طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس سلطات إسرائيل بإطلاق سراح مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين الذي اعتقل أمس من قبل الشرطة الإسرائيلية. وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن الرئيس عباس أدان اعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلي مفتي القدس والديار الفلسطينية وطالب الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراح المفتي فورا. ومن جهة أخرى، أدانت الرئاسة الفلسطينية تصعيد المستوطنين الإسرائيليين لاعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين والمقدسات، خاصة في المسجد الأقصى المبارك. ونبه الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في تصريح ل»وفا» أمس الأربعاء، من تداعيات هذا التصعيد على المنطقة بأسرها. وطالب أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية بلجم المستوطنين، حاثاً المجتمع الدولي على التدخل لوقف هذا التصعيد الذي يدخل المنطقة في دوامة من العنف. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، قد اعتقلت أمس الأربعاء، 14 مواطنا فلسطينيا على الأقل، بينهم مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، اثر عمليات دهم وتفتيش نفذتها في مناطق مختلفة من الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة. وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، إن قوات الاحتلال داهمت منزل مفتي القدس الشيخ محمد حسين في منطقة «الصلعة» في جبل المكبر جنوبالمدينة وقامت باعتقاله بعد رفضها طلبه بالذهاب لمركز تحقيق وشرطة 'المسكوبية' غرب القدسالمحتلة. وأشارت إلى أن الاعتقال جاء بعد إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين المسلمين واستباحته من قبل المجموعات الاستيطانية التي اقتحمته من باب المغاربة بحماية شرطة الاحتلال لأداء صلوات تلمودية في باحاته بالتزامن مع ذكرى احتلال القدس ال46 و ما يسميه الاحتلال «توحيد القدس». الى ذلك، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس، رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة، بعد توقيفه قرب باب الأسباط (أحد بوابات المسجد الأقصى المبارك). وأفاد أحد العاملين في المسجد الأقصى، بأن عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات المسجد الأقصى تمنع دخول طالبات حلقات العلم إلى المسجد، وتعيق دخول المصلين من خلال فرض إجراءات مشددة واحتجاز بطاقات المصلين إلى حين خروجهم من المسجد. في الوقت نفسه، أضاف العامل في الأقصى بأن المستوطنين شرعوا باقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة عبر مجموعات صغيرة ومتتالية برفقة حراسات مشددة من شرطة الاحتلال. وكانت شرطة الاحتلال وزعت أول أمس إعلانا على تجار القدس القديمة تطالبهم فيها بعدم عرض بضائعهم أمام محلاتهم عصر أمس لإفساح المجال لاختراق مسيرات المستوطنين شوارع وأسواق القدس القديمة خلال توجههم الى باحة حائط البراق للاحتفال بما يسمى «توحيد القدس». هذا، وسادت مدينة القدسالمحتلة، وخاصة البلدة القديمة ومحيطها منذ ساعات صباح أمس ، أجواء شديدة التوتر وسط استنفار وانتشار واسع لجنود وشرطة الاحتلال لتأمين الحماية والحراسة لآلاف المستوطنين الذين يستعدون لاختراق القدس القديمة بمسيرات ضخمة في الذكرى ال 46 لما يسمونه «توحيد القدس». وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينة (وفا) إن ذروة احتفالات المستوطنين ستكون في اعات عصر أمس بمسيرات يرفع فيها المشاركون والمشاركات الإعلام الإسرائيلية، ويطوفون بوابات البلدة القديمة، ويهددون باجتياح المسجد الأقصى، لفرض السيادة اليهودية الكاملة عليه-حسب إعلانات الجماعات اليهودية المتطرفة، وتختتم بمهرجان ليلي حاشد في منطقة البراق. وكان آلاف الطلبة اليهود انتظموا طوال أول أمس بجولات ومسيرات في أنحاء مختلفة من المدينة المقدسة وهم يرفعون الأعلام الإسرائيلية، تركزت أكبرها بالقرب من منطقة باب الخليل «أحد بوابات القدس القديمة»، وسط إقامة الرقصات المختلفة. وقالت مصادر عبرية للوكالة الفلسطينية، إن نحو 12 ألف طالب يهودي شاركوا في فعاليات أول أمس، وتجمع المشاركون بالقرب من مقبرة مأمن الله غرب المدينة، ثم توزعوا على مجموعات اخترقت أسوار وأبواب البلدة القديمة بالقدس، خاصة منطقة بابي الخليل والنبي داوود، وسط حراسات مشددة. وأضافت المصادر ذاتها أن المسيرات اختتمت بمهرجان على أرض وقف بركة السلطان سليمان القانوني، قرب منطقة باب الخليل، بموازاة سور القدس التاريخي، شارك فيه عدد من وزراء الاحتلال ورئيس بلدية الاحتلال في القدس «نير برقات»، وتم عرض فيلم وثائقي للبرامج والمشاريع التهويدية في القدسالمحتلة، بالإضافة إلى عرض غنائي راقص.