«ماينقصنا هو انتصار خارج الميدان»، كان هذا جزءا من تصريح جمال السلامي، مدرب الفتح الرياضي مباشرة بعد انتهاء المباراة، التي جمعت فريق الفتح الرياضي بفريق النادي المكناسي، بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، برسم الدورة الثانية عشرة من البطولة الإحترافية. الحاجة إلى انتصار خارج الميدان تؤكد شهية فريق الفتح المتفتحة للانتصارات، والتي جعلته يتقدم بقوة نحو مقدمة الترتيب، حيث أصبح يحتل المرتبة السادسة، وعلى بعد ست نقط من المتزعم للبطولة فريق الرجاء البيضاوي. فريق الفتح الرياضي، وبنتائجه الأخيرة الإيجابة، اكتسب ثقة كبيرة في النفس، والتي كانت أكبر ضغط يعاني منه اللاعبون، لأن ضغط الجمهور لم يكن قط حاضرا نظرا لغيابه الدائم عن المباريات. ثقة لاعبي الفتح بالنفس جعلتهم يقدمون مباريات قوية، كما أصبح لهم حسا هجوميا واضحا، وأصبح لاعبوه قادرين على التسجيل، من دون الاقتصار على لاعب واحد. وهكذا بدأ يبرز اللاعب باتنا، الذي كان المدرب جمال السلامي تنبأ له بمستوى جيد خلال البطولة، وتحقق ما تنبأ به المدرب، حيث أصبح اللاعب باتنا يخلق الكثير من المتاعب للخصوم بإصراره، وتحركاته داخل الملعب. باتنا كان الموقع على الهدف الأول لفريق الفتح ضد فريق النادي المكناسي في الدقيقة 34، بعد توغل داخل مربع العمليات وتسديدة قوية هزمت حارس النادي المكناسي هشام غوفير. هذا الهدف أخرج المباراة من طابعها التاكتيكي الصارم، وأبعدها عن اللعب الحذر، الشيء الذي أدخلها في خانة المباراة المفتوحة، مما جعلها تبتعد عن الرتابة. كما جعل لاعبي النادي المكناسي يخرجون من قوقعة اللعب الدفاعي، لينخرطوا في لعب جماعي كانت تنقصه اللمسة الأخيرة، والقراءة الجيدة للنتوءات الكثيرة التي أصبحت تميز عشب ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله. النتوءات جعلت الكثير من التمريرات تكون خاطئة، وهو ماجعل كلا من المدرب يوسف لمريني ومساعده العسري يتدخلان في أكثر من مناسبة لتنبيه لاعبيهما، خاصة عند الاقتراب من مربع العمليات. التعليمات كان لابد لها من التكرار، لأن الحكم رضوان جيد كان اتخذ قرار إنهاء الشوط الأول بانتصار فريق الفتح الرياضي. الشوط الثاني من المباراة، تأكد من خلاله بأن تعليمات المدرب لمريني فهمت، فتم الابتعاد عن الكرات الطويلة، وأصبحت التمريرات القصيرة حلا سليما، لكن مشكل غياب الترابط بين الخطوط، وعدم فاعلية وسط الميدان، وغياب فاعلية اللاعب طنيبر، جعلت كل المحاولات تتحول إلى مرتدات من لاعبي فريق الفتح الرياضي، الذين أصبحوا يعرفون المسالك، معتمدين على لعب سريع، وضغط من الأجنحة ، و توغل كل من البحري وبنجلون، مع عدم المغامرة بخط الدفاع، الذي بقي ثابتا في منطقته، لأن لاعبي فريق النادي المكناسي أصبحوا يعتمدون على القوة العددية في الهجوم، لأن الهدف كان إعادة المباراة إلى نقطة الانطلاقة، لكن الخطورة بقيت غائبة، ولم تحضر إلا في الدقيقة 76 عندما نفذ الفريق المكناسي هجوما خاطفا، انتهى بتمريرة وسط المربع الصغير، تلقفها اللاعب طنيبر بضربة مقص، كانت ستعيد للأذهان هدف حجي في أمم إفريقيا 1998، لكن بادة كان حاضر البديهة، وليحرم طنيبر من هدف كانت ستسير بخبره الركبان. الخطر الذي انتهى بسلام، شحن لاعبي فريق الفتح من أجل الحصول على المزيد من الأمان. والذي جاء من قدم بنجلون في الدقيقة 87 ، بعدما توصل بكرة من سهيل الميناوي اللاعب البديل. بنجلون راوغ ماشاء من المدافعين، وهيأ كرة لقدمه المناسبة، وسدد بقوة كرة هزمت الحارس غوفير. الهدف، كان سيكون الثالث لو أن إبراهيم البحري ابتعد عن المبالغة في المراوغات داخل مربع العمليات في الدقيقة 90 ، ومن نفس مكان بنجلون. ماتبقى من عمر المباراة كان إنهاكا للاعبي النادي المكناسي، وفرجة للاعبي فريق الفتح. تصريحان جمال السلامي، مدرب فريق الفتح الرياضي: «الانتصار مهم جدا لأنه قربنا من المراكز المتقدمة، وسيعطينا المزيد من الاطمئنان. لقد كنا في مواجهة فريق عنيد، لكننا وضعنا في الحسبان بأن الضغط القوي واستغلال طبيعة العشب، سيجعل لاعبي الفريق المكناسي يرتكبون الأخطاء، وهذا ماحصل بالذات. ماننتظره الآن هو فوز خارج الميدان». يوسف لمريني، مدرب فريق النادي المكناسي : «المباراة كانت دون المتوسط من الطرفين. الهدفان كانا من أخطاء دفاعية. ما أثارني هو العشب الذي لايصلح لإجراء مباراة في كرة القدم، كما أن لاعبي الفتح لعبوا لعبا رجوليا مبالغا فيه، الشيء الذي اضطرني إلى القيام بتغييرين»