امتطى (ج ج) الحافلة رقم 120 من تيط مليل في اتجاه نهاية مسارها بوسط مديونة ، ومباشرة بعد صعوده جلس على مقعد كان فارغا في الصفوف الخلفية ،لكن الجابي تأخر في الالتحاق بالراكب من أجل استخلاص ثمن التذكرة، وهو ما فسح المجال لصعود مراقبي التذاكر الذين لم يتقبلوا من الراكب تبريراته في كون أن الجابي هو المتهاون في عدم تحصيله لثمن التذكرة، وخيروه بطريقة استفزازية غير لائقة ؛ إما أداء ذعيرة 64 درهما؛ أو إحالته على الأمن المحلي! الراكب أصر على أداء 4 دراهم المحددة والمعمول بها قانونيا، مفضلا إحالته على الأمن بدل أداء الذعيرة ، وعندما وصلت الحافلة إلى نهاية رحلتها وإفراغها من ركابها الذين «ابتلعتهم» أزقة ودروب مديونة ، تم احتجاز الراكب من طرف خمسة أشخاص من مستخدمي الحافلة ؛ منهم المراقبون والجابي، والسائق على أساس تسليمه لمفوضية الشرطة بمديونة ، لكنهم في الأخير غيروا رأيهم وذهبوا به لوحده عبر الحافلة إلى أمن حي النعيم بتيط مليل! وقد حاول عميد الشرطة إصلاح ذات البين بين الطرفين بشكل حبي ،لكن الراكب تشبث بالاستماع إليه في محضر رسمي، لأنه اعتبر نفسه مظلوما ، وبأن الجابي هو المسؤول عن عدم أدائه لثمن التذكرة ؛ وندد باعتقاله في جوف الحافلة لمدة تجاوزت الساعة والنصف من الزمن بشكل تعسفي! للتذكير، ليس (ج ج) الوحيد الذي عانى من سوء معاملة بعض مستخدمي هذه الحافلة ، فالعديد من الركاب مستاؤون من خدماتها بسبب عدم توقف بعض السائقين في المحطات الإجبارية ،إلى جانب السرعة المفرطة التي كانت سببا رئيسيا في وقوع عدة حوادث سير خطيرة، بعضها كان مميتا، في الطريق الرابطة ما بين مديونة وتيط مليل ، فضلا عن الإكتظاظ وتحويل الحافلة إلى علبة سردين ، دون نسيان سوء المعاملة التي يلقونها من طرف بعض السائقين والجباة والمراقبين الذين لا يتورعون عن سب كل من يحتج على تجاوزاتهم في السياقة ؛ أو استخلاص ثمن التذكرة بأقبح الألفاظ لدرجة تحول معها فضاء الحافلة في أكثر من مناسبة إلى حلبة للسب والشتم وتشنيف أسماع الراكبين بكلمات نابية ، وجمل خادشة للحياء !