أحرز فريق المغرب الفاسي كأس العرش في كرة القدم لموسم 2010-2011، عقب فوزه على جاره النادي المكناسي 1-0 في المباراة النهائية رقم 55 في تاريخ هذه المسابقة ، التي جمعت بينهما اليوم السبت بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، بالرباط. وقاد المهاجم البديل البرازيلي لويس جيفرسون إيشر فريق العاصمة العلمية إلى هذا التتويج، وهو الثالث في مشواره الرياضي بعد لقبي 1980 و1988، بتوقيعه هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 74. وضرب فريق المغرب الفاسي، وصيف بطل المسابقة والمتوج مؤخرا كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بهذا الإنجاز أكثر من عصفور بحجر واحد، فهو نجح في رد دين عمره 46 سنة لفريق العاصمة الإسماعلية، ووضع حدا لسوء حظ لازمه خاصة في السنوات الأربع الأخيرة حيث خاض ثلاث نهايات دون الظفر باللقب، علما بأنه لعب اليوم عاشر نهاية له بعد سنوات 1966 و71 و74 و93 و2001 و2002 و2008 و2010، محققا بذلك تتويجا انتظره 23 سنة. واحتفظت الذاكرة الرياضية الفاسية والمكناسية على حد سواء بثأر رياضي يعود إلى يوم 12 يوليوز 1966 أي بعد مرور 46 سنة كاملة حيث كان فريق العاصمة الإسماعيلية قد نال أول وآخر كأس للعرش في مشواره الرياضي حتى الآن بفوزه بالملعب الشرفي بالدار البيضاء على فريق المغرب الفاسي (2-0)، الذي كان قد حكم عليه أسبوعا قبل ذلك وفي مباراة حاسمة وفاصلة بالنزول إلى القسم الوطني الثاني. وجمع أشبال المدرب رشيد الطاوسي بهذا التتويج، المجد من كل أطرافه، فهم حذوا، من جهة، حذو فريق اتحاد الفتح الرياضي الذي حقق ذات الإنجاز الموسم الماضي بإحرازه كأس الكونفدرالية وكأس العرش، والإبقاء، من جهة أخرى، على أجواء الفرحة، التي تعم هذه الأيام العاصمة العلمية . ففي ظل أجواء احتفاليةعاشها المجمع الرياضي اليوم وكان من ورائها جمهور متحمس فاق ال40 ألف متفرج، لم يخرج هذا اللقاء الرياضي وخاصة في شوطه الأول،عن طابع المباريات النهائية حيث غاب عنه اللعب المفتوح وغلبت عليه بشكل جلي عوامل الحيطة والحذر وتعزيز الدفاع وملء وسط الميدان وغلق منافذ اللعب وفرض المراقبة اللصيقة على أبرز لاعبي الفريقين والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة. ولم يثن هذا المعطى، الذي يبدو طبيعيا بالنظر إلى الطابع الشبه محلي للمباراة والذي عززه النهج التكتيكي الذي اعتمده رشيد الطاوسي وعبد الرحيم طاليب ، الفريقين من تقديم بين الفينة والأخرى عروضا فنية والقيام بمحاولات كانت تكتسي بعض الخطورة لكن النتيجى ظلت على حالها لينهي الفريقان الشوط الأول بلا غالب ولا مغلوب. وجاءت أطوار الشوط الثاني، أكثر ندية وإثارة خاصة بعدما عمد الفريقان إلى فتح اللعب والتخلص بعض الشيء من الأسلوب الدفاعي حيث حاول كل منهما الوصول إلى مرمى الحارسين هشام غوفير (النادي المكناسي) وأناس الزنيتي (المغرب الفاسي)، اللذين كانا في الموعد وقدما، كما هي عادتهما، مردودا جيدا. وزاد حماس الجمهور، الذي أثت مدرجات المجمع الرياضي بلوحات فنية رائعة وأهازيج قوت من عزيمة ومعنويات لاعبي الفريقين "الأصفر والأسود" و"الأبيض والأحمر" وأعطت صورة رائعة عبرت بصدق عن الأجواء الاحتفالية التي يعيش نشوتها الجمهور الرياضي المغربي قاطبة نتيجة الانتعاشة التي تشهدها كرة القدم المغربية هذه الأيام، من اندفاع لاعبي الفريقين بحثا عن بلوغ مرمى الفريق المنافس. وإذا كان الفريق المكناسي قد اعتمد الكرات الطويلة في اتجاه مربع عمليات الحارس الزنيتي وفي ظهر المدافعين، فإن الفريق الفاسي، الذي كان محروما من خدمات مهاجمه الخطير حمزة بورزوق بسبب جمعه لإنذارين، حاول في المقابل بناء هجماته من الخلف ومحاولة