تستعد مختلف الاتحادات الرياضية العربية والإفريقية والإسلامية، وكذا الاتحادات المنتمية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، للمشاركة في أهم حدثين رياضيين تشهدها السنة الجارية، ويتعلق الأمر بألعاب التضامن الإسلامي المزمع تنظيمها من السادس إلى الخامس عشر من شهر يونيو بأندونيسيا، وألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة من 20 إلى 30 من نفس شهر يونيو بتركيا. كما تستعد كل الأجهزة والهيئات الرسمية وشبه الرسمية في كل الدول المعنية بالتظاهرتين، في تحضير كل الترتيبات من أجل تهيئ كافة الشروط والظروف للبصم على تمثيل جيد لرياضييها. في هذا الإطار، يبدو أن المغرب يشكل لوحده الاستثناء في دائرة التحضير لهاتين المحطتين الرياضيتين الهامتين، حيث لم نسمع لحد اليوم عن أي مخطط في هذا الاتجاه للوزارة الوصية أو للجنة الوطنية الأولمبية أو حتى على مستوى الجامعات، إلى درجة يبدو معها الأمر وكأن أجهزتنا الرياضية غير معنية بالحضور الوطني الرياضي في مثل هذه المحافل العالمية. ولم نسمع عن مبادرة للوزارة من أجل تخصيص ميزانية محددة للتحضير لهاتين المحطتين اللتين لم يعد يفصل عن موعدهما سوى أربعة شهور لا غير، وهي فترة لا تكفي للتحضير الجيد. من جانبها، تجد جامعاتنا الرياضية نفسها مكبلة وغير قادرة على توفير أدنى شروط الاستعداد الجيد لهاتين التظاهرتين، في غياب الإمكانيات المالية، وفي غياب أية استراتيجية محددة وواضحة من طرف الوزارة الوصية تهم جانب المشاركات الرياضية خارج المغرب. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا الجانب، هو كيف تغفل وزارة أوزين أهمية التمثيل الرياضي في مثل هذه الملتقيات الدولية؟ وكيف تتجاهل الدور الذي يمكن أن تقوم به الرياضة على مستوى تحقيق إشعاع رياضي ودبلوماسي في محافل تكون تحت أضواء الإعلام الدولي كما هو الحال في ألعاب البحر الأبيض المتوسط وألعاب التضامن الإسلامي؟ في مصر مثلا، ولكي لا نسوق أمثلة لدول مجاورة أخرى، بدأ الاستعداد للمشاركة في هذين المحفلين الرياضيين الهامين مبكرا، حيث وبالرغم من كل الأحداث السياسية التي تعرفها بلاد النيل، وأجواء التوتر وعدم الاستقرار في الشارع المصري، فالاهتمام الرسمي ما يزال قائما، إذ خصصت وزارة الرياضة المصرية ميزانية هامة بلغت 52 ، مليونا جنيها لميزانية الإعداد والتجهيز للدورتين المقبلتين، أي ما يعادل تقريبا 78 مليون درهم بالعملة المغربية. وتقرر صرف وتسليم هذه الميزانية الي اللجنة المصرية الأولمبية ، وذلك من أجل دعم 42 جامعة رياضية بمصر بالإضافة إلى اللجنة البارلمبية استعدادا للدورتين. في المغرب، يبدو أن الوزارة الوصية غير معنية بضرورة توفير أي شروط ولا أي ترتيبات من أجل حضور ناجح للرياضة الوطنية في المحافل الخارجية.. إذا كان هناك أصلا تفكير في إشراك رياضيينا في التظاهرات المقامة خارج المغرب.