عنيفة مع المعتصمين الفلسطينيين داخله لحمايته من التنظيمات الاستيطانية وقوات الاحتلال، فيما قررت منظمة المؤتمر الإسلامي عقد اجتماع طارئ. وجاءت المواجهات بعد اقتحام قوات إسرائيلية خاصة باحات المسجد الأقصى وألقت قنابل الغاز وقنابل صوتية على مئات المصلين. وتوسعت المواجهات لتشمل أزقة البلدة القديمة في القدس وباب حطة والمجلس، وأصيب عشرة أشخاص على الأقل، فيما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 12 آخرين. وكشف مسؤول فلسطيني أن جماعات يهودية مدعومة من قبل الحكومة الإسرائيلية شرعت في حملات واسعة من أجل تقسيم مسجد الأقصى وذلك بتخصيص أماكن خاصة بهم في ساحات المسجد. وذكر الشيخ عزام الخطيب مدير أوقاف القدس في تصريح صحفي مكتوب أن "حملة الجماعات اليهودية تستهدف الظفر بمساحات في المسجد لإقامة طقوس دينية يهودية بعد أن حاولت التفريق ما بين ساحات المسجد والأبنية المسقوفة فيه وهي بالتحديد مبنى المسجد الأقصى وقبة الصخرة". وقال الخطيب إن "أوقاف القدس تنظر بخطورة بالغة إلى ما يجري" مضيفا إن هناك "تصعيدا غير مسبوق" في النبرة الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى كما أن هناك "تطرفا واضحا وزيادة في عدد اقتحامات الجماعات اليهودية والجماعات الإسرائيلية المتشددة للمسجد". وفى هذا الصدد أشار إلى أن الشرطة الإسرائيلية التي كانت في الماضي تمنع هذه الجماعات من اقتحام المسجد في مناسبات معينة باتت تسهل هذه العمليات وهو ما يثير حسبه "علامات استفهام كبرى". وتشير مصادر فلسطينية إلى أن "اجتماعا لعدد كبير من الحاخامات الإسرائيليين ومعهم أعضاء الكنيست عقد مساء الأحد الماضي في المنطقة الغربية من القدسالمحتلة تردد فيه دعوات صريحة لليهود لاقتحام المسجد الأقصى وإقامة الطقوس الدينية في ساحات المسجد". وكانت مواجهات اندلعت بين شرطة الاحتلال الإسرائيلية والمصلين الفلسطينيين أسفرت عن إصابة 30 فلسطينيا واعتقال نحو 20 شابا على خلفية مساعي الجماعات اليهودية لاقتحام المسجد الأقصى. من جهته حذر الشيخ تيسير التميمي رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية من مخطط إسرائيلي ممنهج لاحتلال المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن اقتحام الأقصى يعد تحديا صارخا لمشاعر أكثر من 1.5 مليار مسلم. من جهته، قال محافظ القدس عدنان الحسيني إن الخطوة الإسرائيلية تهدف لإفراغ المسجد الأقصى والبلدة القديمة لتمكين المستوطنين من إقامة شعائرهم الدينية فيه. كما حذرت الرئاسة الفلسطينية من تداعيات محاولات اقتحام الأقصى، وقال المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة لوكالة رويترز "المسجد الأقصى خط أحمر، وأي محاولة للمساس به ستكون الشرارة التي ستشعل نارا لن تقتصر على القدس فقط". من جانبه، قال قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي إن "المسجد الأقصى المبارك يتعرض لأكبر مؤامرة تحيكها سلطات الاحتلال، إذرائط تمهيدا لتقسيمه على غرار الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل". وطالب المجتمع الدولي واللجنة الرباعية بالتدخل السريع لمنع إسرائيل من مواصلة عدوانها على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مستصرخا أبناء الأمة أن يهبوا "لنصرة المسجد الأقصى".