يبدو أن المغرب أضحى وجهة مفضلة للنيازك المتساقطة من كوكب المريخ، بل وأضحت تلك النيازك تكشف كل مرة أسرارا علمية جديدة حول ماضي الكوكب الأحمر. فبعد نيزك "تالسينت" الذي كشف للعلماء وجود آثار لكائنات مجهرية على سطح المريخ، هاهي وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية "ناسا" تؤكد أن نيزك "شمال غرب إفريقيا 7034"، المعروف علميا برمز (NWA7034)، والملقب ب "الجمال الأسود"، يحتوي على كمية من المياه تعادل عشر مرات ضعف الكمية المكتشفة في مجموع النيازك التي سبق أن سقطت من المريخ على سطح الأرض، والبالغ عددها 100 نيازك. وكان "الجمال الأسود" قد اكتُشف سنة 2011 في إحدى مناطق الصحراء المغربية، وتحصلت عليه "الناسا" عن طريق أحد المغاربة الذين يتاجرون في الأحجار النيزكية. وخضع الحجر، الذي يبلغ وزنه 320 غراما، لدراسة معمقة من طرف فريق من العلماء المتخصصين لما يقارب السنة، ليتم تحديد عمره، إذ تشكل، تقول الناسا، قبل 2.1 مليار سنة، خلال المرحلة الجيولوجية الأخيرة التي عرفها كوكب المريخ والمعروفة لدى العلماء بالمرحلة الأمازونية. وحسب جون غرانسفيلد، المدير المساعد في إدارة المهام العلمية لدى وكالة "ناسا" في واشنطن، فإن: "مكونات هذا الحجر النيزكي قد تشكل تحديا جديدا للمعلومات التي طالما اعتمدها العلماء بخصوص الخصائص الجيولوجية للكوكب الأحمر". وأضاف، وفق تقرير الوكالة الأمريكية، أن: "هذه الاكتشافات تمثل أيضا إطارا مرجعيا للمهمة التي يقوم بها مسبار "كيريوزيتي" على سطح المريخ".