تابع العالم بترقب كبير يوم الإثنين الماضي نزول العربة الآلية «كيريوسيتي» على سطح كوكب المريخ، في ما اعتبر إنجازا علميا كبيرا من شأنه أن يكشف النقاب عن معطيات جديدة قد تؤكد أو تنفي فرضيات وجود أثر للحياة على الكوكب الأحمر.وإن كان اسم المغرب حاضرا بقوة في هذا الحدث العالمي من خلال المهندس كمال الودغيري، المتخصص في مجال الاتصالات بالوكالة الفضائية الأمريكية «ناسا»، بصفته رئيسا لفريق استطلاع، في مراقبة نزول العربة الآلية «كيريوسيتي» على المريخ، فإن اسم المغرب ارتبط بهذه التجربة في أطوارها المتقدمة. ففي شهر مارس من سنة 2011، كان فريق علماء من »المدرسة الدولية للأبحاث في للعلوم الكونية«، قد حل بمنطقة نائية بمحاذاة الحدود بين المغرب والجزائر من أجل دراستها ومحاولة كشف أسرار كوكب المريخ الذي تشبه طبيعته الخصائص الجيولوجية للمنطقة. وتنتشر على ذلك السهل صخور تشكل ألوانها خليطا من الأحمر الداكن والأسود. وعلى حدود هذا السهل الفسيح تلوح في الأفق قمم جبال الأطلس، التي تبدو شبيهة بفوهات البراكين المنتشرة على كوكب مارس، كما أن طبيعة الصخور البركانية المتناثرة هنا هناك تذكر بالتاريخ الجيولوجي لكوكب المريخ. كما تعمل وكالة ناسا للأبحاث الفضائية على استغلال هذه التجارب من أجل الإعداد لمهمات إكسومارس ((ExoMars ) التي ستقوم بها وكالة نازا للأبحاث الفضائية ((NASA ووكالة الفضاء الأوربية ((ESA سنة 2016، حيث سيتم هنا تطوير الآليات التي سيتم الاعتماد عليها من أجل دراسة فضاء كوكب مارس، خصائصه الجيولوجية وطبيعة الماء الموجود على سطحه، وبالتالي التحقق من وجود حياة سابقة في ذلك الكوكب، وإمكانية العيش هناك من جديد. وستعمل أول مهمة إلى كوكب مارس على تحليل الغازات التي تحيط بالكوكب، حيث سيتم البحث عن غاز الميثان، إذ يعتبر مؤشرا على وجود بكتيريا، رغم أنه يكون في بعض الأحيان منبعثا من الأنشطة البركانية. إذ أن عمليات رصد سابقة لهذا الغاز في محيط مارس أثارت الكثير من الأقاويل بشأن إمكانية وجود أشكال من الحياة على سطح ذلك الكوكب، لكن ما يميز هذه المهمات الجديدة هو أن البحث سيشمل أيضا أعماق الكوكب للتأكد من فرضية تقول إن بعض الميكروبات قد تعيش في مكان آمن تحت سطح الكوكب وإن غاز الميثان ليس سوى نتاج لمخلفاتها، كما هو الحال بالنسبة للميكروبات التي تعيش على كوكب الأرض.