من يد سمو الأمير مولاي رشيد، تسلم رشيد الدحماني، عميد المغرب الفاسي لكرة القدم، كأس العرش لموسم 2010 - 2011، التي احتضن المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط نهايتها، بين المغرب الفاسي وجاره النادي المكناسي. الماص انتزع اللقب بهدف واحد كان من توقيع اللاعب البرازيلي جيفيرسون في الدقيقة الرابعة والسبعين، بعد أن استغل خطأ فادحا للدفاع المكناسي، الذي دخل في سهو عميق، أبقى جيفرسون وجها لوجه مع الحارس هشام غوفير، وليسدد بقوة مسجلا الهدف الذي أبعد فريق المغرب الفاسي عن الاكتفاء بدور الوصيف الذي لعبه لموسمين، ورفع كأس العرش الثالثة، في نسختها الخامسة والخمسين، في نهاية استحضرت نهاية 1966، حيت كان المتوج حينها فريق النادي المكناسي. المباراة في شوطها الأول طغى عليها النهج التاكتيكي، والحذر من المفاجأة، الشيء الذي جعل اللعب يتمركز في وسط الملعب مع القيام ببعض الانسلالات من الأطراف، والاعتماد على الكرات الثابتة. إغلاق المنافذ زاده قوة احتفاظ كل من المدرب عبد الرحيم طاليب ورشيد الطاوسي بثلاثة مدافعين قارين، جعلت المهاجمين غير قادرين على المناورة، وبذلك كان الحارسان الزنيتي وغوفير في راحة شبه تامة. وحتى يزداد الدفاع صلابة كان الاعتماد على الدفاع الخطي، الذي دفع بالمهاجمين تيكانا من المغرب الفاسي، وباب نداي من النادي المكناسي إلى التراجع إلى أبعد نقطة للانطلاق في عملية الهجوم، اعتمادا على التقنيات الفردية والسرعة. لكن أرضية الملعب المبللة والموحلة في بعض الأماكن كانت عائقا أمام اللاعبين، وحدت كثيرا من فاعليتهم بل أنهكتهم بدنيا. وبما أن المباراة، مباراة نهاية، ولاتقبل القسمة على اثنين، فقد عرف الشوط الثاني الكثير من التغيير في النهج التاكتيكي للفريقين، فأصبح الاندفاع القوى نحو مرمى الحارسين، والتسديد من بعيد، وإسقاط أكبر عدد من الكرات داخل مربع العمليات لخلق المفاجأة وإجبار الدفاع على التخلي عن الدفاع الخطي، الشيء الذي أخرج المباراة من رتابتها وجعل الجماهير الحاضرة تتفاعل بحماس مع المباراة خاصة في الدقيقة 49، حين مرت الكرة وسط غابة من الأقدام الفاسية، وحين مرر عادل حليوات من النادي المكناسي كرة مليمترية في الدقيقة 59 لياسين بيوض. وحتى يعطي رشيد الطاوسي للهجوم طراوة أكثر، أدخل كلا من الباسل وجيفرسون، الذي سجل هدف الانتصار، وهذا يؤكد «الكوتشينغ» الجيد عند المغرب الفاسي. مقابل ذلك قام طاليب بتغيرين دفعة واحدة، وحقق أهدافه من خلال الضغط القوي، والتمريرات العرضية والتوغلات التي كان ينقصها التركيز، ليتعذر تسجيل هدف التعادل والعودة في المباراة، التي أنهاها الحكم العاشير ي بفوز المغرب الفاسي، الذي جعل الطاوسي يطرد النحس الذي لازمه في دورتي 2008 أمام الجيش الملكي، و2010 أمام الفتح الرياضي. وبفوز المغرب الفاسي بكأس العرش وكأس الاتحاد الافريقي، يكون قد سار على نهج فريق الفتح الرياضي الذي كان حقق في الموسم الماضي الإنجازين معا، وإذا ما فاز المغرب الفاسي بكأس «السوبر» أمام الترجي، سيكون بذلك قد سجل لنفسه إنجازا غير مسبوق. تصريحات رشيد الطاوسي، مدرب المغرب الفاسي: «أنا جد سعيد بهذا الفوز، الذي كان أمام فريق عنيد يديره المدرب المقتدر عبد الرحيم طاليب، الذي درس دراسة جيدة طريقة لعبنا. أعترف بأن المباراة كانت تاكتيكية، وكان لابد من أن تلعب على جزئيات خاصة، رغم أن أرضية الملعب كانت غير مساعدة للاعبين في تحركاتهم. إدخال كل من جيفيرسون والباسل كان ذكاء وقوة ضاربة، واستطعنا تسجيل الهدف من قدم البديل جيفيرسون، هدف جعلني أفوز بكأس خسرتها في مناسبتين سابقتين. ما أتمناه هو الفوز بكأس «السوبر» والانتقام لفريق الوداد. عبد الرحيم طاليب، مدرب فريق النادي المكناسي: «التأهل إلى النهاية هو إنجاز كبير بالنسبة لفريق النادي المكناسي، خصوصا وأنه يأتي بعد مرور أربعة أشهر. لقد كنت أعرف قوة فريق المغرب الفاسي، وأعرف جيدا حماسه، خاصة وأنه متوج إفريقيا بكأس الاتحاد الافريقي. لقد ركزت كثيرا في الإعداد على الجانب الذهني. فيما يخص المباراة، كان هناك تاكتيك صارم بالاعتماد على سد كل الممرات وسط الملعب والدفاع خلال الشوط الأول. خلال الشوط الثاني كان اللعب مفتوحا واستقبلنا هدفا من خطأ فردي. أعتقد أنه لو لم تكن أرضية الملعب مبللة لكانت المباراة أحسن». خليل الرويسي عن مديرية التحكيم: «اختيار عبد الله العاشيري كان نتيجة مشواره في مجال التحكيم سواء وطنيا أو قاريا، والعاشيري يعد من خيرة الحكام الذين أنجبتهم الساحة الوطنية والمشهود له بالكفاءة. وقد لاحظنا كيف أنه استطاع قيادة المباراة باقتدار كبير». رشيد الدحماني، عميد المغرب الفاسي: «الفوز بكأس العرش اليوم هو شحنة قوية تنضاف إلى فريق المغرب الفاسي خاصة بعد الفوز بكأس الاتحاد الإفريقي. إنجاز اليوم سيجعلنا نركز كثيرا على البطولة، وعلى كأس السوبر».