أوقف حاجز أمني عند مدخل مدينة طانطان حوالي الساعة الواحدة من صباح يوم الخميس 31 يناير 2013 ، حافلة ستيام قادمة من مدينة الدارالبيضاء، وبعد عملية تفتيش لأمتعة المسافرين، عُثر على «صاك» يحتوي على كمية من مخدر الحشيش، تأكد أنها 6 كيلوغرامات. ومن خلال البطاقة الموجودة على ظهر «الصاك» تبين أنها من وكالة انزكان، فتم عرضها على الركاب الذين ركبوا من هذه الوكالة وعددهم 10 ، إلا أنهم نفوا جميعا صلتهم بهذا الصاك، الشيء الذي اضطر أمن الحاجز الى تحويل الحافلة الى مركز الشرطة بمدينة طان طان، وسحب بطائق التعريف الوطنية من الركاب العشرة وأخذ نسخ شمسية لها ، حيث دامت عمليات البحث والتحري ما يفوق 6 ساعات، لم يستثنى منها سائقا الحافلة، وفي الأخير طلب منهما إتمام الرحلة الى الداخلة، والاتصال بالمسؤولين عن الشركة، وطلب إرسال الموظف او العامل المكلف بأمتعة المسافرين بوكالة انزكان الذي تسلم هذه البضائع وملأ البطائق بخط يده، رغم أن جميع وكالات ستيام تستخدم تقنية خاصة معتمدة في ذلك على وسائل معلوماتية جد متقدمة! ولأن المسافة الفاصلة بين انزكان وطانطان، اقل بكثير من تلك الفاصلة بين طانطانوالداخلة، طلب من هذا العامل الحضور الى مركز الأمن بطانطان، وبعد أربع او خمس ساعات حضر العامل مصحوبا بالسجل الذي دون عليه كل تلك الأمتعة، وبعد عرض الصور الشمسية للبطاقات الوطنية للمسافرين العشرة الذين ركبوا من وكالة انزكان، تعرف على صاحب الصاك، وهو جندي، أنكر مع بقية المسافرين صلته بالصاك، وأكد العامل أن هذا الشخص له «صاكين» ، رغم ان تذكرة سفره مسجل عليها رقم 1 ، أي صاك واحد! وهو ما يضع اكثر من علامة استفهام حول الموضوع. هل هي محاولة انفرادية أم أن الأمر يتعلق بشبكة منظمة تدخل هذا النوع من المخدرات وانواع اخرى من انزكان الى الداخلة لترويجها هناك؟ مباشرة بعد التأكد من صاحب تلك الكمية من المخدرات الموجودة بالصاك، تم الاتصال بأمن مدينة الداخلة وإخباره بكل حيثيات النازلة، فما ان وصلت الحافلة الى الداخلة حتى وجدت فرقة امنية ألقت القبض على «الجندي» صاحب الصاك، الذي حاول في البداية التمسك بالنفي والانكار إلا انه بعد محاصرته بالاسئلة من اكثر من مسؤول أمني ، اعترف بأنه صاحب تلك الكمية من المخدرات التي عثر عليها من طرف شرطة حاجز مدخل طانطان ملفوفة في قميص العمل الازرق المعروف ب «البلوه». وفي نفس السياق وفي بحر الاسبوع الماضي، ونفس الخط الرابط بين الدار البيضاءوالداخلة، وعلى حافلة نفس الشركة ، اوقفت شرطة أحد الحواجز بالجنوب المغربي الحافلة ، وبعد التفتيش في أمتعة المسافرين عثرت على صاك به كمية من الحشيش تفوق 7 كيلوغرامات لكن بعد قراءة البطاقة الموجودة عليه تم التعرف على مسافرة، صاحبة الصاك، والتي اعترفت في الحين بأن الصاك ومحتوياته لها ، فتم القبض عليها وأحالتها على الفرقة الامنية المختصة لاستكمال البحث ومعرفة الوجهة التي يتم اليها نقل هذه المخدرات. اختيار هذه الشركة للنقل و الركوب من محطة انزكان وعوامل اخرى، جعلت الأسئلة تتناسل: هل كل هذا يقع بمحض الصدف أم أن هناك جهازا منظما قويا، سبق له تنفيذ عدة عمليات تمت بنجاح؟ إن البحث في كل هذه المستجدات سيجيب ، بالتأكيد، عن كل هذه التساؤلات المحيرة. م. ت.