وجهت النيابة العامة أول أمس بمدينة بواتيي وسط فرنسا لأربعة ناشطين في حركة «جيل الهوية» اليمينية المتطرفة، تتراوح اعمارهم بين 23 و26 عاما، تهم التحريض على الحقد والعنف بالتحريض على الحقد وذلك بعد سيطرتهم السبت الماضي على ورش بناء لمسجد في بمنطفة بوكسيرول بضاحية مدينة بواتيي في وسط فرنسا تعبيرا عن رفضهم لبناء المسجد هناك. ويتبع ثلاثة من الناشطين بتنظيم تظاهرة غير مرخص لها والتحريض على التمييز والحقد أو العنف حيال شخص أو مجموعة أشخاص بسبب أصلهم أو انتمائهم إلى إتنية وأمة وجنس أو ديانة محددة اضافة الى سرقة وتخريب املاك، فيما اتهم الرابع بالتواطؤ. فبعد الملصقات العنصرية التي سبق وضعت شتنبر الماضي بمدخل مسجد «المؤمنين» ببلدة «ميري» جنوب مدينة تولوز في الجنوب الفرنسي، تحركت من جديد نهاية الأسبوع الماضي آلة «ميلشيات» اليمين المتطرف في فرنسا لتأجيج العداء ضد المسلمين والدين الإسلامي مستهدفة المساجد كرمز ديني جاعلة منها ومن مرتاديها من المسلمين مصدرا للخوف والخطر. فقد قام عشرات من الناشطين من اليمين المتطرف السبت من السيطرة على ورش بناء لمسجد في بمنطفة بوكسيرول بضاحية مدينة بواتيي في وسط فرنسا تعبيرا عن رفضهم لبناء المسجد هناك. وصعد حوالي 73 من حفدة القائد التاريخي الفرنسي شارل مارتيل، الذي يقال أنه «اوقف تقدم العرب في بواتيي قبل 1300 سنة»، الى سطح المسجد بعدما سطوا على زرابي و كراسي كل بالطابق السفلي للورش ليضعوا لافتة تحمل اسم تكثلهم «جيل الهوية»، الذي لم يعرف النور إلا قبل شهرين وينشط بشكل كبير على الانترنيت محاربا الاسلام والمهاجرين. وفي ارتباط بالموضوع طالب المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية فرنسا أول أمس الاثنين بحل هذه الجماعة اليمينية المتطرفة التي أصدرت «اعلان حرب» ضد ما سمته أسلمة فرنسا. ودعا رئيس المجلس محمد موسوي ايضا الي توفير حماية أفضل لمساجد ومقابر المسلمين من الهجمات العنصرية التي قال انها قفزت بشكل حاد في 2011 ومستمرة في الزيادة هذا العام. وقال ان الاحتجاج، وهي المرة الاولى التي يحتل فيها مسجد في فرنسا بهذا الشكل، يمثل «تصعيدا جديدا في العنف ضد المسلمين». واضاف قائلا للصحفيين ان اعمال العنف والتهديدات ضد المسلمين زادت بنسبة 34 بالمئة في 2011 عن العام السابق وواصلت الارتفاع لتسجل زيادة قدرها 14 بالمئة في النصف الاول من هذا العام. وقال ان المحتجين جاءوا من مناطق بعيدة في فرنسا مثل ليون ونيس قرب الحدود الشرقية للبلاد. كان مسؤول الشرطة إيف داسونفيل قال ان الناشطين من اليمين المتطرف ال73 «كانوا على ما يبدو اشخاصا من عائلات محترمة وقدموا من كل انحاء فرنسا».