التسرب تارة من وسط الميدان وأخرى عبر الأجنحة لكن بدون جدوى. وانتظر الجمهور إلى حدود الدقيقة 50 ليعاين أول عملية حقيقية للتهديف لصالح فريق المغرب الفاسي كان من ورائها محمد ديوب الذي توغل من الجهة اليمنى ومرر دون أن تجد الكرة من يضعها في شباك الحارس غوفير. وعاد فريق العاصمة العلمية سبع دقائق بعد ذلك (د 57) وهذه المرة بواسطة مهاجمه المالي موسى تيغانا لتهديد مرمى جاره وغريمه التقليدي إلا أن تسديدته وجدت الحارس غوفير في المكان المناسب. ورد الفريق المكناسي في الدقيقة 59 بمحاولة خطيرة مرت على إثرها الكرة فوق مرمى الزنيتي بعد تسديدة قوية ومركزة للمهاجم النشيط عادل حليوات. وتبقى الفرصة الأبرز في المباراة، تلك التي كان من ورائها اللاعب محمد علي بامعمر، الذي سدد على القائم الأيمن بعد اختلاط أمام المرمى المكناسي. وجاءت الدقيقة 74 ليبتسم الحظ وتحمل البشرى لأبناء مدينة فاس الذين نجحوا في فك لغز الدفاع المتكتل لنظرائهم المكناسيين بعد تمريرة عميقة استغلها بذكاء البرازيلي البديل لويس جيفرسون الذي جاء من الخلف ورد الكرة قبل أن يضعها بتسديدة قوية في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس غوفير. واتخذ نسق المباراة، مباشرة بعد هذا الهدف، اتجاها مغايرا حيث بادر أشبال المدرب عبد الرحيم طاليب إلى الخروج من تموقعهم الدفاعي بحثا عن هدف التعادل ومارسوا ضغطا مكثفا على معترك الفريق الفاسي، هذا الأخير، عمل على استغلال الفراغات التي تركها المكناسيون وراءهم لكن دون أن يفلحوا في مضاعفة الحصة إلى أن أعلن الحكم عن نهاية اللقاء بفوز مستحق لأصدقاء العميد رشيد الدحماني. وكان فريق المغرب الفاسي قد تجاوز في طريقه إلى المباراة النهائية على التوالي فرق اتحاد أزيلال (قسم الهواة) 3-0 والكوكب المراكشي 0-1 وحسنية أكادير 0-1 والوداد البيضاوي في دور نصف النهاية بفاس بالضربات الترجيحية 3-2 (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1)، فيما بلغها فريق النادي المكناسي، الذي كان قد خسر المباراة النهائية الثانية له سنة 1981 بالدار البيضاء أمام الوداد الرياضي 1-2، على حساب فرق الاتحاد البيضاوي 0-1 وأولمبيك آسفي (3-0 ض ج) واتحاد المحمدية 2-1 قبل أن يتفوق في دور النصف بمكناس على ضيفه فريق الدفاع الحسني الجديدي 1-0. ويبقى فريق الجيش الملكي الأكثر تتويجا في مسابقة كأس العرش ب11 لقبا متبوعا بفريق الوداد البيضاوي (9 ألقاب) والكوكب المراكشي (6 ألقاب) واتحاد الفتح الرياضي والرجاء البيضاوي (5 ألقاب لكل منهما) والمولودية الوجدية (4 ألقاب) والأولمبيك البيضاوي (3 ألقاب) والمغرب الفاسي بثلاثة ألقاب، في حين أحرزت اللقب مرة واحدة فرق النادي القنيطري والنادي المكناسي والراسينغ البيضاوي والنهضة السطاتية وشباب المحمدية ومجد المدينة وأولمبيك خريبكة. وكان فريق شباب أطلس خنيفرة للإناث قد أحرز كأس العرش لكرة القدم النسوية لموسم 2010-2011، عقب فوزه على فريق بلدية العيون بنتيجة 3-0 في المباراة النهائية التي جمعت بينهما صباح اليوم السبت بملعب مركب مولاي الحسن بالرباط. وتعاقبت على تسجيل الأهداف الثلاثة للفريق الخنيفري كل من لطيفة زرهون في الدقيقة 16 وكوثر التهامي في الدقيقتين 45 و49. وفي أعقاب هذه المباراة ، التي جرت في كنف الروح الرياضية العالية، سلم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد كأس العرش لعميد فريق المغرب الفاسي رشيد الدحماني واللاعبة فوز سكاتو عميدة فريق شباب أطلس خنيفرة . وكان لقب كأس العرش في الموسم الماضي من نصيب فريق اتحاد الفتح الرياضي وحققه بالرباط على حساب فريق المغرب الفاسي بالذات (2-1)، في حين نال لقب فئة الإناث فريق الرجاء البيضاوي 1-0.